المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17560 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تأثير الأسرة والوراثة في الأخلاق
2024-10-28
تأثير العشرة في التحليلات المنطقيّة
2024-10-28
دور الأخلّاء في الروايات الإسلاميّة
2024-10-28
ترجمة ابن عبد الرحيم
2024-10-28
ترجمة محمد بن لب الأمي
2024-10-28
من نثر لسان الدين
2024-10-28

تعريف الصناعات الانشائية
26-8-2021
الجد للأب أولى بالصلاة من الأخ.
21-1-2016
Influence of other languages
2024-04-29
العلم علمان
12-3-2021
قواعد شيــــف Schiff Bases
2024-04-27
إسم الجلالة وشئونه‌
13-3-2019


المنظمات الأمنية في الروايات الإسلاميّة  
  
1279   06:58 مساءاً   التاريخ: 13-11-2015
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : نفحات القران
الجزء والصفحة : ج10 ، ص 328- 333.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / حضارات / مقالات عامة من التاريخ الإسلامي /

لهذه المسألة في الروايات الإسلاميّة وكتب التاريخ صدىً واسعٌ ، فمن خلال الاطلاع عليها يمكن الوقوف على هذه الحقيقة وهي أنّ الحكومة الإسلاميّة ينبغي أن لا تغفل عن هذه المسألة المهمّة ، وأنّ عليها أن تمارس نشاطاً موسعاً في اتجاهين : أن تطّلع على تحركات العدو العسكريّة والسّياسية والاقتصاديّة التي لها تأثير على مستقبل ومصير المسلمين ، وأن تواجه الفعاليات الجاسوسية ، للعدو الذي يحاول النفوذ واختراق المسلمين للتعرف على أسرارهم وسرقتها.

وسنتعرض هنا إلى بيان نموذج من هذه الرّوايات والوقائع التّاريخية :

1- ورد في حديث عن الإمام عليّ بن موسى الرّضا عليه السلام : «كان رسولُ اللَّه صلى الله عليه و آله إذا بعثَ جَيشاً فاتَّهمَ أميراً بَعَثَ مَعَهُ من ثقاتِه مَنْ يتجسس خَبَرَهُ» (1).

فقد يكون ذلك الأمير معتمداً من بعض الجهات ، ولكن خطورة مسؤوليته توجب وجود ناظرٍ ومفتش عليه ، تحسُباً من انحرافه- لا سمح اللَّه- وارتكابه ما لا يمكن جبرانه من قبل المسلمين.

وهذا الحديث موافق لما ورد في متن الوسائل وقرب الإسناد ، الطّبعة الجديدة (مؤسسة آل البيت) ، ولكن ورد في بعض الكتب كلمة «فأمَّهُمْ» أي ، عيّن لهم أميراً ، بدلًا من‏ «فاتَّهَمَ» ، ولكن تعيين المفتش والجاسوس أنسب بلفظ «فاتَّهَمَ» ، وانتخاب مثل هذا الأمير يكون لتميزه ببعض الميزات المفقودة في غيره ، (التفتوا جيداً).

2- ورد في حديث آخر حول سَرِّية «عبد اللَّه بن جحش» (والسّرية ، الحرب التي لم يحضر الرسول بنفسه فيها) ، أنّ النّبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله بعث عبداللَّه بن جحش بن رئاب الأسدي ومعه ثمانية رهط من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد ، وكتب له كتاباً وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه فيمضي لما أمره به. فلما سار عبداللَّه يومين فتح الكتاب فنظر فيه فإذا فيه : إذا نظرت في كتابي هذا فامضى حتى تنزل نخلّة بين مكة والطائف فترصد بها قريشاً وتعلم من أخبارهم (والقصة طويلة وقد جاء في ذيلها أنّه اشتبك معهم وأسر منهم جماعة وغنم غنائم ... (2).

3- بعد غزوة بدر (3) ، لما انصرف ‏أبو سفيان ومن معه نادى : إنّ موعدكم بدر للعام القابل.

