المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16657 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


التمثيلُ في الآية (28-29) من سورة الفتح  
  
5008   07:48 مساءاً   التاريخ: 11-10-2014
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : الأمثال في القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص248-250.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / الأمثال في القرآن /

قال تعالى : { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً * مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} [ الفتح : 28 ـ 29].

تفسيرُ الآيات

( السيماء ) : العلامة ، فقوله : { سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم} ، أي علامة إيمانهم في وجوههم .

شَطأ الزرع : فروخ الزرع ، وهو ما خرجَ منه ، وتفرّع في شاطئيه أي في جانبيه وجَمعهُ إشطاء ، وهو ما يعّبر عنه بالبراعم .

( الأزر ) : القوّة الشديدة ، آزَره : أي أعانه وقوّاه .

( الغِلظة ) : ضدّ الرقّة .

 ( السُوق ) : قيل هو جمع ساق .

القرآن يتكلّم في هاتين الآيتين عن النبي تارةً وأصحابه أُخرى :

أمّا الأول فيعرّفه بقوله : { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً} والضمير { لِيُظْهِرَهُ} يرجع إلى دين الحقّ لا الرسول ؛ لأَنّ الغاية ظهور دين على دين لا ظهور شخص على الدين ، والمراد من الظهور هو : الغلبة في مجال البرهنة والانتشار ، وقد تحقّق بفضله سبحانه ، وسوف تزداد رقعة انتشاره فيضرب الإسلام بِجرانه في أرجاء المعمورة ، ولاسيّما عند قيام الإمام المهدي المنتظر ( عليه السلام ) .

يقول سبحانه في هذا الصدد : { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ} أي الرسول الذي سوف يَغلب دينهُ على الدين كلّه ، وقد صرّح باسمه في هذه الآية ، إلاّ أنّه أجملَ في الآية الأولى ، وقال : { أَرْسَلَ رَسُولَهُ} .

إلى هنا تمّ بيان صفات النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وسماته ، وأمّا صفات أصحابه فجاء ذكرهم في التوراة والإنجيل .

أمّا التوراة ، فقد جاء فيها وصفهم كالتالي :

1. { وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ} ، الذين لا يفهمون إلاّ منطق القوّة ، فلذلك يكونون أشدّاء عليهم .

2. { رُحَمَاء بَيْنَهُمْ} فهم رحماء يعطف بعضهم على بعض ، قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : ( مَثلُ المؤمنين في توادّهم وتعاطفهم وتراحمهم مِثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تَدَاعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى ) (1) .

3. { تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً} ، هذا الوصف يُجسّد ظاهر حالهم وأنّهم منهمكون في العبادة ، فلذلك يقول : { تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً} ، أي تراهم في عبادة ، التي هي آية التسليم لله سبحانه .

ومع ذلك لا يبتغون لعبادتهم أجراً وإنّما يأملون فضل الله ، كما يقول : { يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً} ، ولعلّ القيد الأخير إشارة إلى أنّ الحافز لأعمالهم هو كسب رضاه سبحانه .

ومن علائمهم الأخرى : أنّ أثر السجود في جباههم ، كما يقول : { سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ} فسيماهم ووجوههم تلمح إلى كثرة عبادتهم وسجودهم وخضوعهم لله سبحانه ، وهذه الصفات مذكورة أيضاً في الإنجيل .

إنّ أصحاب محمد لم يزالوا يزيدون باطّراد في العدّة والقوّة وبذلك يُغيظون الكفار ، فهم كزرعٍ قوي وغَلظ وقامَ على سُوقه يُعجِب الزارعين بجودة رشده .

ولم يزالوا في حركة دائبة ونشيطة ، فمن جانب يعبدون الله مخلصين له الدين بلا رياء ولا سمعة ، ومن جانب آخر يجاهدون في سبيل الله بُغية نشر الإسلام ورفع راية التوحيد في أقطار العالم .

فعملهم هذا يغيظ الكفار ويسرّ المؤمنين ، قال سبحانه : { وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} .

فالمجتمع الإسلامي ـ بإيمانه وعمله وجهاده وحركته الدؤوبة نحو التكامل ـ يثير إعجاب الأخلاّء وغيظ الألدّاء .

