أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-03
187
التاريخ: 2024-04-15
775
التاريخ: 2024-08-20
238
التاريخ: 2024-04-03
821
|
يعتقد الأستاذ «ليفبر» في كتابه الذي وضعه عن كهنة «آمون» العظام في خلال الدولة الحديثة (1) أنه كان يوجد ثلاثة كهنة عظام باسم «باكنخنسو»، ويقول: إن «باكنخنسو الأول» عاش في عهد «تحتمس الرابع»، و«أمنحتب الثالث»، أما «باكنخنسو الثاني» فقد عاصر «رعمسيس الثاني» ثم «مرنبتاح» ابنه، وبعد ذلك تولى هذه الوظيفة «باكنخنسو الثالث» الذي عاش في عهد الفرعونين «ستناخت»، و«رعمسيس الثالث». غير أن كلًّا من الأثريين «انجلباخ»، و«فاري» قد تناول هذا الموضوع، ووصل إلى نتيجة تغاير رأي «ليفبر«(2)، ونعلم منها أنه لا وجود قط لكاهن أعظم يُدعى «باكنخنسو» في عهد «أمنحتب الثالث»، وقد تطرَّق «انجلباخ» في استنباطه إلى حد أنه لا يوجد كاهن أعظم يُدعى «باكنخنسو الثالث»، بل الواقع أن «باكنخنسو» الكاهن الأكبر ﻟ «آمون» كان في كل ذلك واحدًا، ويستنبط أنه عاش حتى بلغ السابعة بعد المائة، غير أنه لا يجزم بهذا الزعم الأخير، أما الأثري «فاري» فقد حصر بحثه في عدم وجود كاهن أعظم ﻟ«آمون» في عهد «أمنحتب الثالث» يدعى «باكنخنسو«.
وسنورد هنا حياة «باكنخنسو» الذي عاش في عهد «رعمسيس الثاني» كما جاء على الآثار التي أرِّخت بعهد هذا الفرعون. والمصادر الأصلية الهامة التي سنعتمد عليها هنا في بحثنا مصدران؛ أولهما: تمثاله المحفوظ الآن «بمتحف مونيخ»، والآخر: تمثاله الموجود «بمتحف القاهرة» الذي عثر عليه «لجران» في الكرنك عام 1904 بالقرب من الباب الجرانيتي للبوابة السابعة، وهذان التمثالان من طراز واحد، ويمثلان «باكنخنسو» لابسًا الشعر المستعار الخاص بعصر الرعامسة، ويرتدي قميصًا ضيقًا، وقد مثل جالسًا القرفصاء على قاعدة منخفضة بذراعيه مطويتين على صدره.
نقوش تمثال «مونيخ»
النقوش التي على مقدمة التمثال (3):
قربان يقدمه الملك ﻟ «آمون-آتوم حور اختي» الروح السماوي العائش في الصدق، والتمثال القاطن في وسط سفينته (4)،وللإلهة «موت» العظيمة كبيرة القطرين، وللإله «خنسو نفر حتب»؛ لأجل أن يعملوا على أن يخلَّد اسمي في «طيبة»، ويعيش مدة الأبدية؛ لأجل روح الأمير الوراثي رئيس كهنة كل الآلهة، والكاهن الأول ﻟ «آمون» في «الكرنك» المسمى «باكنخنسو»، يقول: يأيها الكهنة، ويآباء الآلهة، ويأيها الكهنة المطهرون في بيت «آمون»، قرِّبوا أزهارًا لتمثالي، وماء لجسمي، وإني خادم نافع لسيده رزين، وعادل ومحق ومبتهج بالصدق، وماقت العسف، ومقيم قوانين إلهه الكاهن الأول ﻟ «آمون» (باكنخنسو).
