الوحدة الثانية

شركات التضامن

مقدمة

تعتمد المبادئ والقواعد المحاسبية التي تنظم المعاملات الاقتصادية في مختلف منشآت الأعمال بدرجة كبيرة على الأشكال التنظيمية لهذه المنشآت وطبيعة النشاط الذي تمارسه، وكذلك القوانين المنظمة لها على مستوى الدولة وإلى جانب ذلك يعتمد التنظيم المحاسبي لهذه المنشآت بدرجة او باخرى على الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها من ناحية وعلى الإجراءات المختلفة التي يقوم عليها هذا التنظيم المحاسبي من ناحية أخرى.

وفي هذا المجال تقسم الوحدات المحاسبية إلى ثلاثة أنواع رئيسية هي : الوحدات التي تكون القطاع الحكومي في الدولة والوحدات الاقتصادية التي لا تهدف إلى تحقيق الأرباح كالجمعيات الخيرية والأندية الرياضية، وهذين النوعين يحكم كل منهما قواعد وإجراءات محاسبية خاصة بها لتسجيل وقياس مصروفاتها وإيراداتها، والنوع الثالث وهو الوحدات الاقتصادية التي يشملها قطاع الأعمال العام أو الخاص في الدولة، وهي التي تمارس نشاطاً هادفاً لتحقيق الأرباح باعتبارها تمثل الهدف الرئيسي لهذه الوحدات.

اما مجال دراستنا فيتركز في شركات الأشخاص بأشكالها المختلفة وبصفة خاصة شركات التضامن من حيث تطبيقها وتكوينها والمعالجة المحاسبية لتكوين رأس مال هذه الشركة.

شركات التضامن :

شركة التضامن عقد بين اثنين أو أكثر يتفقان على الاتجار معاً بعنوان مخصوص ويلتزم جميع أعضائها بديون الشركة على جميع أموالهم بالتضامن ومن غير قيد أو حد.

من التعريف السابق يتضح المميزات التالية لشركات التضامن:

1. أن شركة التضامن شركة ذات شخصية معنوية تقوم بين اشخاص معروفين لبعضهم، تجمعهم رابطة التعارف والانسجام، وعلى هذا فلا يستطيع أحد الشركاء أن يتنازل عن حقوقه في الشركة لآخر إلا بإذن باقي الشركاء، فالشركاء يختار بعضهم البعض، فإذا لم يقبل الشركاء تنازل أحدهم للغير عن حصته، فكل ما يمكن أن يعطه الشريك هو أن يتنازل عن أرباحه لمن يريد ولكنه يبقى مسؤولاً من قبل الشركة والغير مسؤولية تضامنية، أما الشخص المتنازل له فيبقى خارجاً عن الشركة لا صلة له بها وإنما صلته بالشخص المتعاقد معه.

2. تنحل الشركة بموت أحد الشركاء أو الحجز عليه أو إفلاسه ما لم يوجد اتفاق خلاف ذلك.

3. الشركاء متضامنون في تعهداتهم قبل الغير يوفون بأموالهم ما يتبقى من ديون الشركة بعد نفاذ مالها ويترتب على هذا الإلتزام التضامني أنه إذا عجز أحد الشركاء عن تسديد ما عليه من الديون يقوم باقي الشركاء بالسداد نيابة عنه ويتحملون تلك الخسارة من أموالهم الخاصة.

4 . غرض الشركة هو الكسب عن طريق المخاطرة وأن الشركاء يتحملون الربح أو الخسارة مقتسمين لها.

5. الشركة في حد ذاتها شخصية معنوية مستقلة عن الشركاء يترتب عليها الآتي:

أ ـ لا يملك الشركاء مال الشركة على الشيوع وإنما هو ملك لها ومستقل عن أموال الشركاء الشخصية وليس لهؤلاء إلا استلام حصتهم في الربح . أي أن للشركة ذمة  مالية مستقلة بأصولها وخصومها عن ذمم الشركاء.

ب ـ يمثل الشركة في قضاياها مديرها الذي يعمل باسمها فهو مدعي أو مدعى عليه حسب الأحوال. 

ج ـ الشركة التجارية تاجرة يجوز الحكم بإشهار إفلاسها ويجب التمييز بين إشهار إفلاس الشركة وإشهار إفلاس الأعضاء المتضامنين وهو الإشهار الذي يكون عادة نتيجة الإفلاس.

د ـ مال الشركة ضمان خاص لدائنيها ولا يجوز لدائني الأعضاء الشخصيين مزاحمة دائني الشركة في أموالها قبل أن يستوفي هؤلاء جميع حقوقهم كاملة، وهذه أهم نتيجة من النتائج المترتبة على اعتبار الشخصية المعنوية منفصلة عن شخصية الشركاء.