مرض جرب الكمثرى Pear scab

يعد جرب الكمثرى من الأمراض المهمة اقتصاديا في معظم مناطق زراعة الكمثرى في العالم، ويسبب خسائر أكبر بكثير من تلك التي يسببها جرب التفاح خاصة على الأصناف الحساسة. وتختلف أصناف الكمثرى بحساسيتها للإصابة، كما أن الأصناف التي تبدي مقاومة للمرض في منطقة معينة قد تكون حساسة في منطقة أخرى.

الفطر المسبب:

يسبب مرض جرب الكمثري الفطر الزقي .Venturia pirina (Bref.) Aderh

الأعراض:

تظهر الأعراض الأولى للمرض في الربيع على هيئة بقع دخانية اللون ومخملية المظهر على الثمار الفتية، والأوراق وأعناقها، والسوق، والأوراق الكأسية، وبتلات الأزهار. تتسع هذه البقع مع تقدم الإصابة في فصل النمو حتى تتوقف نتيجة طقس حار أو المعاملة بالمبيدات. وتسقط غالبا الثمار الصغيرة المصابة أو تصبح مشوهة. أما على الثمار الكبيرة، فغالبا ما تغطي منطقة الإصابة بنسيج فليني التحامي كرد فعل من قبل العائل على حدوث الإصابة، محاطة بحلقة بلون زيتي من نموات الفطر النشطة. ونتيجة لوجود الخلايا الحجرية أو الصلبة في بنية ثمار الكمثرى، فإنها تؤدي إلى عدم تجانس بنية الطبقة الفلينية، وتصدعها وتشققها في مواضع مختلفة. وإذا أصيبت الثمار في نهاية موسم النمو (قبل أسبوعين من الجني)، فتظهر عليها غالبا بقع جربيه بحجم رأس الدبوس خلال شهر أو أكثر أثناء التخزين.

أما على الأوراق، فتظهر الأعراض على شكل بقع دائرية بنية زيتونية اللون ومخملية المظهر متركزة بشكل أساسي على السطح السفلي للورقة، ثم تتسع مع تقدم المرض. وتسبب الإصابة غالبا تجعد الورقة والتفافها بشكل غير طبيعي، وحدوث تضخم نسيجي Hypertrophy في منطقة الإصابة، حيث أن النبات العائل يكون طبقة فلينية في مستوى الخلايا السطحية والحباكية كرد فعل على حدوث الإصابة. وفي نهاية الموسم، يمكن مشاهدة بقع صغيرة على الأوراق، وهي غالبا ناتجة عن الإصابات المتأخرة في نهاية الربيع وبداية الصيف. كما تظهر على الفروع المصابة بثرات بيضوية صغيرة بحجم رأس الدبوس، تتسع ثم تصبح فيما بعد متقرحة. وتسبب هذه التقرحات موت البراعم والدوابر الثمرية عندما تصاب قواعد الفروع الحاملة لها بالتقرح، بينما تموت أطراف الفروع خلال السنة الثانية للإصابة.

أعراض الإصابة بجرب الكمثري المتسبب عن الفطر A .Venturia pirina: بقعة دخانية اللون على الأوراق، وبقع داكنة اللون على الثمار. B: تشكل النسيج الفليني الذي يغطي منطقة الإصابة كرد فعل من قبل العائل. C: ظهور تشققات في منطقة الإصابة، كما يلاحظ بقع جربيه صغيرة ناتجة عن حدوث إصابات متأخرة. D: بثرات متقرحة بيضوية اللون على الفروع المصابة. (A و B عن Jack Kelly Clark).

إن إصابة الأوراق بجرب الكمثرى أقل أهمية منها في جرب التفاح، أما إصابة الفروع فهي بالعكس أكثر أهمية في جرب الكمثرى.

دورة المرض:

تعد الأوراق المتساقطة على الأرض التي تتشكل عليها الثمار الزقية للفطر في الخريف المصدر الرئيس لحدوث العدوى الأولية في الربيع، حيث أن الأبواغ الزقية تتحرر عند هطول الأمطار، وتحمل بالتيارات الهوائية لتحدث الإصابة على الأوراق والثمار الفتية.

وتؤدي الأبواغ الكونيدية المتشكلة على مناطق الإصابة الأولية، وكذلك الأبواغ الكونيدية التي تتحرر في الربيع من المطارح الفطرية التي أمضت الشتاء على الأغصان المصابة دورا مهما في حدوث الإصابات الثانوية، لذلك يمكن أن تتكرر دورة المرض عدة مرات خلال الموسم. وتكون عادة الثمار الفتية أكثر حساسية للإصابة، مع أن الثمار الناضجة يمكن أن تصاب أيضا إذا كانت طول فترة التبلل كافية لحدوث الإصابة.

المكافحة:

إن الهدف الرئيس في مكافحة جرب الكمثرى هو خفض كمية اللقاح الأولي في الربيع، حيث إن الإصابات الأولية الشديدة تؤدي إلى ضعف في إنتاج الثمار، وتجعل عملية المكافحة خلال الموسم أكثر صعوبة، لذلك فإن تجنب الإصابة الأولية أو الحد منها تجعل الإصابات الثانوية خلال الموسم أقل أهمية. ومن الإجراءات المتخذة لهذا الغرض رش الأوراق قبل تساقطها في نهاية الموسم باليوريا، مما يسرع من عملية تحللها، وبالتالي تجنب تشكل الثمار الزقية عليها. ومن المفيد أيضأ دفن الأوراق المتساقطة في التربة عن طريق الحراثة. كما وجد أن استخدام مزيج من مغلي الكلس والكبريت مع اليوريا قبل تساقط الأوراق يعطي نتائج جيدة.

الرش بمغلي الكلس والكبريت في نهاية فترة السكون يمكن أن يقلل بشكل كبير من حيوية الأبواغ الكونيدية المتشكلة في مناطق الإصابة على الفروع.

يمكن اللجوء إلى الرش الوقائي في المناطق ذات الهطولات المطرية الغزيرة بدءاً من مرحلة انتفاخ البراعم واخضرار قممها، أي قبل ظهور النموات الخضرية، وتكون هذه الفترة عادة في النصف الأول من آذار مع وجود القليل من الاختلافات حسب المناطق. وتكرر عملية الرش بعد تساقط الأوراق الزهرية، وتأتي هذه المعاملة عادة في بداية شهر أيار، مع وجود بعض الاختلافات أيضاً حسب المنطقة الجغرافية. وتجرى رشة متأخرة بعد 15 يوماً من السابقة، وفي هذه المعاملة ترش الأشجار بمخلوط من المبيد الفطري والمبيد الحشري لمكافحة حشرات الكمثرى في آن معاً. ويوصى بإجراء مكافحات أخرى في نهاية الموسم، الهدف منها حماية الثمار قبل الجني وقبل التخزين. ومن المبيدات المستخدمة في مرحلة البرعم الأخضر الروبيكان، وثيوفانات الميثيل، والمانكوزيب.