النقوش التي على ظهر التمثال:
الأمير الوراثي والكاهن الأول ﻟ «آمون» (باكنخنسو) يقول: إني رجل عادل، ومحق ومفيد لسيده، ومحترم خطط إلهه، وسائر على الطريق، ومنجز أشياء نافعة في معبده؛ لأني المشرف الأعظم على الأعمال في بيت آمون، ومرضي سيدي إرضاء تامًّا، فأنتم يأيها الناس جميعًا أصحاب الروح اليقظ، وأنتم يا من يعيشون (فعلًا) على الأرض، وأنتم يا من سيأتون بعدي في ملايين ملايين السنين، بعد الشيخوخة والعمر الطويل، وأنتم جميعًا يا أصحاب العقل الفطن، الذي يفهم الفضل — إني سأحدثكم عما كنت عليه من خلق، عندما كنت — على الأرض — في كل الوظائف التي شغلتها منذ ولادتي: لقد أمضيت أربع سنوات طفلًا كاملًا، ومضيت اثنتي عشرة سنة صبيًّا، كنت في أثنائها رئيس إصطبل التعليم في عهد الملك «من ماعت رع» (سيتي الأول)، وكنت كاهنًا مطهرًا للإله «آمون» مدة أربع سنوات، وكنت كاهن والد الإله مدة اثنتي عشرة سنة، ثم كنت كاهنًا ثالثًا للإله «آمون» مدة خمس عشرة سنة، ثم كاهنًا ثانيًا للإله «آمون» مدة اثنتي عشرة سنة، وقد كافأني الإله فميزني لفضلي، وعينني في وظيفة الكاهن الأول للإله «آمون»، وقد مارستها سبعًا وعشرين سنة.
وقد كنت والدًا رحيمًا بمرؤوسي، فعلمت أناسيهم الصغار، ومددت يدي لمن كان تعسًا، وطمأنت أولئك المحتاجين على حياتهم، وقمت بعمل أشياء نافعة في معبده، بوصفي المشرف الأعظم على الأعمال في «طيبة»، لحساب ابنه الذي أنجبه من ظهره، ملك الوجه القبلي والوجه البحري «رعمسيس الثاني» معطي الحياة، ومؤسس الأوقاف الخيرية لوالده «آمون» الذي وضعه على عرشه.
ما عمل تحت إشراف الكاهن الأول «باكنخنسو «:
لقد عملت أشياء نافعة في بيت «آمون»؛ لأني كنت المشرف على أعمال سيدي (الملك)، ولقد أقمت له معبدًا يُدعى «رعمسيس محبوب آمون» الذي يسمع التضرعات، عند الباب العلوي لبيت «آمون»، وقد أقمت فيه مسلات من حجر الجرانيت، وهي التي قد وصل جمالها إلى عنان السماء، وقد أقمت بوابة أمام المعبد من الحجر، مواجهة «لطيبة»، وكانت مغمورة بالمياه (أي إن أسفل البوابة كان مغمورًا بالماء الذي كان يُستعمل لري الحدائق الممتدة أمام المعبد)، وكانت الحدائق مغروسة بالأشجار، وقد صنعت أبوابًا غاية في العظم من السام، بهاؤها يصل إلى السماء، وقد نحت كتلًا غاية في الضخامة، وأقمتها على الساحة الفخمة المواجهة لمعبده، وبنيت سفنًا عظيمة تسبح على النهر ﻟ «آمون»، و«موت» و«خنسو» بوساطة الأمير الوراثي الكاهن الأول ﻟ «آمون» (باكنخنسو).
النقش الذي حول القاعدة:
الأمير الوراثي والكاهن الأول ﻟ «آمون» «باكنخنسو» يقول: إني رجل حازم عادل ومحق، ينفذ قوانين إلهه، ومستسلم لإرادته … ورجل يداه تقبضان على عمود السكان، وشغل مدة حياته في وظائف نوتي «آمون»، وقد كنت سعيدًا في هذا اليوم أكثر من أمس، وليت الإله يزيد في الغد كذلك في سعادتي! ولقد كنت منذ طفولتي المبكرة حتى شيخوختي، في بيت «آمون» خادمًا له في صدق، وعيناي تريان صليه، ليته يتمم لي حياة سعيدة مداها عشر ومائة سنة.
...................................
1- راجع: Histoires des Grands Pretres D’Amon de Karnak p. 127 Note 2.
2- راجع: A. S., XL, p. 507 & Ibid. p. 639.
3- راجع: Brugsch Thesaurus p. 1240, Br. A. R. III § 561 ff..
4- راجع: كان تمثال الإله يوضع في سفينة صغيرة في محراب فيها، ثم يوضع في قدس الأقداس بالمعبد.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
اللجنتان العلمية والتحضيرية تناقش ملخصات الأبحاث المقدمة لمؤتمر العميد العالمي السابع
|
|
|