المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

تفسير سورة العلق من آية ( 2-18)
2024-02-28
Glycopeptides
29-3-2016
اشتداد مرض النبي (صلى الله عليه واله)
23-12-2015
ذكر من قتل من بني أمية
24-5-2017
Endosomes
2-5-2016
الأهمية الطبية البيولوجية للدهون
22-7-2021


البدء بأخطاء الذات أولا قبل الانتقاد  
  
2374   11:47 صباحاً   التاريخ: 11-1-2022
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص 338 ـ 341
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-6-2016 2188
التاريخ: 2023-11-28 1492
التاريخ: 2023-12-12 868
التاريخ: 24-6-2016 12447

من الأخلاقيات التي يجدر بالمرء التزامها في تعامله مع الناس، أن يبدأ بطرح أخطائه حينما يخطئ، أو حينما يريد انتقاد شخص ما أو طرف ما لارتكابه خطأ ما، إذ أن الاعتراف بأخطاء الذات والتسليم بها، والبدء بها قبل انتقاد الآخرين أسلوب تربوي حسن للنفس، بالإضافة الى أنه يريح المتكلم، والطرف الآخر ويجعله يتقبل النقد الموجه اليه.

إن هناك قسماً من الناس يسيطر عليهم حب الذات، وحينما يُخطئون يُبعدون أنفسهم عن ذكر أخطائهم، وربما تأخذهم العزة بأخطائهم، فيتصلبون لها، ولا يبدون أيّ تنازل، أو اعتراف بها، وقد ينتقدون الآخرين ولما يبدأوا بذكر أخطائهم هم.

كتب أحد الكتاب عن البدء بأخطاء الذات قبل الانتقاد:

(تركت ابنة عمي (ج. ك.) بيتها، وقدمت لتعمل (سكرتيرة*) لي، وكانت إذ ذاك في التاسعة عشرة من عمرها، وقد أتمت دراستها قبل ذلك بثلاثة أعوام، وكانت تجاربها في الحياة تزيد بقليل عن العدم! ولكنها اليوم إحدى (السكرتيرات) البارعات المحنكات!.

وفي ذات يوم أوشكت أن أنتقد مسلكاً لها، ولكني سكت فجأة، وقلت لنفسي: لحظة واحدة، يا فلان! لحظة واحدة! إن سنك ضعف سن (ج.ك)، ولك من تجاربك في الحياة أضعاف أضعاف ما لها، فكيف تتوقع أن يكون لها مثل وجهة نظرك، وحكمتك، ومقدرتك، مهما كانت هذه متواضعة؟ ولحظة يا فلان! ماذا كنت تعمل، وأنت في التاسعة عشرة من عمرك؟ أتذكر الأخطاء الفاضحة، والحماقات المتكررة التي كنت تأتيها؟ أتذكر الوقت الذي فعلت فيه كذا وكذا، وكيت، وكيت؟.

(فلما قلّبت الأمر على أوجهه في نزاهة وتجرد، انتهيت إلى أن (ج. ك) وهي في التاسعة عشرة من عمرها، أفضل بكثير مما كنتُ أنا في مثل سنها! ولم يكن هذا - للأسف! ـ من قبيل إدخال السرور على قلب (ج.ك)!!.

(وبعد تلك المرة صرت كلما أردت أن ألفت نظر (ج. ك) إلى خطأ أتته، أبدأ بقولي: لقد أتيت يا (ج.) خطأ، ولكن الله يعلم أنه ليس شراً من كثير مما أتيتُ أنا! فأنت لم تولدي ولك صدق الحكم على الاشياء، بل يأتي هذا عن طريق التجربة وحدها، وأنت أفضل مما كنت أنا في مثل سنك، إنني أحمل شيئاً كبيراً من الأخطاء السخيفة، حتى أنه لا تحدوني أقل الرغبة في أن انتقدك أنت، وسواك، ولكن، ألا ترين أنه يكون من الأصوب لو فعلت كذا وكذا؟.