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لرجل من أصحابه قل : نعم ، هو بيننا وبينكم موعد.

ثم بعث رسول اللَّه صلى الله عليه و آله علي بن أبي طالب عليه السلام وقال له : أخرج في آثار القوم ، فأنظر ماذا يصنعون وما يريدون ، فإن كانوا قد جنبوا الخيل وامتطوا الإبل فإنّهم يريدون مكة وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل فإنّهم يريدون المدينة ، والذي نفسي بيده لئن أرادوها لأسيرن إليهم فيها ثم لأُناجزنّهم!

قال عليّ : فخرجت في آثارهم أنظر ماذا يصنعون ، فجنبوا الخيل وامتطوا الأبل وتوجّهوا إلى مكّة.

وكان هذا النّشاط التّجسسي للنّبي على يد أمير المؤمنين عليه السلام ، عملٌ مهمٌ جدّاً ومؤثر في تحديد مصير المسلمين ، وكان ينقذهم من أن يُفاجأوا.

4- ونقرأ (4) في قصة حرب أُحُد أنّ النّبيّ صلى الله عليه و آله أرسل رجلين يتجسسان على أحوال جيش قريش قبل أن يردوا أُحُد ليتعرفوا على عدد قوات العدو وعدتهم ، كما أنّه أرسل «الحباب بن المنذر» سراً ليستطلع أوضاع قريش بعد أن نزلوا أحداً ، وطلب منه أن يأتيه بالخبر سرّاً إذا كان عددهم كبيراً ، وإذا كان قليلًا فلا مانع من أنْ يخبره علناً.

ولمّا كان عدد المشركين كبيراً ، جاء الحباب وأخبر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بعددهم سرّاً.

5- وكتب نهج البلاغة ، تبيّن لنا بوضوح أنّ الجهاز الأمني للإمام علي عليه السلام كان مطّلعاً على الأمور في كلّ بقاع الدولة الإسلاميّة.

ومن جملة ذلك «عهده لمالك الأشتر» في تعيين المفتشين السّريّين للنّظر في كيفيّة قيام العمّال- الولاة بوظائفهم ، يقول عليه السلام : «وابعثِ العيونَ من أهل الصّدق والوفاء عليهم فإنَّ تعاهُدَكَ في السّرِّ لأمورهم حَدْوَة لَهُمْ على استعمال الأمانة والرفق بالرعيّة».

وبطبيعة الحال ، فإنّ هذا النّشاط واحد من نشاطات العيون التّجسسية ، وهو أن يتجسسوا على كيفية قيام مأموري وموظفي الدولة الإسلاميّة بوظائفهم.

6- وفي كتاب آخر له عليه السلام إلى واليه على مكة «القُثم بن عباس» وهو أخو عبد اللَّه بن عباس ، يقول فيه : «أمّا بعد ، فإنَّ عَيني بالمغرب(5) كتب إليّ يُعلِمُني أنَّه وُجِّهَ إلى الموسم‏ اناس من أهل الشّام العُمي القلوب الصُمِّ الأسماع الكُمهِ الأبصار الذين يَلبسُونَ الحقَّ بالباطل ويطيعون المخلوق في معصية الخالق .... فَاقِمْ على‏ ما في يَدَيك قيامَ الحازم الصَّليب» (6) ويبدو أنّ معاوية كان قد أعدَّ مخططاً لخداع «القثم بن عباس» ودعوته لخيانة علي عليه السلام ، وإيجاد الفوضى في موسم الحج ، فأخبر عيون الإمام عليه السلام المخترقين جهاز حكم معاوية ، الإمام عليّاً عليه السلام بهذا الخبر بسرعة فأسرع الإمام عليه السلام في إحباط تلك المؤامرة.

والكلام هنا في المأمورين السّريّين الذين يخترقون قلب أجهزة العدو وينفذون فيها لنقل المعلومات السرية.

