أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-5-2021
2373
التاريخ: 11-9-2016
1849
التاريخ: 16-11-2021
2735
التاريخ: 2024-03-02
1073
|
إذا قلنا: الحب يُغفل المحب عن بعض سلبيات المحبوب.
وإن قلنا: أن الحب (شبهناه بالزواج) هو الزواج والمحب الزوج (أو العكس) والمحبوب الزوجة أو (العكس).
نحصل على: الزواج يغفل الزوج عن بعض سلبيات الزوجة (أو العكس). وعليه فالزوج والزوجة سيتغاضيان عن بعض الأمور إن كانا حبيبين وإلا...!
- إن الحب واحد من أركان الزواج المهمة والفعالة، وقد انبرى الفلاسفة وبعض العلماء للتحقيق في هذه الغريزة والفطرة التكوينية، واستنتجوا أن الحب يجري بكل ذي روح، والشعراء والأدباء تغنوا به وبمعانيه القلبية، وقاموا بتبجيله في قصائدهم ومؤلفاتهم، بل قد ذهب أكثرهم أبعد من ذلك، فقاموا بترجيح الحب على العقل ووصفوه بالملهم والمعلم والكيمياء.. لأنه حالة تفاعل واندماج بين روحين أفاض عليهما الباري نفحات وجودية.
يقول (سعدي) الشاعر الإيراني المعروف:
من تعلق قلبه بحبال الحب وجب عليه السعي لإرضاء المحبوب
ومن لم يصبح عاشقاً لا رجولة فيه فالفضة لا تصبح نقية إذا لم تحترق
وقال آخر:
تعلم البلبل من فيض الورد الكلام ولولاه لم يكن حشو منقاره كل هذا الغزل
كيف لا؟ والحب يغير النفوس، ويقلب الأمور رأساً على عقب، ويخلق الإبداعات، ويؤالف بين الشعوب، ويتألق في الفن والعلاقات الزوجية. وبما أنه يدخل في كل شيء فحري به أن يدخل في اختيار شريك الدرب الطويل فالاختيار والزواج بدون حب لا معنى ولا قيمة له كأنه تجارة ما يجمع بين الأطراف هو المنفعة فقط. وأقول: إذا أراد أحدنا أن يتناول طعاماً ما وكان لا يروق له حتماً لن يأكله، لأنه لا يحبه، فالنفس تمتنع عنه ويثير اشمئزازها، وإن أكل! فإنه لمجرد الطعام لا لأجل الغذاء ونمو الجسد.
وهذا حال أبسط الأمور فكيف بالزواج العظيم الذي شرعه الله وجعله بناءً متكاملاً يصل مشيدوه إلى أرقى الكمالات الإنسانية.
فإذا أردنا اختيار الشريك المناسب لا بد بعد إيمانه أن ننجذب إليه ونشعر بتلك القوة الدفينة التي توجهنا نحوه، والقول بالحب بعد الزواج أمر نسبي ولعله منقطع وإن وجد قد لا يكون حقيقياً بل لعله هم وسراب مرده للعادة والرؤية المستمرة ومشاهدة الطرف الآخر مراراً وتكراراً. وكلنا يعلم أن العادة تفقد الإحساس وتمنع التقدم. أقول: لو أن الظروف أجبرت أحدنا على ارتداء زي طوال عمره فهل يحبه؟ وهل يتعلق به؟ كلا، بل سيكرهه حتماً ويتمنى نزعه وتغييره من هنا يتضح جلياً أن معيار الزواج بعد الإيمان هو التعلق والحب.
وبعد عملية التجاذب القلبي (التي لا تنتهي) وقبل إظهار العواطف والمشاعر والأحاسيس للطرف الآخر، لا بد من عرض الفكرة على العقل وإيداعها إليه ليحكم بالقرار الصائب، لأن نظرة الحب والحنان تخفي أحياناً بعض الأمور الموجودة في الطرف الآخر، هنا يظهرها العقل ويجلي صورها ويتحدث عنها بواقعية وحقيقة، عندها يحدد المرء سبيله، فإن أراد الإستمرار عرف العلل في شريكه فيحاول أن يصلحها ويتجنبها لعدم الوقوع في الأزمات والصدامات، وعلم بالحسنات فيعمل على تنميتها وتطويرها.
وخلاصة الحديث أن سحر التجاذب القلبي (النظرة الأولى) أول ما يلحظ بين الشخصين، ثم يأتي دور العقل ليحكم ويصدر القرار، ومن ثم ندع القلوب تتآلف فيرخى لها العنان لتحيا الحب وتنعم بالحياة.
وكما قال الشاعر:
فالحب إن قادت الأحساد مواكبه إلى فراشٍ من اللذات تنتحرُ
فالحب في الروح لافي الجسم نعرفه كالخمر للوحي لا للسكر تنعصرُ
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|