تبادل الحمل في الزيتون

ان الاساس الفسيولوجي لهذه الظاهرة، هو بالحقيقة الازهار والاثمار الكبير الذي يستهلك طاقة الشجرة فالمحصول الغزير يزيل كمية كبيرة من مختلف أنواع الكربوهيدرات في الشجرة، والمواد الأزوتية بصورتها العضوية، وعددا من العناصر الأخرى المعدنية من الشجرة، بحيث يصبح المتبقي من مخزون الشجرة من الغذاء غير كاف وغير متوفر لإنتاج المحصول للسنة التالية.

وأفضل طريقة لمنع هذه الظاهرة هو منع تشكل المحصول الغزير، لان للزيتون سلوكا شاذا في حمل الثمار مما يصعب معها تقدير ما إذا كان المحصول الناتج كبيرا، ولا يمكن تقديرها قبل الوصول الى منتصف حزيران.

ولهذا فالطريقة العملية الوحيدة لمنع العقد المؤدي لمحصول غزير هو خف بعض الثمار الصغيرة بعد عقدها. ويجب عمل هذا مبكرا ويفضل في شهر حزيران، وهذه العملية لا تتم الا مع المحصول الغزير، وبمجرد تنظيم عقد محصول زيتون يمكن صرف النظر عن خف الثمار ولعدة سنين.

ولا يوجد أي برهان قاطع بان ظاهرة تبادل الحمل يمكن التغلب عليها بالتقليم، ولكن من المحتمل ذلك إذا تأجل التقليم حتى حزيران في سنة الحمل الغزير، اذ يمكنه تقليل ميل الشجرة للمعاومة. والتقليم لا يعتبر فعالا كخف الثمار في التغلب على ظاهرة تبادل الحمل، لأنه بالتقليم تزال الاوراق والثمار بأن واحد، والتقليم يجب أن يكون تقليما تفصيليا بدلا من التخلص بسهولة من الاغصان الكبيرة، ويجب تركيز الجهود على التخلص من الاغصان المحملة بالثمار. والتغاضي عن الاغصان الحاملة لعدد قليل من الثمار. فالهدف هو ازالة أكبر عدد ممكن من الثمار، مع ازالة أقل عدد من الأوراق.

ولم يثبت حتى الآن، انه يمكن بالتسميد التخلص من ظاهرة تبادل الحمل بالزيتون، ومع أن التسميد النتروجيني يزيد الانتاج الا أنه لا يعمل على تغيير كبير على المدى البعيد في التذبذب الحاصل في كمية المحصول، اذ اننا تلاحظ نفس النموذج من التذبذب في المزارع غير المسمدة. ومن ناحية ثانية فان اضافة النتروجين بكميات كبيرة في الشتاء أو أوائل الربيع، تعمل على زيادة نسبة العقد وتعيد ظاهرة تبادل الحمل الى الظهور.