المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9142 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأهمية الاقتصادية للشعير
23-6-2022
حياة الدولة
27-1-2016
Fatty Acid Saturation
7-10-2021
ارتفاع ضغط الدم Hypertension
28-8-2018
نظريات التنمية المستدامة - النظريات الداعية إلى الأولوية الاقتصادية - نظرية حقوق الملكية لرونالد كواز
2023-03-13
الصورة والمونتاج
12-1-2022


[جيش أسامة وحكمة تسييره]  
  
3714   04:35 مساءاً   التاريخ: 5-11-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج1,ص424-426
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / شهادة النبي وآخر الأيام /

قال ابن إسحاق ثم قفل رسول الله (صلى الله عليه واله) فأقام بالمدينة بقية ذي الحجة والمحرم وصفرا وضرب على الناس بعثا إلى الشام وأمر عليهم أسامة بن زيد بن حارثة مولاه وأمره ان يوطئ الخيل تخوم البلقاء والدارم من أرض فلسطين فتجهز الناس وأوعب مع أسامة بن زيد المهاجرون الأولون وهو آخر بعث بعثه (صلى الله عليه واله) وفي رواية الطبري في تاريخه أمره أن يطئ آبل الزيت من مشارف الشام لأرض بالأردن .

وقال ابن سعد في الطبقات : سرية أسامة بن زيد بن حارثة إلى أهل أبنى وهي ارض السراة ناحية البلقاء .

قالوا لما كان يوم الاثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة من الهجرة أمر (صلى الله عليه واله) الناس بالتهيؤ لغزو الروم فلما كان من الغد دعا أسامة بن زيد فقال سر إلى موضع مقتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش فاغر صباحا على أهل أبنى وحرق عليهم وأسرع السير تسبق الأخبار فان ظفرك الله فأقل اللبث فيهم وخذ معك الأدلاء وقدم العيون والطلائع امامك فلما كان يوم الارعاء بدأ برسول الله (صلى الله عليه واله) المرض فحم وصدع فلما أصبح يوم الخميس عقد لأسامة لواء بيده ثم قال اغز بسم الله في سبيل الله فقاتل من كفر بالله فخرج وعسكر بالجرف فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار الا انتدب في تلك الغزوة فيهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وسعد بن وقاص وسعيد بن زيد وغيرهم فتكلم قوم وقالوا يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين فغضب رسول الله (صلى الله عليه واله) غضبا شديدا فخرج وقد عصب على رأسه عصابة فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال اما بعد أيها الناس فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة ولئن طعنتم في امارتي أسامة لقد طعنتم في امارتي أباه من قبله وأيم الله إن كان للامارة لخليقا وان ابنه من بعده لخليق للامارة ثم نزل فدخل بيته وذلك يوم السبت لعشر خلون من ربيع الأول وثقل رسول الله (صلى الله عليه واله) فجعل يقول أنفذوا بعث أسامة وروى ابن هشام في سيرته ان رسول الله (صلى الله عليه واله) استبطأ الناس في بعث أسامة وهو في وجعه فخرج عاصبا رأسه حتى جلس على المنبر وقال أنفذوا بعث أسامة ثم نزل وانكمش الناس في جهازهم (اه) ثم قال ابن سعد في روايته بسنده عن عروة بن الزبير فجعل أسامة وأصحابه يتجهزون وقد عسكر بالجرف فاشتكى رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو على ذلك ثم وجد من نفسه راحة فخرج عاصبا رأسه فقال أيها الناس أنفذوا بعث أسامة ثلاث مرات (اه) .

وروى ابن سعد بسنده عن أبي سعيد الخدري عن النبي (صلى الله عليه واله) اني اوشك ان أدعي فأجيب واني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وان اللطيف الخبير اخبرني انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما .

