لقد تميزت النهضة الفنية التي قامت في منطقة الفلاندر منذ القرن الخامس عشر بمثالية دينية عميقة ميزتها عن الفنون الايطالية التي ارتبطت ارتباطاً مباشراً بالتقاليد الكلاسيكية. والفنان الفلامندي لم يعتمد على الدراسة العقلية والمنطقية للابعاد كالفنان الايطالي. فكان ينقل الطبيعة الى مرسمه لا كما يتخيلها بل كما تتراءى له فامتازت رسومه بالدقة والوضوح والالوان الفنية المنسجمة. ومن اهم الفنانين الفلامنديين في القرن الخامس عشر جان فان أيك (1390-1441) EYCK الذي عاش في بلجيكا ومن اعماله «عبادة الحمل» Adoration de l'agneau megestige. ثم روجيه فان در ویدن Van Der Weyden الذي امتازت اعماله بالأناقة والرقة في التعبير. وفان در غوس VAN Der Goes وتنتمي لوحته عبادة الرعاة Adoration des Bergers) (إلى الفن الشعبي الذي يعبر عن السذاجة والروح الدينية العميقة. أما الجانب الادبي في الاراضي المنخفضة فلم يبرز الا بعد الصراع القومي الذي خاضته شعوب هذه المنطقة للاستقلال عن الحكم الاسباني. فكانت جامعة ليدن (1574) مركزاً هاماً للدراسات الانسانية الاغريقية منها واللاتينية. واعتبر اراسم، وهو هولندي من المع معاصريه في هذه الدراسات التي اتخذها وسيلة لخدمة المجتمع وتخليصه من الجهل والعادات الفاسدة وخاصة ما يتعلق منها بالدين فكانت اهم اعماله نشره للإنجيل بلغته الاصلية الاغريقية وترجمته إلى اللاتينية ليستطيع العامة الاطلاع عليه.