أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-1-2017
2050
التاريخ: 1-2-2017
3814
التاريخ: 2-2-2017
1993
التاريخ: 7-11-2016
2110
|
ليست لدينا معلومات مؤكدة عن تاريخ الحجاز القديم قُبيل البعثة النبوية، وكل ما كتبه المؤرخون العرب إنما كُتب في القرن الثامن الميلادي وما تلاه من القرون، وقد عمدوا إلى بعض ما أجمله القرآن، فوسعوه من عندهم معتمدين فيما كتبوا على بعض ما ورد في التوراة، ومحاولين كما يقول الأستاذ نكلسون: إن يضفوا على تاريخ مكة قبل الإسلام ثوبًا إسلاميًّا، فنظروا إلى مكة قبل الرسول بآلاف السنين في ضوء كالذي ظهرت فيه بعد الرسول. وقد يعجب الإنسان إذا عرف أن هذا الجزء الأوسط من جزيرة العرب قضى قرونًا متطاولة لا نعلم مقدارها، وهو في شبه عزلة عن العالم المتمدين، بينا جنوب الجزيرة وشمالها قد سجل التاريخ لنا من أخبارها وتمدينها شيئًا كثيرًا، ولكن جدب الحجاز، وجفاف تربته، ووعورة المسالك إليه لم يجذب الفاتحين العظام — مثل تحتمس الثالث في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، والإسكندر المقدوني في القرن الرابع قبل الميلاد، وأغسطس قيصر في القرن الأول الميلادي، وملوك الفرس في إبان عظمة دولتهم — لفتحه، بل وأرجع بعضهم فاشلًا. فكانت هذه العوامل الطبيعية من الأسباب التي أبعدت الحجاز عن الاحتكاك بالدول، وجعلت نشاطه داخليًّا، وأبقت عليه حالة البداوة التي نشأ أهله عليها، ولم يخرج من هذه البداوة إلا مكة وبعض المدن التي هاجر إليها اليهود، وخاصة في القرون الأخيرة قبل الميلاد والأولى بعده فرارًا من اضطهاد حكم الرومان، كما كان لهجرة أهل اليمن بعد سيل العرم بعض الأثر في تحويل بعض أهل الحجاز من البداوة إلى الحضارة.ولقد عالجنا في فقرة [العرب المستعربة] ما أورده العرب في نسب العرب العدنانية، وأبدينا رأينا في صحة هذه الأنساب، ثم لخصنا قصة إسماعيل عليه السلام، وسنعالج في هذا الباب التاريخ الأسطوري لمكة وتأسيسها، حسبما ورد في كتب العرب، ثم ما يمكن أن يُسمى تاريخًا لها؛ لأن الأمر — من الناحية العلمية — لا يزال تحقيق نظرياته موضع جدل بين العلماء ورهن ما يمكن الكشف عنه من مستندات ووثائق تلقي على الموضوع ضوءًا يجلو غوامضه ومعمياته. وكان الأستاذ فلبي «في كتابه عن عصر ما قبل الإسلام الذي صدر أخيرًا سنة 1947 والذي أشرنا إليه آنفًا» آخر من ناقش أصل العرب وقصة إبراهيم عليه السلام مناقشة علمية في فصل عقده بهذا العنوان ذكر فيه أن الباحثين كشفوا عن ألواح بابلية ذكرها تدل دلالة تامة على أن أسرة من أسرها المالكة عدد ملوكها ثلاثة حكمت قرنًا من الزمان، وكانوا ساميين موحدين، وأنهم استولوا على أسفل بابل حتى طردهم السومريون — وهم وثنيون غير موحدين — ثم ذكر أنه بالموازنة الدقيقة بين نصوص التوراة ونصوص الألواح البابلية وبمقارنة التواريخ في كليهما «القرن العشرين قبل الميلاد» تأكد لديه أن آخر ملوك هذه الأسرة ليس شخصًا آخر غير إبراهيم نفسه، وأن اسمه كما ورد في الألواح «دمقي إيليشو»، وأن ترجمة الاسم هي «خليل الله» وهو اللقب الذي يُطلق في المراجع الإسلامية على إبراهيم الخليل عليه السلام ثم ذكر أنه بسبب سقوط هذه الأسرة السامية وعقب سقوطها هاجر إبراهيم إلى فلسطين … إلخ. وظاهر مما ذكرناه الآن في هذا الصدد وما ذكرناه من قبل في مواضع أخرى من هذا الكتاب أن الكشوف العلمية الحديثة تؤيد روايات القرآن باستمرار، هذا وسنعالج بشيء من الإسهاب في الفقرات التالية تاريخ الإمارة في مكة، ونقفي على أثرها بشيء من تاريخ الإمارة في المدينة.
|
|
للتخلص من الإمساك.. فاكهة واحدة لها مفعول سحري
|
|
|
|
|
العلماء ينجحون لأول مرة في إنشاء حبل شوكي بشري وظيفي في المختبر
|
|
|
|
|
قسم العلاقات العامّة ينظّم برنامجاً ثقافياً لوفد من أكاديمية العميد لرعاية المواهب
|
|
|