وقال المفيد في الارشاد انه (صلى الله عليه واله) تحقق من دنو اجله ما كان قدم الذكر به لامته

فجعل يقوم مقاما بعد مقام في المسلمين يحذرهم الفتنة بعده والخلاف عليه ويؤكد وصاتهم بالتمسك بسنته والاجتماع عليها والوفاق ويحثهم على الاقتداء بعترته والطاعة لهم والنصرة والحراسة والاعتصام بهم في الدين ويزجرهم عن الاختلاف والارتداد وكان فيما ذكره من ذلك

ما جاءت به الرواية على اتفاق واجتماع من قوله (صلى الله عليه واله) يا أيها الناس اني فرطكم وأنتم واردون علي الحوض الا واني سائلكم عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما فان اللطيف الخبير نبأني انهما لن يفترقا حتى يلقياني وسالت ربي ذلك فأعطانيه الا واني قد تركتهما فيكم : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ولا تسبقوهم فتفرقوا ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم اعلم منكم أيها الناس لا ألفينكم بعدي ترجعون كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض فتلقوني في كتيبة كمجر السيل الجرار الا وان علي بن أبي طالب أخي ووصيي يقاتل بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ؛ وكان (صلى الله عليه واله) يقوم مجلسا بعد مجلس بمثل هذا الكلام ونحوه ثم إنه عقد لأسامة بن زيد بن حارثة الإمرة وأمره وندبه ان يخرج بجمهور الأمة إلى حيث أصيب أبوه من بلاد الروم واجتمع رأيه على اخراج جماعة من مقدمي المهاجرين والأنصار في معسكره حتى لا يبقى في المدينة عند وفاته من يختلف في أمر الرياسة ويطمع في التقدم على الناس بالامارة ويستتب الامر لمن استخلفه من بعده ولا ينازعه في حقه منازع فعقد له الإمرة وجد في اخراجهم وامر أسامة بالبروز عن المدينة بمعسكره إلى الجرف وحث الناس على الخروج إليه والمسير معه وحذرهم من التلوم والابطاء عنه فبينما هو في

ذلك إذ عرضت له الشكاة التي توفي فيها انتهى .

وإذا أمعنا النظر في مجاري هذه الحوادث وتأملناها بانصاف مجرد عن شوائب العقائد أمكننا ان نقول إن النبي (صلى الله عليه واله) مع ما تحققه من دنو اجله بوحي أو غيره وأوما إليه بما أعلنه للملأ في خطبته المتقدمة التي خطبها في حجة الوداع بقوله : فاني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا ، وقوله في بعض خطبه الآتية : قد حان مني خفوق من بين أظهركم وتأكيده الوصاية بالثقلين وقوله : قد كان جبرئيل يعرض علي القرآن في كل سنة مرة وقد عرضه علي العام مرتين ولا أراه الا لحضور أجلي واعتكافه في ذلك العام عشرين يوما وقد كان يعتكف عشرة ، وغير ذلك من التصريح والتلويح بأنه عالم بدنو اجله ومع عروض المرض له واشتداده عليه وهو مع ذلك كله يجتهد في تجهيز جيش أسامة ويحث عليه ويكرر الحث مرارا ويؤمر أسامة وهو غلام على وجوه المهاجرين والأنصار ولا يشغله ما هو فيه من شدة المرض وتحقق دنو الأجل عن الاشتداد في تجهيز جيش أسامة .

وقد كان مقتضى ظاهر الحال وسداد الرأي ان لا يبعث جيشا في أكابر الصحابة وجمهور المسلمين في مثل تلك الحال التي يتخوف على نفسه فيها الموت لأن تدارك ما يخاف وقوعه عند وفاته واحكام أمر الخلافة في حياته أهم من تسيير جيش لغزو الروم بل لا يجوز في مثل تلك الحال إرسال الجيوش من المدينة ويلزم تعزيز القوة فيها استعدادا لما يطرأ من الفتن بوفاته وقد صرح بذلك في قوله أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ، لا سيما انه قد بلغه ارتداد جماعة من العرب في عدة أماكن وادعاء بعضهم النبوة لما بلغهم مرضه كما نص عليه الطبري في تاريخه مع تأييده بالوحي وامتيازه عن سائر الخلق بجودة الرأي .

وعدم تمام ما حث عليه من تجهيز جيش أسامة وبقاء أسامة معسكرا بالجرف حتى توفي النبي (صلى الله عليه وآله) كل ذلك يدلنا على أن في الامر شيئا وان تجهيز هذا الجيش لم يكن أمرا عاديا لقصد الغزو والفتح بل لو قطعنا النظر عن ذلك كله لوجدنا ان ظاهر الامر يقتضي ان يشتغل في مثل تلك الحال بنفسه وبما عراه من المرض الشديد لا بتسيير الجيوش لغزو ليس فيه ما يقتضي الفور والعجلة مثل مهاجمة عدو أو طروء حادث لا يحسن التأخر عنه .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.