المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24
نظرية ثاني اوكسيد الكاربون Carbon dioxide Theory
2024-11-24
نظرية الغبار البركاني والغبار الذي يسببه الإنسان Volcanic and Human Dust
2024-11-24
نظرية البقع الشمسية Sun Spots
2024-11-24
المراقبة
2024-11-24
المشارطة
2024-11-24

تمييز خيار الرؤية عن خيار العيب
16-3-2017
حملة بقيادة «منتو حتب» لإخضاع النوبيين.
2024-02-07
الحرف البدائية
4-6-2016
الأبواب المرضيون والسفراء الممدوحون في زمان الغيبة
2-11-2019
Insulin Structure
19-11-2021
intensive (adj.)
2023-09-25


العوامل المؤثرة في عملية التربية2  
  
558   10:45 صباحاً   التاريخ: 2024-07-07
المؤلف : مركز نون للتأليف والترجمة
الكتاب أو المصدر : التربية الأسرية
الجزء والصفحة : ص75ــ83
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-11 771
التاريخ: 2023-06-22 1201
التاريخ: 1-2-2023 1329
التاريخ: 2024-10-07 210

يعتبر كل من الغذاء والظروف الصعبة التي يعيشها الإنسان، والشدائد التي يمر بها، بالإضافة الى عامل الإرادة، وعامل ما وراء الطبيعة، من جملة العوامل المؤثرة أيضا في تشكل هوية الإنسان وبنيته الفكرية والسلوكية. ونظرا لما تتمتع به هذه العوامل من أهمية ومساهمتها المؤثرة في تربية الأبناء دينيا، سنتناولها بالبحث في هذا الدرس لتكتمل الصورة وتتضح أكثر.
التغذية
لا يمكن انكار تأثير الغذاء على سلوك الإنسان وتربيته الدينية والأخلاقية. من هنا ولأجل ان يحد الدين الإسلامي من العواقب السلبية الناجمة عن طبيعة الغذاء، أوصى كثيرا بالغذاء ونوعيته؛ لأن مراعاة تلك التعاليم بشكل جيد، سيحد من بروز الكثير من المشاكل التربوية.
فعن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) انه قال يشأن المرأة الحامل: (أطعموا المرأة في شهرها الذي تلد فيه التمر فإن ولدها يكون حليما نقيا)(1). طبقا لهذه الرواية، فان تناول الأم للتمر في شهرها الذي تلد فيه له دوره في اكساب الطفل صفات حميدة.
ثم ان الغذاء الأول الذي يتغذى منه الطفل بعد ولادته هو حليب الأم، وهو يؤثر على الطفل من جوانب عدة، منها الجوانب الروحية والمعنوية. لذا ورد بشأن الغذاء من
حليب الأم وطبيعته توصيات في كلام الأئمة المعصومين (عليهم السلام) يجدر الاعتناء بها. يقول الامام علي (عليه السلام): (ما من لبن رضع به الصبي أعظم بركة عليه من امه)(2). وحول انتخاب المرضعة قال: (تخيروا للرضاع كما تخيرون للنكاح؛ فإن الرضاع يغير الطباع)(3). وعنه (عليه السلام) - أيضا ـ انه قال: (لا تسترضعوا الحمقاء فإن اللبن يغلب الطباع)(4).
فالغذاء الحلال له تأثيره الكبير في مرحلة الطفولة على التربية الدينية للأطفال، ولذا يتوجب على الآباء والأمهات الاعتناء بتعاليم المعصومين (عليهم السلام) وان يستفيدوا من الأغذية الحلال؛ كي يربوا أبناء صالحين. فاغلب الشخصيات الدينية والإسلامية العظيمة قد تربت في حضن الآباء والامهات المؤمنين والمتدينين، حيث يُنقَل بشأن الشيخ الأنصاري ان والدته لم ترضعه ولا مرة واحدة من دون ان تكون على طهارة. ولقد وصل المرحوم الشيخ الأنصاري على اثر هذا الاعتناء والتربية العائلية السليمة الى مقام أضحى معه العالم الإسلامي والحوزات العلمية الشيعية مدينة لخدماته العلمية والثقافية.
المصاعب والشدائد
من العوامل الأخرى المؤثرة في تربية الإنسان: المصاعب والشدائد، التي لها دور مهم في صقل روح الإنسان وجوهره، وبالتالي تفتح الاستعدادات والقابليات لديه لنيل الكمالات الإنسانية.
