أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2017
1742
التاريخ: 4-10-2020
1803
التاريخ: 2024-11-17
216
التاريخ: 2024-07-24
505
|
والواقع أن مقابر الوزراء كما ذكرنا من قبلُ تتحفنا على جانب عظيم من الأهمية في نواحي الحياة العامة، كما أننا نصل إلى معرفة بعض الشيء عن الحياة في مصر القديمة من قبور العظماء، التي بقيت لنا حتى الآن بألوانها وبهائها، غير أن هذه المقابر لا تفسح لنا المجال في هذا الصدد إلا في حدود نطاق ضيق، ومثلها في ذلك كمثل إنسان ينظر إلى صورة كبيرة في حجرة مظلمة تضاء فقط بنور خاطف، فحيث يقع شعاع النور نرى كلَّ شيء جميلًا واضحًا مميزًا، أما في الدائرة الخارجة عن هذا الشعاع فلا نشاهد إلا أشباحًا مبهمة تتضاءل صورها حتى تختفي في ظلام حالك، وهذا هو نفس ما ينطبق على مناظر المقابر، فنرى الشريف وهو جالس إلى وليمته يخدمه العبيد والإماء، ولكن لا نعلم شيئًا البتة عن حالة هؤلاء العبيد الاجتماعية حتى نرى الرجال مع نسائهم في انسجام ملؤه الحب، وليس لدينا أية فكرة عن عادات الزواج أو قوانينه بصورة واضحة. ومن جهة أخرى نرى أن الاحتفالات الجنازية تُكرَّر أمامنا بدرجة تمجها النفس وتسأمها العين، ولا غرابة في ذلك؛ فإنها الأساس الذي بُنِي من أجله القبر، وعلى أية حال فإننا على الرغم من أننا مدينون لمناظر قبور «طيبة» بكل ما نعرفه عن الحياة الخاصة والنظام المدني في مصر، فإن المؤرخ يتألَّم من صموتها أو إشارتها إشارات عابرة إلى نواحٍ خاصة من الحياة القومية، مثل حالة المرأة وأعمالها، والدور الذي كان يلعبه المعبد، والمحاكم، والأسواق، والخدمة، والملاهي في حياة أبناء الشعب، ومقدار الحرية التي كان يتمتع بها الفلاح والصانع والتاجر، ومقدار التأثير الذي أحدثه دخول العبيد الأجانب في السكان، ووضع القوانين وغير ذلك؛ كل هذه المرافق لا نعرف عنها شيئًا إلا استنباطًا واستقراءً لما لدينا من نصوص ومناظر. وكان المصري عندما يعود إلى الأرض في صورة ملاك كما يزعم، كان يرغب في رؤية بيته ومعبد مدينته، ويسمع خوار أبقاره، ويرى نمو نباتاته، فلم يكن يهمُّه كثيرًا موضوع جمع الضرائب وما يترتب عليها، أو الحروب الناشبة، أو السياسة وشئونها؛ وذلك لأنه لم يكن له عليها سلطان، بل يعلم أن كل هذه الأشياء كانت أعداء ألداء له مثل الطاعون والجوع؛ وحتى الموظف لم يكن يهتم إلا بشئون إدارية، من حيث إنها كانت مورد رزقه وإسعاده في الحياة. وإذا قسنا الملوك بما لهم من آثار، فإنهم لم يكونوا أحسن حالًا؛ إذ كان كل ما يشغل أفكارهم في الحياة الدنيا هو الفخار والاحتفالات الدينية، ثم التأليه بعد الموت، وقد كان الكاهن الأكبر في الواقع ملكًا دون أن يكون له أمل أن يُؤلَّه بعد الموت مثل الفرعون، وعلى الرغم من أنه لم يكن يشغل نفسه أكثر من أي فرد غيره بالأمور الدينية، فإنه كان من كبار المقتصدين، مثله في ذلك كمثل الأب الديني الحالي؛ إذ قد ترك لنا صورًا حية مفيدة جدًّا عن الضياع العظيمة والمصانع التي كانت في حيازته.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|