أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-24
![]()
التاريخ: 2023-09-28
![]()
التاريخ: 2024-03-18
![]()
التاريخ: 2024-02-10
![]() |
وكانت إقامة إبراهيم في الطرف الجنوبي من بلاد فلسطين، فلما كبر الغلامان إسماعيل وإسحاق اختصما، فغضبت سارة على هاجر، وقالت: لا تساكنيني في بلد، فأوحى الله إلى إبراهيم أن يأتي مكة، وليس بها يومئذ نبت، فجاء إبراهيم بإسماعيل وأمه هاجر فوضعهما بمكة، فلما مضى نادته هاجر: يا إبراهيم من أمرك أن تتركنا بأرض ليس فيها زرع ولا ماء ولا زاد ولا أنيس، قال: أمرني ربي، قالت: فإنه لن يضيعنا، فلما ظمئ إسماعيل جعل يدحض الحجر برجله، وانطلقت هاجر حتى صعدت الصفا لتنظر هل ترى شيئًا، فلم ترَ شيئًا، فانحدرت إلى الوادي فسعت حتى أتت المروة، فاستشرفت أن ترى شيئًا فلم ترَ شيئًا، ففعلت ذلك سبع مرات، ثم جاءت إلى إسماعيل وهو يدحض الأرض بقدميه وقد نبعت العين وهي زمزم فجعلت تفحص الأرض بيدها عن الماء حتى لا يضيع في الرمال «وهي تقول: زم زم، فسُمي لذلك زمزم«. وكانت جرهم بواد قريب من مكة، ولزمت الطير الوادي حين رأت الماء، فلما رأت جرهم الطير لزمت الوادي، قالوا: ما لزمته إلا وفيه ماء، فجاءوا إلى هاجر، فقالوا: لو شئت فكنا معك فآنسناك والماء ماؤك، فقالت: نعم، فكانوا معها حتى شب إسماعيل، وماتت هاجر، فتزوج إسماعيل منهم، ويقول ابن الأثير الذي ننقل عنه هذه الرواية: إنه تعلم العربية منهم هو وأولاده، واستأذن إبراهيم سارة أن يأتي هاجر، فأذنت له وشرطت عليه أن لا ينزل، فقدم وقد ماتت هاجر، فذهب إلى بيت إسماعيل، فقال لامرأته: «أين صاحبك؟» قالت: ليس ها هنا، ذهب يتصيد، وكان إسماعيل يخرج يتصيد ثم يرجع، قال إبراهيم: «هل عندك ضيافة؟» قالت: «ليس عندي ضيافة وما عندي أحد»، فقال إبراهيم: «إذا جاء زوجك فأقرئيه السلام وقولي له فليغير عتبة بابه»، وجاء إسماعيل فقال لامرأته: «هل عندك أحد؟» قالت: «جاء لي شيخ كذا وكذا» كالمستخفة بشأنه، فعرف أنه أباه، قال: «فما قال لك؟» قالت: «قال: أقرئي زوجك السلام وقولي له فليغير عتبة بابه» فطلقها وتزوج جرهمية أخرى هي بنت مضاض بن عمرو، فلبث إبراهيم ما شاء الله أن يلبث، ثم استأذن سارة أن يزور إسماعيل فأذنت له فجاء حتى انتهى إلى بيت إسماعيل قال لامرأته: «أين صاحبك؟» قالت: «ذهب يتصيد وهو يجيء الآن فانزل يرحمك الله» فقال لها: «هل عندك ضيافة؟» قالت: «نعم». قال: «فهل عندك خبز أو شعير أو تمر؟» قال: فجاءت باللبن واللحم فدعا لهما بالبركة، فقالت: انزل حتى أغسل رأسك.» فلم ينزل فجاءته بالمقام بالإناء فاغتسل فقال لها: «إذا جاء زوجك فقولي له: قد استقامت عتبة بابك»، فلما جاء إسماعيل وجد ريح أبيه، فقال لامرأته: «هل جاءك أحد؟» قالت: «نعم شيخ أحسن الناس وجهًا وأطيبهم ريحًا فقال لي كذا وكذا وقلت له كذا وكذا، وغسلت رأسه، وهو يقرئك السلام، ويقول قد استقامت عتبة بابك «. هذه القصة نقلناها عن ابن الأثير بتصرف يسير، وهي لا تختلف في جوهرها عما أورده كافة مؤرخي العرب ومعظم المستشرقين، ولا يعترض إلا بعض هؤلاء الآخرين، ونخص بالذكر منهم الأستاذ موير الذي ينفي القصة من أساسها، ويرى أنها بعض الإسرائيليات ابتكرها اليهود قبل الإسلام ليربطوا بها بينهم وبين العرب بالاشتراك في أبوة إبراهيم لهم أجمعين فإن كان إسحاق أبًا لليهود فإذن كان أخوه إسماعيل أبًا للعرب، فهم إذًا أبناء عمومة توجب على العرب حسن معاملة النازلين بينهم من اليهود، وتيسر لتجارة اليهود في شبه الجزيرة. ويستند المؤرخ الإنجليزي في رأيه هذا إلى أن أوضاع العبادة في بلاد العرب لا صلة بينها وبين دين إبراهيم؛ لأنها وثنية مغرقة في الوثنية، وكان إبراهيم حنيفًا مسلمًا. ويرى الدكتور هيكل أن تعليل الأستاذ موير ليس كافيًا لنفي واقعة تاريخية، وأن وثنية العرب بعد موت إبراهيم وإسماعيل بقرون كثيرة لا تدل على أنهم كانوا كذلك حين جاء إبراهيم إلى الحجاز وحين اشترك وإسماعيل في بناء الكعبة، وأنه لا يوجد ما يمنع أن يدعو إبراهيم إلى الوحدانية فلا يستمع العرب لدعائه، فقد سبق أن دعا إليها في العراق وفي فلسطين فلم ينجح ...
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|