أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-13
926
التاريخ: 2024-02-09
963
التاريخ: 2-10-2020
2259
التاريخ: 2024-10-17
594
|
ولسنا في حاجة لتأكيد الدور الذي لعبته قطع الفخار في تقدُّم التاريخ الصحيح على حسبها، والواقع أنه على إثر إمكان تحديد فخار عصر الهكسوس، قد أصبح من الممكن أن نعرف نواحي أخرى من ثقافة هؤلاء القوم؛ فالآلات المعدنية مثلًا التي كانت في العادة توجد جنبًا لجنب مع فخار عصر الهكسوس، يمكن عدُّها من صناعة الهكسوس أيضًا. والواقع أنه أصبح من الميسور درسُ كلِّ نواحي بلدٍ ما من جهة الحياة والعادات والمميزات الهكسوسية. ومع وجود أشكال عدة من الفخار في «فلسطين» خاصة بعهد الهكسوس، فإنها كلها لا تعنينا في هذا البحث، وسيكفي لغرضنا هنا ذكر القليل منها الذي يُعَدُّ من إنتاج الهكسوس بكل معاني الكلمة.
طراز فخار تل اليهودية
وأحسن طراز معروف خاص بعصر الهكسوس هو ما يسمى طراز «تل اليهودية»، وقد سُمِّي بذلك من اسم موقع هام يُنسَب للهكسوس في الدلتا، حيث قد وُجِد فيه هذا النوع من الفخار بكثرة (1) .وهذا الفخار كمثري الشكل ذو رقبة طويلة ضيقة، وقبضته تمتد من كتف الإناء إلى حافته، وتمتاز بأنها مزدوجة، وتنتهي قاعدته في الغالب بزر، وظاهر الإناء مصقول، ولونه في العادة أسود غربيب، أو برتقالي لامع، وعندما يكون لون الإناء أسود فإن ظاهره يكون غالبًا مغطًّى بأشكال مختلفة غائرة، وهذه الخطوط الغائرة المؤلَّفة لهذه الأشكال مملوءة بصبغة بيضاء اللون. وكذلك يوجد طرازان آخَران خاصان بعهد الهكسوس كبيرَا الحجم نسبيًّا، ولكل واحد منهما مقبض مثبت عند كتف الإناء. (2) هذا، إلى إبريق صغير ظريف الشكل له قاعدة مدببة (3). ومن ذلك يُرَى في الحال أنه عندما يتعرَّف الإنسان على طراز من هذا الذي ذكرنا بأنه من صناعة الهكسوس، يصبح مساعدًا ذا قيمة لا تُقدَّر لكشف المواقع التي كان يحتلها الهكسوس.
ظهور فخار من طراز جديد يدل على هجرة قوم جدد
ويُلحظ أنه بعد أن وطد الهكسوس أقدامهم بمدة في فلسطين قامت حركة هجرة أخرى تركت آثارها في البلاد، وليس لدينا وثائق مدوَّنة من فلسطين تدلُّنا على مَن هم هؤلاء القوم الجدد، ولكن الفخار ذا اللونين الذي كان يُرسَم عليه غالبًا أشكال طير أو شجرة أو سمكة،(4) هو الذي كان يستعمله هؤلاء القوم، هذا بالإضافة إلى أختامهم(5) الأسطوانية الشكل ذات الطابع الخاص، التي تجعلنا إذا ما قرَنَّاها بمثيلاتها مما يُصنَع في شمالي «مسوبوتاميا» نقترح بأن هؤلاء حوريون، وبعبارة أخرى نقول إن العناصر الجديدة من الفخار التي دخلت «فلسطين» يمكن قرنها بمواد استعملها قوم يسكنون شمالي «مسوبوتاميا» كانوا يتكلمون اللغة الحورانية،(6) وستستعمل كلمة «حوراني» في هذا المعنى هنا، وإنْ كنَّا سنبرِّر استعمال هذا الاسم بأسباب أخرى فيما بعدُ. وهذه العناصر الجديدة من الفخار مع كونها «حورانية» يجب أن نعتبرها هكسوسية؛ لأن الأساس الثقافي الذي وُضِعت قواعده على يد الهكسوس الأول قد استمر جنبًا لجنب مع الثقافة الجديدة، وكذلك لأن هذا التغيير قد ظهر في مصر قبل طرد الهكسوس منها بمدة ما (راجع المصدر عن ظهور الفخار الحوراني في العصر الذي يقع قبل الأسرة الثامنة عشرة في مصر فيما يأتي). (7) أما فيما يخص فلسطين وحدها، فإنه كانت توجد ثقافتان تُنسَب إحداهما إلى الأخرى في خلال احتلال الهكسوس للبلاد.
.........................................
1- راجع: Petrie, “Hyksos & Israelite Cites” (London 1906) Pl. VIII. p. 36 & 38.
2- راجع: Petrie, “Ancient Gaza”, II. (London 1932) Pl. XXXII. p. 43c 4.
3- راجع: e. g. O. I. p. XXXIII. Pl. 23: 6.
4- راجع: Ibid Pl. 46: 14–16. and 47; 14–17.
5- راجع: of Kirkuk. Nuzi type; See ibid-p. p. 182–84 for Comparison of Seal designs from Nuzi & Megiddo.
6- راجع: Speiser in A. A. S. O. R. XIII. p. 13–54.
7- راجع: Petrie & Guy Brunton, “Sedement” (London 1924) I. Pl. XLV, 67-68 & 71; George Moller, “Die Archeol. Ergebinsse des Vorgesch Grabfeldes von Abusir el Meleq”: Alexander Scharff (W. V. D. O. G. XLIX. (1926). Pl. 70: 484-85); Brunton, “Qua & Badari.” III. Pl. XVI, 55 p. & R.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|