ثمّ إنّه سبحانه وعدَ طائفة خاصة من أصحاب محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) مغفرة وأجراً

عظيماً ؛ وذلك لأَنّ المنافقين كانوا مندسّين في صفوف أصحابه ، فلا يصحّ وعدَ المغفرة لكلّ مَن صحبَ النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ورآه وعاشَ معه وقلبه خالٍ من الإيمان ، ولذلك قال سبحانه : { وَعَدَ اللهُ الّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحات مِنْهُمْ مَغْفِرَة وَأَجْراً عظيماً} فكلمة { مِنْهُمْ} تُعرب عن أنّ المغفرة لا تعمّ جميع الأصحاب بل هي مختصة بطائفة دون أُخرى .

وما ربّما يقال من أنّ ( من ) بيانية لا تبعيضية ، غير تام ؛ لأَنّ ( من ) البيانية لا تدخل على الضمير ، ويؤيد ذلك قوله : { وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ} [ التوبة : 101] .

والحاصل : إنّه لا يمكن القول بشمول أدلّة المغفرة والأجر العظيم لقاطبة مَن صحبَ النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، مع أنّهم على أصنافٍ شتّى .

فمِن منافق معروف ، عرّفه الذكر الحكيم بقوله : { إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُون} [ المنافقون : 1] .

إلى آخر مختفٍ لا يعرفه النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، قال سبحانه : { وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ} .

إلى ثالث يصفهم الذكر الحكيم بمرضَى القلوب ، ويقول : { وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلاّ غُرُوراً} [ الأحزاب : 12] .

إلى رابع سمّاعون لنعق كلّ ناعِق فهم كالريشة في مهبّ الريح ، يميلون تارة إلى المسلمين وأُخرى إلى الكافرين ، يصفهم سبحانه بقوله : { لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} [التوبة: 47].

إلى خامسٍ خالطَ العمل الصالح بالسيئ يصفهم سبحانه بقوله : {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا} [التوبة: 102] .

إلى سادس أشرفوا على الارتداد ، عرّفهم الحقّ سبحانه بقوله : {وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الحَقّ ظَنَّ الجاهِليةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الأََمْرِ مِنْ شَيءٍ قُلْ إنّ الأََمْرَ كُلَّهُ للهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ} [ آل عمران : 154].

إلى سابع يصفه القرآن فاسقاً ويقول : { يا أَيّها الّذِينَ آمَنُوا إنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبأٍ فَتَبَيَّنُوا أنْ تُصِيبُوا قَوماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِين} [ الحجرات : 6].

والمراد هو : الوليد بن عقبة صحابي سُمّي فاسقاً ، وقال تعالى : { فَإِنَّ اللهَ لا يَرضَى عَنِ القَوْمِ الفاسِقِين} [ التوبة : 96].

إلى ثامنٍ يصفهم الذكر الحكيم مُسلماً غير مؤمن ، ويصرِّح بعدم دخول الإيمان في قلوبهم ويقول : { قالَتِ الأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلمّا يَدْخُلِ الإِِيمانُ فِي قُلُوبِكُم} [ الحجرات : 14].

إلى تاسعٍ أظهروا الإسلام لأخْذ الصدقة لا غير ، وهم الذين يُعرفون

بالمؤلّفة قلوبهم ، قال : {إِنّما الصّدقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِين وَالعامِلِينَ عَلَيْها وَالمُؤلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ} [ التوبة : 60] .

إلى عاشر يفرّون من الزحف فرار الغَنم من الذئب ، يقول سبحانه :

{يا أَيُّها الّذينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الّذينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الأََدْبار* وَمَنْ يُوَلِّهْم يَومَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاّ مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحيِّزاً إلَى فئِةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمأْواهُ جَهَنَّمُ وَبئسَ المَصير} [ الأنفال : 15ـ 16] .

وكم نطقَ التاريخ بفرار ثلّة من الصحابة من ساحات الوغى ، يقول سبحانه عند ذكر غزوة أُحد : { إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ} [ آل عمران : 153] ، ولم يكن الفرار مختصّاً بغزوة أُحد بل عمّ غزوة حُنين أيضاً ، يقول سبحانه : {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَة وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِين} [ التوبة : 25] .

هذه إلمامة عابرة بأصناف الصحابة المذكورة في القرآن الكريم ، أفيمكن وعد جميع هذه الأصناف بالمغفرة ؟!

مضافاً إلى آيات أُخرى تصف أعمالهم .

نعم ، كان بين الصحابة رجال مخلصون يستدرُّ بهم الغمام ، وقد وصفهم سبحانه في غير واحد من الآيات التي لا تُنكر .

والكلام الحاسم : إنّ وعدَ المغفرة لصنفٍ منهم لا لجميع الأصناف ، كما أنّ عدالتهم كذلك .

________________________

1 ـ مسند أحمد بن حنبل : 4/270 و 268 و 274 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .