النواتج النهائية لتفكك جزيء عضوي هي أجناس بسيطة مستقرة من قبيل ثاني أكسيد الكربون والماء. ونظراً إلى أن هذين الناتجين ليسا جنسين عضويين، توصف السيرورة بأنها سيرورة معدنة إلا أنه توجد في أثناء المعدنة عادة وسيطات مختلفة الاستقرار. وفي كثير من الحالات تتصف الوسيطات بسمية أقل من تلك التي للمركب الأصلي. وأحد أمثلة ذلك هو تفكك الـ د.د.ت، أي إيثان ثلاثي كلور ثنائي فينيل ثنائي الكلور (dichlorodiphenyltrichloroethane (DDT.

يتفكك هذا المركب ببطء شديد في الماء والتربة بتفاعلات إزالة الكلورة، وأحد النواتج التي وجدت ضمن ظروف مُرجعة هو الـ د.دي.، أي إيثان ثنائي كلور ثنائي فينيل ثنائي الكلور DDE) Dichlorodiphenyldichloroethene) (التفاعل 1.20).

وهذا الناتج أقل سمية من المركب الأصلي. وفي الواقع، تؤدي إزالة الكلور من جزيء عضوي مكلور إلى إزالة السمية دائماً تقريباً.

وتُبدي أحياناً نواتج التفكك سمّية معززة، على غرار حالة المركبات الفوسفور العضوية. فالمركبات التي من قبيل الباراتيون (parathion) تسمى ثيوات الفوسفور (phosphorothioate بسبب وجود المجموعة PS في صيغتها. وضمن الخلايا، تحول الإنزيمات الغنية بالأكسجين هذه المجموعة إلى مجموعة P=O (التفاعل 2.20).

ثم تتفاعل ذرة الفوسفور في الناتج الغني بالأكسجين مع إنزيم الأستيلكوليناستراز acetylcholinesterase AcE مكوّنة معقداً مستقراً يكبت مقدرة الإنزيم على تحفيز حلمهة الأستيلكولين في أثناء نقل نبضات الأعصاب. وهذا التداخل مع نقل الإشارات العصبية هو المسؤول عن كون الباراكسون ساماً، ومهدّداً خطيراً أيضاً لصحة المتعضيات الأخرى، ومنها البشر. إن المهم إذن هو أن الجنس المحتوي على الأكسجين هو العامل الفعال في قتل الحشرات أو المتعضيات المستهدفة الأخرى إلا أن هذه الصيغة الشديدة السمية لا تتكون إلا داخل الخلية.

ويخضع كل من الباراكسون والباراثيون إلى التفكك بتفاعلات حلمهة يؤدي فيها الماء دور أليف النوى .(nucleophile). وتتحفّز هذه التفاعلات في المتعضيات بإنزيمات إزالة فوسفات (phosphatase) مختلفة التفاعل 3.20 إلا أن وجود كبريت ملحق بالفوسفور في الباراثيون بدلاً من الأكسجين في الباراكسون يقلص النزعة إلى التفاعل مع أليف النوى (يمكن لأليف النوى، إضافة إلى الماء أن يكون أيضاً الجزء الأليف للنوى في الـ (ACE) ومن ثُمَّ يكون مثيل الكبريت (sulfur analogue) أقل سمية. لذا عندما أكثر

تتكون صيغ هذه المركبات الفوسفورية العضوية المحتوية على الأكسجين، والتي هي سمية خارج المتعضي المستهدف، تُصبح قضية بيئية مقلقة. ولهذا السبب، من المهم تحري مصائر وحركية نواتج التفاعل والمبيد الحيوي نفسه.

وفيما يخص آلاف المركبات العضوية التي يجب تحري كونها مبيدات حيوية، ثمة الكثير من مجموعات التفاعلات التي يمكن حدوثها. لذا من المفيد توثيق بعض أكثر السيرورات شيوعاً في إطار ميل المجموعات الوظيفية المختلفة إلى الخضوع إلى أنواع محددة من تفاعلات التحويل. وسوف نستقصي تلك السيرورات تحت عنوانين هما تفاعلات التفكك الضوئي وتفاعلات التفكك اللاضوئي. من تفاعلات التفكك اللاضوئي التفاعلات الشائعة التي من قبيل الحلمهة والأكسدة والإرجاع التي تتضمن مكونات من التربة والماء.