في الحديث عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (ان الله عز وجل ليتعاهد المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الرجل أهله بالهدية من الغيبة)(5).
وعنه (عليه السلام) - أيضاً - أنه قال: (ان الله تبارك وتعالى اذا احب عبداً غَتَّهُ بالبلاء غتا، وثجه بالبلاء ثجا، فاذا دعاه، قال لبيك عبدي، لئن عجلت لك ما سألت إني على ذلك لقادر، ولئن ادخرت لك فما ادخرت لك فهو خير لك)(6).
من هذا المنطلق، تأتي اهمية ان يكون الطفل منذ نعومة أظافره على تماسى أكثر مع الأمور المجهدة والمتعبة التي تتطلب بعض المشقة والعناء لنيلها والظفر بها. ولكن، عادة ما يُصار الى العكس من ذلك في عملية تربية الأبناء. فمما لا شك فيه أن الإفراط في الدلال والغنج، يحول دون معرفة كيفية التعاطي مع الشدائد، وسيثمر أبناء عاجزين ضعفاء، ويجردهم من سلاح المواجهة في ساحة الحياة، حتى أن أصغر حادثة لا تلائمهم يمكن ان تكسرهم، واقل تغيير في اوضاعهم يمكن ان يحطمهم.
الإرادة
من بين العوامل المؤثرة في التربية، تلعب الإرادة الدور الأبرز والأهم في تربية الانسان فساده وشقاؤه بيده وحده. وطالما انه لا يسعى في سبيل إحراز سعادته الحقيقية، فإن العوامل الاخرى لا يمكنها ان توصله الى السعادة. فالإنسان وليد ارادته وسعيه، ببيان الإمام علي (عليه السلام): (من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه)(7).
وعلى أساس هذا العامل التربوي، ينبغي تنمية عنصر الإرادة وتقويته عند الأولاد.
ولهذا ينبغي ان يتربى الطفل بنحو يشعر انه مسؤول، وان لديه هامشا من الحرية ليقرر ويختار. فالإكثار من الأمر والنهي وفرض المسائل والأمور الدينية، يجعل الولد يستشعر من الدين المرارة، كما ان تحقير الاولاد والتعامل معهم بطريقة لا اخلاقية كلها امور يمكن ان تضعف من عامل الإرادة والثقة بالنفس عند الاولاد. وفي المقابل، فان الابتعاد عن التشدد في الأمور العبادية والدينية، وترك هامش من الإحساس بالحرية يفسح في المجال أمام الأطفال، ليتذوقوا حلاوة العبادة، ويقوي من ارادتهم أكثر؛ وعندها سووف يُقبِلُون بشوقٍ وميلٍ نحو الآداب الدينية، وتكون تربيتهم تربية دينية وأخلاقية صحيحة.
تنقل السيدة فريدة مصطفوي(8) بشأن سيرة السيد الخميني التربوية ما يلي: في ما مضى كان زوجي، ومن باب العادات العائلية، يوقظ ابنتي في الصباح من نومها الهانئ حتى تصلي صلاة الصبح، وعندما علم السيد الخميني بالحادثة أرسل رسالة له قال فيها: لا تجعل مذاق الإسلام الحلو مرّا عند ابنتك. وكم كان هذا الكلام في مكانه! فلقد ترك تأثيرا بالغا على روحية ابنتي، بنحو انها في ما بعد كانت بنفسها تطلب بحرص إيقاظها لصلاة الصبح، وعندها فهمعت معنى قوله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة: 256]. وعندنا في الروايات الإسلامية - أيضا - تم التأكيد على ان اكتساب القلوب يحصل مع الميل والرغبة، وان القلب ان حمل على الإكراه والإجبار يغدو اعمى.
العوامل الغيبية
من بين العوامل المؤثرة في التربية - أيضا - العوامل الغيبية التي هي أبعد من الأمور الطبيعية، وهي غير ملموسة ومحسوسة للإنسان، ولكن لها دورها المهم في الحياة وعلى صعيد تربية الإنسان؛ كالإمدادات والألطاف الإلهية. فالتوجه بالدعاء والمناجاة والتضرع في محضر الله تعالى، والتوسل بالذوات المقدسة للمعصومين (عليهم السلام) والالتفات الى الدور التربوي للملائكة وطلب العون منهم، وغيرها... تعد من عوامل الغيب وما وراء الطبيعة المؤثرة في تربية الاولاد. فما اكثر الابناء الذين سعدوا ووصلوا الى اعلى درجات الكمال بفضل دعاء والديهم لهم بالخير. وما أكثر الأفراد الذين بتضرعهم ودعائهم وتوسلهم، كانوا السبب في نجاة أبنائهم من المهالك الجسدية والروحية المختلفة، وحفظوهم من شر الشياطين، وأعدوا لهم أرضية النصرة الإلهية؛ لأجل تربيتهم بشكل سليم وصحيح!
