أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-08
410
التاريخ: 3-10-2016
1768
التاريخ: 2024-07-11
783
التاريخ: 2024-05-05
896
|
قلنا فيما سبق: إن «أمنمحات» الأول مؤسس الأسرة الثانية عشرة، يحتمل أن يكون هو نفس «أمنمحات» وزير الفرعون «منتو حتب الرابع»، والمرجح أن سلطان هذا الوزير أخذ يعظم، ونفوذه يزداد ويقوى في عهد «منتو حتب» هذا؛ حتى تمكن في النهاية من الاستيلاء على العرش عنوة، ويقوي هذا الظن أن «منتو حتب الرابع» هذا كان مغتصبًا الملك، ولم يكن صاحب حق وراثي فيه، على أنه من الجائز أن يكون «أمنمحات» تولى العرش بعد وفاة «منتو حتب» مباشرة بفضل ما كان له من قوة ونفوذ في البلاط. ويعد هذا الرأي الأخير مقبولًا جدًّا إذا ثبت أن «أمنمحات» هذا ينتسب إلى أحد فروع الأسرة الملكية الشرعية القديمة، ولدينا مصادر تاريخية تشير إلى وجود صلة دم بين «أمنمحات» مؤسس الأسرة الثانية عشرة وبين ملوك الأسرة الحادية عشرة، فقد نوَّه «سنوسرت الأول» عن ذلك كما أسلفنا، ولكن على الرغم من وجود صلة الدم هذه فإن «أمنمحات الأول» على ما يظهر أراد أن يبرر اعتلاءه عرش الملك أمام الشعب المصري بطريقة روحية مبتكرة تختلف عن الطريقة التي اخترعها ملوك الأسرة الخامسة عندما أرادوا أن يثبتوا مراكزهم أمام الشعب المصري (مصر القديمة ج1)؛ وقد جرت التقاليد في التاريخ المصري القديم ألا يتولى عرش الفراعنة إلا من كان يجري في عروقه الدم الملكي الخالص، كما سبق شرح ذلك في الجزء الأول (مصر القديمة ج1)، فإذا اتفق أنه ظهر رجل عظيم في البلاد ولم يكن من دم ملكي وأراد أن يؤسس أسرة جديدة أو يغتصب الملك بما لديه من قوة ونفوذ بدون حق شرعي، فإنه كان يلقى في سبيل تنفيذ مآربه عقبات جسامًا؛ وذلك لأن الشعب المصري كان يميل إلى التمسك بأهداب القديم، ويحافظ على ما وجد عليه آباءه وأجداده؛ وبخاصة فيما يتعلق بالبيت المالك الذي يرتفع في نظر المصريين إلى مرتبة الآلهة. من أجل ذلك لم يعتمد «أمنمحات الأول» في استوائه على العرش على القوة وحدها، بل قرنها بحيلة تدل على الحذق والمهارة، استمال بها أبناء الشعب مثقفين وغير مثقفين، تلك هي أسطورة، حرص على إذاعتها بين القوم قوامها نبوءة لحكيم قديم، رأى فيها أن الويلات التي حاقت بالبلاد ستنجاب على يد رجل عظيم يصلح عوجها، ويبرئ بحكمته عللها، وذلك المخلِّص المنتظر هو «أمنمحات»، آمن بها الدهماء؛ لأنها نبوءة تنبأ بها حكيم من قديم الزمان منذ آلاف السنين، وقال عنه: إنه المخلِّص المنتظر، الذي سيخلص البلاد مما أحاق بها من ويلات ونكبات ظلت قرونًا متوالية، وآمن بها المثقفون؛ لأنها كُتبت بأسلوب يأخذ بمجامع القلوب في عصر يحتل فيه الأدب مكانة رفيعة؛ بفضل كُتاب نابهين كانوا يصورون حالة البلاد وما انطوت عليه من بؤس وفقر بأسلوب مؤثر، فكان ظهور هذا المخلِّص المنتظر يعد رحمة عند الجميع، وسنورد فيما يأتي هذه النبوءة التي صاغها الكاهن المرتل «نفرروهو» في قالب أدبي جذاب تبريرًا لاعتلاء «أمنمحات» عرش الملك مع التعليق على محتوياتها.
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|