رأينا في المقطع السابق أن ثمة سيرورات طبيعية " كيميائية وكيميائية ضوئية تعمل على التكوين والتدمير المستمرين للأوزون في الستراتوسفير. ويؤدي التوازن فيما بين تلك السيرورات إلى حالة ثابتة على شكل طبقة أوزون مستقرة معرفة تماماً. إلا أن الكيمياء المقتصرة على الأكسجين لا تفسر الحالة الفعلية على نحو سليم. فالأجناس الكيميائية الأخرى تؤدي أيضاً دوراً في تحديد التراكيز الفعلية، وعلى وجه الخصوص، يمكنها أن تقود إلى تحسين تدمير الأوزون وينشأ بعض تلك الأجناس على نحو طبيعي، في حين أن أجناساً أخرى تنشأ من سيرورات صناعية وزراعية حديثة. وترتفع مقادير صغيرة من الكيمياويات الأخيرة في التروبوسفير إلى الستراتوسفير وتشارك في سيرورات تحفيزية مستهلكة للأوزون. لذا سوف ننظر في عدة مسارات تحفيزية تبيَّن أنها تساهم في إزالة الأوزون من الستراتوسفير، ويشترك كثير منها في آلية عامة وفق ما يلي:

وتبعاً للارتفاع ونسبة المزج، يمتلك كلٌّ من هذه الأجناس مقدرة مختلفة على تدمير الأوزون. على سبيل المثال، عند ارتفاع يساوي 50 كيلو متراً عند نهاية الستراتوسفير، يمكن لجذور الـ HO أن تمثل ما يصل حتى 70% من آلية تدمير الأوزون. وعند ارتفاعات أقل في الستراتوسفير، أي عند نحو 30 كيلو مترا، تسيطر دورة التفكيك المحفزة بـ NO على آلية تدمير الأوزون. وتعتبر دورة الـ NO في المنطقة التي تقع فوق التروبوسفير مباشرة مسؤولة عادة عن 70% من تدمير الأوزون، إلا أن بحثاً متأخراً يشير إلى أن هذا الرقم قد يكون عالياً. وثمة أيضاً أسئلة عن المساهمة النسبية لدورات تحفيز أخرى بالقرب من المنطقة التي يساوي ارتفاعها 30 كيلو متراً، ويُعتقد عموماً بأنها مسؤولة بنفس القدر عن بقية التدمير.