أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-9-2016
![]()
التاريخ: 29-9-2016
![]()
التاريخ: 2025-02-06
![]()
التاريخ: 29-9-2016
![]() |
النميمة نوع من إفشاء السرّ وهتك الستر، أعني ما يتضمّن فساداً، والسعاية أخصّ منها، أي ما كان المحكي له من يخاف جانبه كالحكّام والظلمة، فإن كان الباعث عليها العداوة كانت من رذائل الغضبيّة من طرف الافراط، أو الطمع كان من رذائل الشهويّة منه أيضاً، وربما تصدر عن فضول في الكلام تشهيّاً واهترازاً للنفس بها من دون باعث خاص، وحينئذٍ يكون منها من باب رداءة الكيفية. وربما تعمّم بحيث يشمل وجوه الإعلام بأسرها من الكتابة والكناية والاشارة وغيرها، وهي من قبائح الأعمال وفضائحها إلا إذا كانت مشتملة على نفع مسلم أو دفع أذى عنه أو المنع عن معصية قال الله تعالى: {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} [القلم: 11].
وقال تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} [الهمزة: 1].
وعن النبي صلى الله عليه وآله: «لمّا خلق الله الجنّة قال لها: تكلّمي، قالت: سعد من دخلني، فقال الجبّار جلّ جلاله: وعزّتي وجلالي لا يسكن فيك ثمانية نفر من الناس: لا يسكنك مدمن خمر، ولا مصرّ على الزنا، ولا قتّات وهو النمّام...الحديث» (1).
وروي أنّه أصاب بني إسرائيل قحط فاستسقى موسى مرّات فما أجيب، فأوحى الله إليه: أنّي لا أستجيب لك ولمن معك وفيكم نمّام قد أصرّ على النميمة، فقال موسى: يا ربّ من هو حتّى نخرجه من بيننا؟ فقال: يا موسى! أنهاكم عن النميمة وأكون نمّاماً؟ فتابوا بأجمعهم وسقوا (2).
وقال الصادق عليه السلام: «من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه وهدم مروءته ليسقطه من أعين الناس أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان، ولا يقبله الشيطان» (3).
وكيف لا يكون النمّام من أخبث الناس مع عدم انفكاكه عن الكذب والغيبة والغدر والخيانة والنفاق والحقد والحسد والإفساد في الأرض وقطع ما أمر الله به أن يوصل.
ثم اللازم على من يحمل إليه النميمة تكذيب النمّام لفسقه بها، وقد قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6] بل ينهاه وينصحه لقوله تعالى: {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [لقمان: 17] فإن لم يقبل أعرض عنه لقوله تعالى: {وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199] وألّا يحكي عنه ما سمعه منه فيصير مثله.
روى محمد بن الفضيل عن الكاظم عليهالسلام أنّه قال: جعلت فداك الرجل من إخواني يبلغني عنه الشيء الذي أكرهه، فأسأله عن ذلك فينكر ذلك وقد أخبرني عنه قوم ثقات؟ فقال لي: «يا محمد كذّب سمعك وبصرك عن أخيك، فإن شهد عندك خمسون قسّامة وقال لك قولاً فصدّقه وكذّبهم، لا تذيعنّ عليه شيئاً تشينه به وتهدم مروءته فتكون من الذين قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [النور: 19].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المحجة البيضاء: 5 / 276.
(2) المحجة البيضاء: 5 / 276.
(3) الكافي: 2 / 358، كتاب الإيمان والكفر، باب الرواية على المؤمن، ح 1.
|
|
لخفض ضغط الدم.. دراسة تحدد "تمارين مهمة"
|
|
|
|
|
طال انتظارها.. ميزة جديدة من "واتساب" تعزز الخصوصية
|
|
|
|
|
مشاتل الكفيل تزيّن مجمّع أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) بالورد استعدادًا لحفل التخرج المركزي
|
|
|