إن تعامل المرء مع الآخرين يجب أن لا يكون على أساس أنه وهم أجزاء من آلة لا يقع فيها الخطأ، بل حتى الآلة تخطئ أجزاءُها في بعض الأحيان، بل يجب ان يعلم المرء سلفاً، وأن يضع في اعتباره أن الطبيعة البشرية تصيب، وتخطئ، وهي ليست ملائكية، ولا معصومة عن الخطأ.

كذلك من الامور الهامة في تعامل المرء مع أخطاء الآخرين: أن لا ينفخ فيها ويكبرها، وأن يعطيها حجمها الطبيعي، وأن لا يتعود على ممارسة أخطاء نفسه وأخطاء الآخرين، وأن يتعامل مع الأخطاء على أنها أمور ممكنة الوقوع وقابلة للعلاج في الوقت ذاته.

فإذا حدث ان كان المرء هو المخطئ، سواء كان في الأفكار والآراء ووجهات النظر، أو في مجالات التعامل الأخرى، وكان الآخرون مصيبين، ففي هذه الحالة لا بد أن يلتزم الصراحة مع نفسه، ومع الآخرين، لا أن يبرر أخطاءه، ويتعصب لنفسه، ويستعمل اللف والدوران، بل لا بد أن يتهم نفسه قبل أن يتهم الآخرين، وأن يبصر عيوبه قبل ان يبصر عيوبهم، وأن يعترف بأخطائه أمام نفسه دائماً.

وفي هذا، يقال أن سقراط كان جالساً - ذات يوم – مع أحد تلاميذه على حافة بركة فيها ماء راكد، فقال سقراط لتلميذه: ما هذه البركة؟.

قال التلميذ: إنه الماء.

إلا ان سقراط بدأ يبيـن لـه أن ذلك ليس ماءً، وأورد عشرات الأدلة على ما ذهب اليه، واستسلم التلميذ لأستاذه رغم قناعته بخلاف ما قال، غير ان سقراط مد يده الى البركة، واغترف كفاً من الماء، ثم رماه في البركة، وقال لتلميذه: هذه الحقيقة أكبر دليل لك على أنه ماء، وأن ما ذهبت اليه ليس صحيحاً.

فإذا أخطأ الآخرون، فالمطلوب منه أن يبدأ بأخطائه أولا قبل ان ينتقدهم، وفي انتقاده لهم يجب ان يكون أخلاقياً، بحيث يشجعهم النقد على الاعتراف بأخطائهم والاقلاع عنها، وليس المطلوب أن يهينهم، ويجرح مشاعرهم، ويجعلهم يتعنتون لأخطائهم ويصرون عليها.

وللتعامل مع أخطاء الآخرين، هناك ثلاثة أمور، خليقة بأن تؤخذ بعين الاعتبار:

الأول: أن لا يتبع المرء عثراتهم، واخطائهم.

الثاني: أن يحملها على الخير، لا الشر.

الثالث: ألا يجرح كبرياءهم إذا ارتكبوا خطأ.

وهنا قد يتساءل المرء: هل المطلوب ـ اذن - السكوت عن أخطاء الناس، أو تبريرها؟

والإجابة: إن الأخطاء على قسمين:

1 - صغيرة، وهذه قد لا تستحق الذكر، ويمكن تجاوزها أو تحملها أو غفرانها.

2 - كبيرة، وهذه تبين بصورة أخلاقية وفنية.

وحتى فيما يرتبط بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والذي من ضمنه استنكار العمل القبيح الذي يرتكبه الآخرون، وتوجيههم الى الاقلاع عن أخطائهم ومعاصيهم، وضع الاسلام الحنيف عدة شروط، منها: شرطا القدرة، واحتمال التأثير في مقترف الخطأ أو المعصية، فإذا كان هذا الاحتمال ضئيلا أو معدوماً لا يجب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، موجها الى استعمال الحالة الأخلاقية والفنية في العمل بهذين الفرعين**، الهامين من فروعه العشرة.

إذن: في تعامل المرء مع الأخطاء، ليبدأ بأخطائه قبل ان يبين أخطاء الآخرين، وإذا ما كان الآخرون مخطئين، فليجعل نقده لهم مشجعاً لهم على تلافي أخطائهم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) أمينة سر.

(**) للإطلاع على تفصيليات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تراجع كتب الحديث الشريف، والرسائل العملية للفقهاء. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.