أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-7-2016
1428
التاريخ: 2024-03-18
819
التاريخ: 18-7-2016
1642
التاريخ: 18-7-2016
1686
|
تظهر آثار التوكّل على الله تعالى في حركة المؤمن وسعيه إلى مقاصده، وذلك في أموره الدنيويّة التي لا تخرج عن ثلاثة أغراض، هي:
1- جلب المنافع المفقودة.
2- حفظ المنافع الموجودة.
3- دفع المضارّ التي لم تنزل، وإزالة المضارّ التي نزلت.
فإنّ الإنسان، مهما امتلك من قدرات، وتوافر لديه من أسباب وأدوات، وبلغت ثقته بنفسه، وخبرته في معالجة الأمور وتدبيرها، فإنَّ هذا لا يجعله يستغني عن ربّه الذي يمسك بحبل الأسباب وإليه ترجع الأمور، ولا يخرج عن سلطانه شيء، ولا يمكن أن يتحقّق شيء إلّا بأمره وبإذنه، فهذا يعني أنّ الإنسان بدون الله سبحانه عاجز جاهل فقير.
فلا ينبغي أن يعتمد الإنسان على قوّته، وخبرته، والأسباب المتوافرة لديه، لأنّ الله تعالى قادر على سلبها منه، وقادر على إفقاره وإهلاكه، وفي الوقت نفسه فإنّه -سبحانه- قادر على أن يعوّضه عمّا ذهب، لكنّ هذا لا يعني أن يترك الإنسان الأسباب الظاهريّة فيترك -مثلاً- طلب الرزق، ويترك الاحتياط في حفظ ما في يده من الخيرات، ويهمل الوقاية والتداوي من الأمراض، والإعداد لدفع العدوّ، بل يجب عليه أن يعدّ لكلّ شيء عدّته، فيسعى، ويعمل، ويطلب الرزق من الله، ويتناول الدواء، ويرجو الشفاء من الله، ويقاتل عدوّه ...، دون أن يجعل اعتماده واتّكاله على تلك الأسباب الطبيعيّة، فإنّ الرزق لا يأتي عن طريق السعي فحسب، وإنّما هو من الله، لكنّه تعالى جعل الأرزاق منوطة بالطلب والسعي، لذلك ورد الحثّ على طلب الرزق، فقد جاء في الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "العبادة سبعون جزءاً أفضلها طلب الحلال"[1].
وروي أنّه سُئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن رجل فقير أصابته الحاجة، قال: "فما يصنع اليوم؟، قيل: في البيت يعبد ربّه، قال: فمن أين قوته؟، قيل: من عند بعض إخوانه، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): والله، للذي يقوته أشدّ عبادةً منه"[2].
وروي عنه عليه السلام أيضاً أنّه قال له رجل: لأقعدنّ في بيتي، ولأصلّينّ، ولأصومنّ، ولأعبدنّ ربّي، فأمّا رزقي فسيأتيني، فقال عليه السلام: "هذا أحد الثلاثة الذين لا يُستجاب لهم"[3].
وفي مورد محاربة العدوّ، وردت نصوص عدّة تحثّ على تهيئة الأسباب الظاهريّة، منها: قوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾[4].
وقد استعمل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الوسائل الطبيعيّة والأسباب الظاهريّة كلّها في حربه وسلمه، وهو ما يدلّ على عدم التنافي أبداً بين التوكّل على الله تعالى والاعتماد عليه وتفويض الأمر إليه، وبين السعي والعمل والإعداد والاستعداد.
إنّ التوكّل على الله لن يؤدّي إلى العجز أو الضعف والوهن، وإنّما يبعث في الإنسان الثقة والقوّة والعزيمة والطمأنينة، ويعصمه من الاستسلام لليأس والقنوط، كما يقيه من الغرور والعجب، عندما يرى أمانيّه ومقاصده تتحقّق.
لكنّ الإنسان عندما يصل إلى مرامه، ويرى النعم تنهمر عليه، يغفل عن الله سبحانه، وينسى أنّ من أعطاه كان قادراً على أن يحرمه، وهو قادر فعلاً على استرجاع ما أعطاه، كما حصل لقارون: ﴿إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ * قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ * فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ * فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ﴾[5].
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|