7- ونقرأ كتاب أمير المؤمنين عليه السلام إلى «عثمان بن حنيف» ، حيث يقول عليه السلام : «أمّا بَعدُ يا ابن حنيف فقد بلغني ‏أنّ رجلًا من فتية أهل البصرة دعَاكَ إلى مأدُبَة فأسْرَعْتَ إليْها تُستطابُ لك الألوانُ وتُنقَلُ إليكَ الجفانُ» (7).

فمن هذا الكتاب يتضح لنا بأنّ عيون الإمام عليه السلام السريّة لم تكن تنقل له المسائل السّياسية والعسكرية فقط ، بل وكذلك المسائل الأخلاقيّة التي لم تكن مناسبة لمقام الولاة وموظفي الحكومة الإسلاميّة وغير المنسجمة مع أُصول التّعاليم الإسلاميّة وخاصّة فيما يرتبط بالزّهد ، وأنّ جزئيات حركاتهم غير خافية على عيون الإمام التّجسسية الفطنة.

وشبيه هذا المعنى نراه في كتابه عليه السلام إلى «المنذر بن جارود» واليه على «اصطخر» حيث ورد في هذا الكتاب :

«أمّا بعدُ فإنَّ صلاحَ أبيك غرَّني مِنك ، وظَننتُ إنّك تَتَّبِعُ هَدْيَهُ ، وتَسلُكُ سَبيلَهُ فإذا أنت فيما رُقّيَ إليَّ عَنْكَ لا تَدَعُ لِهَواكَ انْقياداً ولا تبقى لآخرتكَ عِتاداً تعْمُرُ دُنياكَ بِخَرابِ آخرتِكَ وتَصِلُ عَشِيرَتَكَ بِقَطِيعِةِ دِينِكَ» (8).

والمستفاد من الرّوايات أنّ خيانة إبن الجارود هي أنّه اختلس أربعمائة الف درهم من‏ بيت المال ، له ولأقربائه ، فعزله الإمام عليه السلام من ولايته وحبسه مدة من الزمن‏ (9).

ونرى هنا أنّ عيون الإمام عليه السلام قد نقلوا خيانة هذا الوالي الخفيّة بعد أن كشفوها ، وأنّ الإمام عليه السلام أبدى موقفاً شديداً تجاهه.

8- جاء في تاريخ حياة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام لمّا بلغ معاوية بن أبي سفيان وفاة أمير المؤمنين عليه السلام وبيعة النّاس ابنه الحسن عليه السلام دسَّ رجلًا من حِمْيَر إلى الكوفة ، ورجلًا من بني القين إلى البصرة ليكتبا إليه بالأخبار ، ويفسدا على الحسن الأمور ، فعرف ذلك الحسن عليه السلام فأمر باستخراج الحميري من عند لجّام بالكوفة ، فأُخرج وأمر بضرب عنقِه ، وكتب إلى البصرة باستخراج القينيِّ من بني سليم فأُخرج وضُربت عُنُقه» (10) وكتب الحسن عليه السلام إلى معاوية : أمّا بعد فإنّك دسست الرّجال للإحتيال والإغتيال وارصدت العيون كأنك تحب اللقاء وما أشكُّ في ذلك فتوقعه إن شاء اللَّه.

9- بعد حرب صفين أعلن جماعة من «بني ناجية» يتزعمهم «الحريث بن راشد» مخالفتهم للإمام ونقضهم البيعة ، فأرسل الإمام عليّ عليه السلام إلى الحريث وطلب منه المثول عنده ليبيّن له السُنَن وأموراً من الحق ، فلم يحضر الحريث وفرَّ برجاله ، وفي الطريق قتلوا رجلًا مسلماً من أتباع الإمام عليه السلام ، وتركوا يهودياً واعتبروه من أهل الذمّة ، فكتب الإمام عليه السلام كتاباً إلى عمّاله في تلك المناطق ، مضمونه : أنّ قوماً مذنبين هربوا ، ونظن أنّهم قصدوا البصرة ، وكان ممّا جاء في ذلك الكتاب : «واجْعَل عليهم العيون في كل ناحية من أرضك ثم اكتب إليّ بما ينتهي اليك عَنْهُمْ» (11).