ومن جملة عوامل ما وراء الطبيعة استنادا للعقيدة الإسلامية؛ الملائكة والشياطين، التي بسبب عدم محسوسيتها وعدم امكانية لمسها، لم يجعل دورها في التربية مورد اهتمام جدي. فالملائكة والشياطين تؤثر في تربية الإنسان، وعلاقتها بالإنسان هي علاقة طولية؛ لأن الإنسان اذا أراد الخير فإن الملائكة تساعده وتعينه في هذا الاتجاه، واذا اراد الشر فان الشياطين تسانده في ذلك الاتجاه أيضا، دون ان يكون أحد منهما مسلطا على الإنسان؛ بمعنى انه لا يسلب الإنسان الإرادة والاختيار. فالإنسان طالما انه بنفسه لم يمهد الأرضية المناسبة ويفتح المجال للشياطين، فلا يمكن لأحد ان يحمله على الشر.
وقد أشعار الإمام علي (عليه السلام) - في ما يتعلق بتربية النبي محمد (صلى الله عليه وآله) - الى هذه الحقيقة بقوله: (ولقد قرن الله به (صلى الله عليه وآله) من لدن، ان كان فطيماً اعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره)(9).
أما الشياطين، فإن كل من فسح لهم المجال لنفوذهم يجعلونه تحت ولايتهم ويسوقونه إلى الهلاك. يقول الله تعالى في ما يخصر علاقة الشيطان بالإنسان: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ * إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الحجر: 39 - 42].
وعن الإمام علي (عليه السلام) أيضا.: (أن الشيطان يُسَنّي لكم طرقه، ويريد أن يحل دينكم عُقدةً عُقدة، ويعطيكم بالجماعة الفرقة، وبالغرقة الفتنة، فأصدفوا عن نزغاته ونفثاته، وأقبلوا النصيحة ممن أهداها إليكم، وأعقِلُوها على أنفسكم)(10).
وفقاً لهذا العامل التربوي، يجدر بالوالدين أن لا يغفلوا عن الاستمداد من العوامل الغيبية؛ كالدعاء، والتضرع، والتوسل، والذكر، والمناجاة في ساحة قاضي الحاجات. فما أكثر ما غير دعاء الأم والأب النابع من حرقة القلب مصير ولدهم حتى غدا من زمرة الصالحين والحكماء؛ لأن دعاءهما هو من الأدعية التي ستجاب سريعاً. وقد علّمنا اهل البيت والعصمة والطهارة (عليهم السلام) هذا الدرس عملياً من خلال تضرعهم وابتهالهم إلى الله سبحانه وتعالى بأن يحفظ لهم اولادهم، وان يصح لهم دينهم واخلاقهم، وان يعافهم في أنفسدهم وجوارحهم؛ كما في دعاء الإمام زين العابدين (عليه السلام): (اللهم ومنّ عليّ ببقاء ولدي، وبإصلاحهم لي، وبإمتاعي بهم، إلهي امدد لي في أعمارهم، وزد لي في آجالهم، ورب لي صغيرهم، وقوّ لي ضعيفهم، وأصحّ لي أبدانهم وأديانهم وأخلاقهم، وعافهم في أنفسدهم وفي جوارحهم وفي كل ما عُنيت به من أمرهم، وأدرر لي وعلى يدي أرزاقهم، وأجعلهم أبراراً أتقياء بُصراء سامعين مطيعين لك ولأوليائك محبين مناصحين، ولجميع أعدائك معاندين ومبغضين آمين)(11).
المفاهيم الرئيسة
1- ان الغذاء والظروف الصعبة التي يعيشها الإنسان، بالإضافة الى عامل الإرادة
وعامل ما وراء الطبيعة، من العوامل المؤثرة في تشكل هوية الإنسان وبنيته الفكرية والسلوكية.
