المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



شعر لأبي بكر محمد بن الحسن الزبيدي  
  
951   11:02 صباحاً   التاريخ: 2024-03-23
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج4، ص:6-7
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-3-2022 2307
التاريخ: 18-1-2023 964
التاريخ: 2024-01-08 1013
التاريخ: 28/11/2022 1615

شعر لأبي بكر محمد بن الحسن الزبيدي  

 وقال أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي  النحوي صاحب الشرطة

يخاطب الوزير أبا الحسن جعفر بن عثمان المصحفي لما كتب كتابا له فيه فاضت

نفسه بالضاد مبينا له دون تصريح:

قل للوزير السني محتده     لي ذمة منك أنت حافظها

عناية بالعلوم معجزة         قد بهظ الأولين باهظا

يقر لي عمرها ومعمرها   فيها وتظامها وجاحظها

قد كان حقا قبول حرمتها    لكن صرف الزمان لافظها

وفي خطوب الزمان لي عظة  لو كان يثني النفوس واعظها

إن لم تحافظ عصابة نسبت      إليك قدما فمن يحافظها

لا تدعن حاجي بمطرحة            فإن نفسي قد فاظ فائظها

فأجابه المصحفي:

خفض فواقا فأنت أوحدها             علما ونقابها وحافظها

كيف تضيع العلوم في بلد               أبناؤها كلهم يحافظها

ألفاظهم كلها معطلة                      ما لم يعول عليك لا فظها

من ذا يساويك إن نطقت وقد             أقر بالعجز عنك جاحظها

علم ثنى العالمين عنك كما                 ثنى عن الشمس من يلاحظها

وقد أتتني فديت شاغلة                      للنفس أن قلت فاظ فائظها

فأوضحنها تفز بنادرة                     قد بهظ الأولين باهظها

فأجابه الزبيدي وضمن شعره الشاهد على ذلك :

أتاني كتاب من كريم مكرم فنفس عن نفس تكاد تفيظ

                                   6

فسر جميع الأولياء وروده                 وسيء رجال اخرون وغيظوا

لقد حفظ العهد الذي قد أضاعه             لدي سواه والكريم حفيظ

وباحثت عن فاظت وقبلي قالها           رجال لديهم في العلوم حظوظ

روى ذاك عن كيسان سهل وأنشدوا          مقال أبي الغياظ وهو مغيظ

وسميت غياظا ولست بغائظ                 عدوا ولكن للصديقين تغيظ

فلا رحم الرحمن روحك حية                 ولا هي في الأرواح حين تفيظ

قلت : وفي خطاب الوزير بهذا البيت وإن حكي عن قائله ما لا يخفى أن اجتنابه المطلوب على أنه قد يقال فاضت نفسه بالضاد كما ذكره ابن السكيت في خلل (الألفاظ ) له والله اعلم .

وكتب الزبيدي المذكور إلى أبي مسلم ابن فهد :

أبا مسلم إن الفتى بجانبه            ومقبوله لا بالمراكب والبس

وليست ثياب المرء تغني قلامة      إذا كان مقصورا على قصر النفس

وليس يفيد العلم والحلم والحجى       أبا مسلم طول القعود على الكرسي

وقال وقد استأذن الحكم المستنصر في الرجوع إلى أهله بإيشبيلية ولم يأذن

له فكتب إلى جاريته سلمى :

ويحك يا سلم لا تراعي            لا بد للبين من زماع

لا تحسبني صبرت إلا           كصبر ميت على التراع

ما خلق الله من عذاب             أشد من وقفة الوداع

مابينها والحمام فرق                لولا المناحات والنواعي

 

                                  7

 

إن يفرق شملنا وشيكا                  من بعد ما كان ذا اجتماع

فكل شمل إلى افراق                   وكل شعب إلى انصداع

وكل قرب إلى بعاد                     وكل وصل إلى انقطاع

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.