وتوجد هذه التربة في مناطق الحشائش / الشجرية (مناطق البراري الغنية) في بعض الأجزاء الداخلية من القارات. حيث يسود المناخ المعتدل الرطب حيث تحتل الهوامش الرطبة لمناطق التربة السوداء (الشيرنوزم). ففي أمريكا الشمالية توجد للشرق والشمال من التربة السوداء، حيث تقل غزارة الأمطار ونسبة التبخر، كما تقل نسبة الجير في هذه التربة أقل مما هو كائن في التربة السوداء، ويمكن القول بأنها تقع في نصف الكرة الشمالي، بين نطاقي التربة السوداء وتربة البودزول. أما في النصف الجنوبي، فتقع بين التربة السوداء واللاتوزول (تربة اللاتيرايت (Latosols وهي الطوبية الحمراء بالمناطق الاستوائيه وشبه الموسمية، وبحكم موقعها هذا فهي تتسم لخصائص إنتقالية حيث لا يوجد بها تراكمات مثل تربات البيدو كال والكلسية، وليس لها صفات بودزولية حمضية في نفس الوقت، فالأمطار الساقطة عليها كافية لنقل كربونات الكالسيوم، وغيره من الأملاح المعدنية المذابة نحو التربة التحتية.

كما أن التبخر، ليس عاليا إلى درجة رفع محاليل التربة نحو السطح وتكوين القشور الملحية. كما أنها لا تتعرض لعملية تصفية شديدة لعناصرها الأساسية في النطاق، أضف إلى ذلك فإن وجود الحشائش الطويلة والكثيفة تزودها بالمواد العضوية التي تتحلل ببطء. ولكن بدرجة أسرع نسبيا من تربة البودزول، بما يمنحها كميات كبيرة من مادة الدبال، والتي تعطيها اللون البني الغامق. أما النطاق ب فيها فيتصف بلونه الفاتح نسبيا وبقلة عمقه.

وقد أثبتت هذه التربة بسماتها الطبيعية، أنها ذات خصوبة عالية، وذات إنتاجية عالية، وتحتاج للقليل من المخصبات العضوية والكيماوية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(67) د. يسري الجوهري، اسس الجغرافيا الطبيعية، الاسكندرية، 1984م.