2- إن الكثير من الاضطرابات الفردية والاجتماعية اليوم هي نتيجة نوعية الأغذية
وكيفيتها التي يتم تناولها. فطهارة الغذاء وحليته وحرمته لها تأثير بارز على الفطرة والنفس.
3- تعد المصاعب والشدائد - أيضا - من العوامل المؤثرة في تربية الإنسان؛ لما لها من دور مهم في صقل روح الإنسان وجوهره، وبالتالي تفتح الاستعدادات والقابليات لديه¬.
4- تلعب الإرادة دورا بارزا في تربية الإنسان، فسعادة الإنسان وشقاؤه بيده، لذا ينبغي ان يتربى الطفل بنحو يشعر انه مسؤول، وان لديه هامشا من الحرية ليقرر ويختار.
5- تؤدي الأمور الغيبية دورا مهما في حياة الإنسان، فالدعاء والتوسل والتضرع في محضر الله تعد من جملة هذه العوامل الغيبية المؤثرة في عملية التربية.
التربية العملية
لسديدات الإسلام الحظ الأوفر في التربية والتعليم، فالتربية تبدأ في أحضان الأمهات
الامهات، وفي اكنافهن تنمو اذا كانت منطلقا تربويا. فالطفل إضافة الى انه يكبر في ظلالها، فهو يتربى في كنفها انسانيا وإسلاميا أملأ ان تقدم للمجتمع ولدا صالحا ملتزما... ففي كنف الأم والأسرة مبدأ التربية الأساسية، وعندما ينشأ الطفل في محيط الأسرة وحجر الأم اللذين هما أسمى محل للتربية يتخرج طيبا يبقى على طيبه دائما ما لم تصده عنه عوامل شديدة التأثير فيه، والا فإن تربية الطفولة والصغر تبقى أبداً.
من هنا كان جو الأسرة من اهم الأجواء المناسبة لتربية الأولاد، وحضن الأم كذلك من اهم الأجواء الجديرة بالتربية. والطفل يتعلم في حجر الأم ومنها أكثر مما يتعلم من المعلم ومن الرفاق الذين يجدهم فيما بعد، وأكثر مما يناله في المجتمع. ففي حضن الأم يقبل أكثر الأشياء، لأن محبته لأمه لا تعدلها محبة، وقول الأم اوقع في قلبه وأبلغ في عقله.
من هنا كان الأجدى أن تلقنه الأم القضايا والمقاصد الطيبة في طفولته وتربيه عليها لينشأ نشأة حسنة، لا ان ينشأ طفيليا. إذا أرادت الامهات ان يتربى ابناؤهن تربية جيدة، فليجعلن جو الأسرة كريما لطيفا ليتأثر به الطفل، أي: يجلعن جو الأسرة جو محبة ووئام وتمسك بالإسلام، فإن الطفل إذا رأى أبويه متوادّين يعملان بالإسلام يتربى على ما يرى، فتوادهما حسن وعلو أخلاقهما حسن، وهذا وذاك يؤثر فيه خيرا. بخلاف رؤيته النزاع والجدال اللذين يبدلان الدار إلى ساحة حرب كل يوم بين الزوجين، وبخلاف عيشه في جو معصية - لا سمح الله - تتوفر فيه وسائل المعصية وأسبابها، فلابد أن يتأثر بها، وينشأ عليها. فسعادة الأطفال ـ بناءً على هذا ـ تمتد من أحضانكن.
أن سعادة البلاد بأطفال صالحين، فبهم نطيب، وما اكثر ما صنع ولد صالح بلاداً صالحة؛ فإنسان صالح يستطيع أن ينقذ بلادا، كما أن إنسانا طالحا يستطيع أن يهلك بلادا. وهذه من المسائل المهمة جدا للأمهات. وبعدها التربية في المدارس.
________________________________
(1) ستدرك الوسائل، ج 16، ص384.
(2) وسائل الشيعة، ج21، ص452.
(3) م.ن، ج 21، ص468.
(4) م.ن، ج 21، ص467.
(5) الكافي، ج2، ص 255.
(6) الكافي، ج2، ص 253.
(7) نهج البلاغة، الخطبة 23.
(8) ابنة السيد الخميني.
(9) نهج البلاغة، الخطبة192.
(10) نهج البلاغة، الخطبة120.
(11) الصحيفة السجادية، من دعائه (عليه السلام) لولده (عليهم السلام). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.