ويؤثر هذا العامل التضريسي في الحياة النباتية، كما يلاحظ في المناطق القطبية، حيث تكون السفوح الجنوبية أدفأ وأكثر جفافا من السفوح الشمالية. وينعكس هذا بدوره على نوع النمو النباتي، حيث تكون السفوح الشمالية قاحلة جدا، بالمقارنة بالسفوح الجنوبية. كذلك فإن السفوح المواجهة للرياح تتميز بأمطارها التضاريسية الغزيرة، في حين تعاني السفوح الواقعة في ظل الرياح من قلة الأمطار.

أما المناطق شديدة الارتفاع، فتنال قدرا أكبر من الأمطار، وتكون عرضة لأن تذروها الرياح. ويؤدي هذا كله لنشأة وتكوين ظروف مناخية غير عادية، تؤثر في التربة الجبلية، وفي الأنماط النباتية المتنوعة والمميزة الموجودة أحيانا في المناطق الجبلية.

كما تتضح آثار هذه العوامل التضاريسية في الغلاف الحيوي في كثير من الأجزاء الجبلية، بالإقليم الموسمي في جنوب شرقي آسيا، حيث تظهر طبقات رأسية متتابعة من النباتات. ففي جبال الهملايا، يتمثل التتابع النباتي بوجه عام في وجود غابة مدارية تليها غابة صنوبرية شبه مدارية، فغابة معتدلة، تليها نباتات البية. كما تتميز هذه الجبال بصفة خاصة بوجود غابة وردية Rhododentron forest على ارتفاع 10 آلاف قدم تتفتح بصورة رائعة في فصل الربيع، وإن كان هذا التتابع النطاقي البسيط لا يعادل الترتيب المعقد للنباتات الجبلية.

وفي المناطق الجبلية العالية التي توجد في الظروف المدارية الرطبة، تنمو في أغلب الأحيان لغابة من الطحالب Moss Forest بسبب كثافة الأمطار، وارتفاع الرطوبة إلى جانب التغير الموسمي الضئيل. وتتميز هذه الغابة بوفرة أوراقها التي تكسوها الطحالب المتسلقة الطفيلية.

وفي سلسلة جبال الأنديز الشرقية بأمريكا الجنوبية، تظهر اختلافات نباتية متشابهة كلما ارتفعنا. فعلى السفوح التي ترتفع إلى أكثر من 2700 متر توجد الغابات الجبلية. وعلى السفوح الأكثر ارتفاعا والهضاب الداخلية شبه الجافة بين 3000 4500 متر، توجد الحشائش النحيلة الجافة التي تتجمع في آجام متناثرة إلى جانب النباتات الصحراوية الجافة مشكلة ما يعرف باسم الباراموس Paramos في الشمال والبوناس Punas في الجنوب. ثم يتلاشى هذا النمط من الحشائش الألبية، لتحل محله الصخور العارية عند ارتفاع 4500 متر. وفي داخل نطاق الغابة الجبلية نلاحظ تنوعا واسعا في النباتات ففي الأودية العميقة التي تجري في السفوح الشرقية للسلسلة الشرقية والمعروفة بإسم بونجا Yunga توجد اختلافات في الحياة النباتية نتيجة للاختلاف في الشكل والارتفاع والانحدار. حيث تتميز بعض المناطق بغابات كثيفة، في حين توجد أشجار متباعدة مكشوفة في مناطق ثانية وأجام في مناطق ثالثة، وحشائش في مناطق رابعة، أما بالنسبة للحياة الحيوانية، فإن دور التضاريس يكاد يكون محدودا. ومع هذا نجد أن مناطق الجبال يرتبط بها حيوانات معينة، لها القدرة على الحركة والانتقال وتسلق سفوح الجبال في . ولذلك تكثر في المناطق الجبلية أنواع معينة من الحيوانات، مثل: سهولة ويسر.ولذلك تكثر في المناطق الجبلية انواع معينة من الحيوانات مثل:ـ

ثور التبت (الياك) Yak ، واللاما Llima والماعز Goat والبغال Mules وبعض القوارض الصغيرة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(112) Ibid.