المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

العدل بالمعنى الأخص‏
29-7-2016
Detour Matrix
14-4-2022
الطول الموجي الفعال effective wavelength
22-10-2018
التغيرات المناخية في البليستوسين - غطاءات الجليد في البليستوسين
11/9/2022
يوم النخلة في مكة
18-1-2021
أسعد بن زرارة
17-1-2023


سر الاهتمام بتنفيذ جيش أسامة  
  
2866   04:35 مساءاً   التاريخ: 5-11-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص158-159
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / شهادة النبي وآخر الأيام /

قال المفيد : عقد لأسامة بن زيد بن حارثة الإمرة وأمره وندبه أن يخرج بجمهور الأمة إلى حيث أصيب أبوه من بلاد الروم واجتمع رأيه على إخراج جماعة من مقدمي المهاجرين والأنصار في معسكره حتى لا يبقى في المدينة عند وفاته من يخلف في الرياسة ويطمع في التقدم على الناس بالامارة ويستتب الامر لمن استخلفه من بعده ولا ينازعه في حقه منازع فعقد له الإمرة وجد في اخراجهم وامر أسامة بالبروز عن المدينة بعسكره إلى الجرف وحث الناس على الخروج إليه والمسير معه وحذرهم من التلوم والإبطاء فبينا هو في ذلك إذ عرضت له الشكاة التي توفي فيها (اه) .

وإذا أنعمنا النظر في مجاري هذه الحوادث وتأملناها بانصاف مجرد عن شوائب العقائد أمكننا ان نقول إن النبي (صلى الله عليه واله) مع ما تحققه من دنو أجله وأومأ إليه بما أعلنه للملأ في خطبته التي خطبها في حجة الوداع بقوله فاني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا وقوله في بعض خطبه قد حان مني خفوق من بين أظهركم وتأكيده الوصاية بالثقلين وقوله قد كان جبرئيل يعرض علي القرآن في كل سنة مرة وقد عرضه علي العام مرتين ولا أراه إلا لحضور أجلي ، واعتكافه في ذلك العام عشرين يوما وقد كان يعتكف عشرة أيام كما رواه ابن سعد في الطبقات وغير ذلك من التصريح والتلويح بأنه عالم بدنو اجله ومع عروض المرض له واشتداده عليه وهو مع ذلك كله يجتهد في تجهيز جيش أسامة ويحث عليه ويكرر الحث مرارا أنفذوا بعث أسامة ويخرج مرة بعد مرة وهو مريض عاصب رأسه ويخطبهم ويقول أنفذوا بعث أسامة يكررها كل مرة ثلاث مرات وقد عقد لأسامة لواءه بعد عروض المرض له فقد عرفت عن ابن سعد انه بدئ المرض يوم الأربعاء وعقد لأسامة يوم الخميس ولا يبقى أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلا وينتدب للخروج تحت امرة أسامة وهو غلام لا يشغله ما هو فيه من شدة المرض وتحقق دنو الاجل عن الاشتداد في تجهيز جيش أسامة وقد كان مقتضى ظاهر الحال وسداد الرأي ان لا يبعث جيشا فيه أكابر الصحابة وجمهور المسلمين في مثل تلك الحال التي يتخوف على نفسه فيها الموت لأن تدارك ما يخاف وقوعه عند وفاته واحكام أمر الخلافة في حياته أهم من تسيير جيش لغزو الروم بل لا يجوز في مثل تلك الحال ارسال الجيوش من المدينة ويلزم تعزيز القوة فيها استعدادا لما يخاف طروؤه من الفتن بوفاته التي أشار إليها بقوله أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ، لا سيما انه قد بلغه ارتداد جماعة من العرب في عدة أماكن وادعاء بعضهم النبوة لما بلغهم مرضه كما نص عليه الطبري في تاريخه مع تأييده بالوحي وامتيازه عن سائر الخلق بجودة الرأي .

وعدم تمام ما حث عليه من تجهيز جيش أسامة وبقاء أسامة معسكرا بالجرف إلى ما بعد وفاته كل ذلك يدلنا على أن تجهيز هذا الجيش لم يكن من الأمور العادية يقصد به الغزو والفتح بل قصد به ما أشار إليه المفيد في كلامه السابق وانه كان لأمر أهم مما يتراءى خوف وقوعه بل لو قطعنا النظر عن ذلك كله لوجدنا ان ظاهر الامر يقتضي ان يشتغل في مثل تلك الحال بنفسه وبما عراه من المرض الشديد لا بتسيير الجيوش لغزو ليس فيه ما يقتضي الفور والعجلة مثل مهاجمة عدو أو طرو حادث لا يحسن التأخر عنه .

ويدلنا على ذلك أيضا اخباره عن فتن تقع بعده وتهويله في ذلك ، روى ابن سعد في الطبقات بسنده عن أبي مويهبة مولى رسول الله ان رسول الله (صلى الله عليه واله) قال من جوف الليل اني قد امرت ان استغفر لأهل البقيع فانطلق معي فخرجت معه حتى جاء البقيع فاستغفر لأهله طويلا ثم قال ليهنئكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع بعضها بعضا يتبع آخرها أولها الآخرة شر من الأولى .

وروى الطبري في تاريخه بسنده عن أبي مويهبة مولى رسول الله (صلى الله عليه واله) قال بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) من جوف الليل فقال لي يا أبا مويهبة اني قد امرت ان استغفر لأهل البقيع فانطلق معي فانطلقت معه فلما وقف بين أظهرهم قال السلام عليكم أهل المقابر ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها الآخرة شر من الأولى الحديث فما هي هذه الفتن يا ترى التي هول بها وعظم امرها ووصفها بأنها كقطع الليل المظلم وانها متتابعة بلا انقطاع لا تنتقل إلى خير بل إلى ما هو شر من الأول وكيف تجتمع هذه الرواية مع ما يروونه عنه : خير القرون قرني ثم الذي يليه .

وقال المفيد : لما أحس بالمرض اخذ بيد علي واتبعه جماعة وتوجه إلى البقيع فقال إني قد امرت بالاستغفار لأهل البقيع فانطلقوا معه حتى وقف بين أظهرهم وقال السلام عليكم أهل القبور ليهنئكم ما أصبحتم فيه مما أصبح فيه الناس أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع أولها آخرها ثم استغفر لأهل البقيع طويلا واقبل على علي فقال له ان جبرئيل كان يعرض علي القرآن في كل سنة مرة وقد عرضه علي العام مرتين ولا أراه إلا لحضور أجلي ، ثم عاد إلى منزله فمكث ثلاثة أيام موعوكا ثم خرج إلى المسجد معصوب الرأس معتمدا على أمير المؤمنين بيده اليمنى وعلى الفضل بن العباس باليد الأخرى حتى صعد المنبر فخطب ثم نزل فصلى بالناس صلاة خفيفة ثم دخل بيته وكان إذ ذاك بيت أم سلمة (اه) وفي رواية الحاكم والطبري انه كان بيت ميمونة .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.