من مجموع الروايات الآنفة الذكر ، والرّوايات والتّواريخ الاخرى التي يطول المقام بذكرها ، يتضح جيداً أنّ أجهزة التجسس والتفتيش كانت تعمل دائبة في عصر النّبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله والأئمّة المعصومين عليهم السلام سواءً في مجال كشف مؤامرات الأعداء ، أو في إبطال خطط الأجهزة الجاسوسية للمخالفين ، أو في التحقيق في سلوك موظفي الدّولة الإسلاميّة ، وكذلك كشف مؤامرات المنافقين في داخل الدّولة الإسلاميّة.

وبطبيعة الحال ، فإنّ أساليب‏ «التّجسس» و «ضد التّجسس» في زماننا تغيرت كثيراً كغيرها من المسائل عمّا كانت عليه في ذلك الوقت واتسعت وتعقدت كثيراً واستفيد فيها من التّكنولوجيا الحديثة المتطورة بشكل واسع.

ولا شك ، أنّ الحكومة الإسلاميّة في هذا العصر لا يمكنها الإكتفاء بالأساليب القديمة والبدائيّة للوصول إلى أهدافها الأمنية بواسطة الأمن المضاد ، بل لابدّ أن تتجهّزَّ بكلّ الوسائل المتطورة ، لكي تكشف كل مؤامرات الأعداء ومخططاتهم الرامية إلى تضعيف الدولة الإسلامية وقهرها ، كما أنّ عليها أنْ تراقب بدقة تصرفات المسؤولين في الدوّلة الإسلاميّة ، ونشاطات الأحزاب والتجمعات السياسيّة المتواجدة ، لإقرار الأمن والحدِّ من المفاسد والتخريب.

وعلى‏ الحكومة الإسلاميّة أن تستعين بالتّكنولوجيا الحديثة وكلّ أساليب التّجسس ولا تكتفي بالأساليب القديمة.

وعلى الرّغم من أنّ هذا يكلِّفُ الدّولة أموالًا طائلة ، إلّا أنّه قد يكون صرف أموال قليلة في هذا المجال سبباً للحدِّ من ضياع أموالٍ طائلة في المجالات العسكريّة والسياسيّة والإقتصاديّة ، أو تكون سبباً في الوقاية من خسائر كثيرة لا يمكن تعويضها.

فمثلًا لو أنّ أجهزة التّجسس في الدّولة الإسلاميّة ، كشفت عملية تفجير تستهدف زعزعة أمنها ، فإنّها ستمنع من حدوث خسائر فادحة في القوى البشريّة والاقتصاديّة ، والأهم من ذلك أنّها ستكشف مؤامرة الأعداء العسكريّة الخطيرة وتمنع من مضاعفات مثل هذا العمل.
_______________________
(1) وسائل الشّيعة ، ج 11 ، ص 44.

(2) سيرة ابن هشام ، ج 2 ، ص 252؛ والكامل ، لابن الأثير ج 2 ، ص 113.

(3) سيرة ابن هشام ، ج 3 ، ص 100.

(4) المغازي للواقدي ، ج 2 ، ص 206 و ص 207.

(5) الشام ، وعاصمتها دمشق ، التي تقع إلى الغرب (أو الشّمال الغربي) من الكوفة مركز خلافة الإمام عليّ عليه السلام.

(6) نهج البلاغة ، الرسالة 33.

(7) المصدر السابق ، الرسالة 45.

(8) المصدر السابق ، الرسالة 71.

(9) سفينة البحار ، مادة (نذر).

(10) بحار الأنوار ، ج 44 ، ص 45 ، ح 5.

(11) شرح نهج البلاغة ، لابن ابي الحديد ، ج 3 ، ص 130.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .