أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-26
975
التاريخ: 5-3-2016
4569
التاريخ: 2023-11-04
787
التاريخ: 19-7-2016
9472
|
خضعت اليابسة إلى تغيرات كبرى خلال تاريخ الأرض البالغ خمسة مليارات سنة. وقد ناقشنا سيرورات تكوين التربة، التي تُعتبر أساس الزراعة والأحراج، (التي ما زالت تتكون من حت صخور كبيرة ومواد أخرى يستغرق تكون التربة المنتجة من مواد جيولوجية مدداً زمنية طويلة عادة ، ومن دون شك، كان ثمة دائماً توازن بين تكون التربة وضياعها بواسطة الريح والماء. وفي بعض الحالات، تترسب المواد المنقولة في أماكن أخرى على اليابسة، معوّضة عن الموارد الزراعية في مناطق إنتاجية من قبيل المناطق المنخفضة من حوض النهر الأصفر في شمال الصين أو دلتا النيل في مصر، على سبيل المثال. وفي النهاية، يصل بعض التربة إلى المحيطات حيث تضيع إلى الأبد. وفي بعض الأحيان تتقاطع بصمة البشر مع هذه السيرورات بطريقة مثيرة، على غرار ما يحصل من تعزيز للحت الذي ينجم عن قطع غابات المرتفعات الساحلية. وفي حالات أخرى، تُبنى سدود كبيرة، فتغيّر من معدل تدفق الماء ومساراته، إضافة إلى تغيير السيرورات الكيميائية ذات الصلة بفرط التغذية ومعدل صب الأجناس الصلبة والمنحلة في النهر.
وتحتل مواقع التخلص من الفضلات الصلبة حالياً آلاف الهكتارات من الأراضي. وفي بعض الحالات، ثمة رقابة صارمة على هذه المواقع، لكن من وقت إلى آخر، تحصل حوادث تظهر الأثر الذي تتركه الأنشطة البشرية على اليابسة.
ففي جنوب أسبانيا، وعلى بعد 45 كيلو متراً من شمال غرب إشبيلية، يجري استخراج فلز نحاس زنك رصاص متوفر في البايرايت على نحو متقطع منذ عهد الرومان(1). وفي السنوات الأخيرة ، أُجريت عمليات استخراج رابحة (من منجم Los Frails) للمعادن الثلاثة غير الثمينة، وبني سد لاحتجاز مخلفات المنجم يتسع لنحو 70 مليون طن من الفضلات الصخرية ويساوي عامل حموضة طين تلك المخلفات ما بين 2 و 4، وبعد توضع سائل الطين يُضخ إلى مرفق معالجة لاستخلاص المعادن منه وإرسال ماء الفضلات إلى نهر ريو ،آغريو، الذي يصب فيما بعد في نهر ريو غواديامار.
وفي 26 إبريل (نيسان) عام 1998، انهار السد مُرسلاً جداراً من الطين ارتفاعه يساوي مترين باتجاه النهر ليس مقدار الطين الذي تدفق معروفاً تماماً، إلا أنه يُحتمل أن يكون قد بلغ نحو خمسة ملايين متر مكعب، منها ما يصل إلى مليوني طن من المواد الصلبة. وغطى الطين ما يقارب 2000 هكتار من الأراضي الزراعية كلياً، وتأثر 2000 هكتار أخرى بقدر أقل. واستقر 80% المخلفات من على طول أول 13 كيلو متراً من مجرى النهر وجوانبه
في البداية، تكبَّد المزارعون خسائر جسيمة بسبب طمر الطين للمحاصيل الموجودة وإتلافه لها. لكن ما هي المفاعيل البعيدة الأجل التي نجمت عن الحادث؟ جزئياً على الأقل، استطاعت السيرورات الطبيعية، التي من قبيل تلك المسؤولة عن تكوين التربة، أن تخفّف فعلاً من وطأة جزء من الصدمة الناجمة عن التدفق المفاجئ للطين الثقيل. فقد عاد عامل حموضة النهر إلى ما يقارب قيمته المعتادة خلال عشرة أيام. أما مستويات الرصاص والزنك فقد بقيت عالية بعض الوقت، وليس واضحاً إن كان إنتاج المحاصيل الغذائية سوف يُستأنف في المستقبل القريب. وأُرسلت استغاثات لطلب المساعدة، وأزيل 3 ملايين متر مكعب من المخلفات من ضفتي النهر.
---------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) M. Sassoon, “Los Frails Aftermath," Mining Environmental Management, vol. 6, no. 4 (July 1998), pp. 8-12.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|