المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16652 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


التمثيلُ في الآية (29-30) من سورة الإسراء  
  
5388   03:30 مساءاً   التاريخ: 11-10-2014
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : الأمثال في القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص189-192 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / الأمثال في القرآن /

 قال تعالى : { وَلا تَجْعَل يَدَكَ مَغْلُولَة إلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْط فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً * إنّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً }[ الإسراء : 29ـ30].

تفسيرُ الآيات

( الغلُّ ) : ما يُقيَّد به ، فيجعل الأعضاء وسطه ، وجمعه أغلال ، ومعنى قوله : { مَغْلُولَة إلى عُنُقِكَ } أي مقيَّدة به .

( الحسرة ) : الغمّ على ما فاته والندم عليه ، وعلى ذلك يكون محسوراً عطف تفسير لقوله : { مَلُوماً }، ولكنّ الحسرة في اللغة كشف الملبس عمّا عليه ، وعلى هذا يكون بمعنى العريان .

أمّا الآية ، فهي تتضمّن تمثيلاً لمنع الشحيح وإعطاء المسرف ، والأمر بالاقتصاد الذي هو بين الإسراف والتقتير ، فشبّه منع الشحيح بمَن تكون يده مغلولة إلى عُنقه لا يقدر على الإعطاء والبذل ، فيكون تشبيه لغاية المبالغة في النهي عن الشح والإمساك ، كما شبّه إعطاء المسرف بجميع ما عنده بمَن بسطَ يده حتى لا يستقر فيها شيء ، وهذا كناية عن الإسراف ، فيبقى الثالث وهو المفهوم من الآية وإن لم يكن منطوقاً ، وهو الاقتصاد في البذل والعطاء ، فقد تضمّنته آية أُخرى في سورة الفرقان ، وهي : { وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً }[ الفرقان : 67].

وقد وردَ في سبب نزول الآية ما يوضّح مفادها .

روى الطبري أنّ امرأة بعثت ابنها إلى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وقالت : قل له : إنّ أُمّي تستكسيك درعاً ، فإن قال : حتى يأتينا شيء ، فقل له : إنّها تستكسيك قميصك .

فأتاه ، فقال ما قالت له ، فنزعَ قميصه فدفعهُ إليه ، فنزلت الآية .

ويقال : إنّه ( عليه السلام ) بقيَ في البيت إذ لم يجد شيئاً يلبسه ، ولم يمكنه الخروج إلى الصلاة فلامَهُ الكفّار ، وقالوا : إنّ محمداً اشتغلَ بالنوم واللهو عن الصلاة { إنّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ } أي : يوسّع مرة ويُضيّق مرة ، بحسب المصلحة مع سعة خزائنه (1) .

روى الكليني عن عبد الملك بن عمرو الأحول ، قال : تلا أبو عبد الله هذه الآية : { وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً } .

قال : فأخذَ قبضة من حصى وقبضها بيده ، فقال : ( هذا الإقتار الذي ذكره الله في كتابه ، ثمّ قبض قبضة أُخرى ، فأرخى كفّه كلّها ، ثمّ قال : هذا الإسراف ، ثمّ قبضَ قبضة أُخرى فأرخى بعضها ، وقال : هذا القَوام ) (2) .

هذا ما يرجع إلى تفسير الآية ، وهذا الدستور الإلهي تمخّض عن سنّة إلهية في عالَم الكون ، فقد جرت سنّته سبحانه على وجود التقارن بين أجزاء العالَم ، وإنّ كلّ شيء يبذل ما يزيد على حاجته إلى مَن ينتفع به ، فالشمس ترسل 450 ألف مليون طن من جرمها بصورة أشعة حرارية إلى أطراف المنظومة الشمسية ، وتنال الأرض منها سهماً محدوداً ، فتتبدّل حرارة تلك الأشعة إلى مواد غذائية كامنة في النبات والحيوان وغيرهما ، حتى أنّ الأشجار والأزهار ما كان لها أن تظهر إلى الوجود لولا تلك الأشعة .

إنّ النحل يمتصّ رحيق الأزهار فيستفيد منه بقدر حاجته ويبدِّل الباقي عسلاً ، كلّ ذلك يدلّ على أنّ التعاون بل بذل ما زاد عن الحاجة ، سُنّة إلهية وعليها قامت الحياة الإنسانية .

ولكنّ الإسلام حدّد الإنفاق ونَبذَ الإفراط والتفريط ، فمنعَ عن الشحّ ، كما منعَ عن الإسراف في البذل .

وكأنّ هذه السنّة تجلّت في غير واحد من شؤون حياة الإنسان ، ينقل سبحانه عن لقمان الحكيم أنّه نصحَ ابنه بقوله : { وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ }[ لقمان : 19].

بل يتجلّى الاقتصاد في مجال العاطفة الإنسانية ، فمِن جانب يُصرّح النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بأنّ : ( عنوان صحيفة المؤمن حُبّ علي بن أبي طالب ) (3) .

ومن جانب آخر يقول الإمام علي ( عليه السلام ) : ( هلكَ فيّ اثنان : مُحبٍّ غال ، ومُبغضٍ قال ) (4) .

فالإمعان في مجموع ما ورد في الآيات والروايات يدلّ بوضوح على : أنّ الاقتصاد في الحياة هو الأصل الأساس في الإسلام ، ولعلّه بذلك سُمّيت الأمّة الإسلامية بالأمّة الوسط ، قال سبحانه : { وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلى النّاسِ }[ البقرة : 143] .

وهناك كلمة قيّمة للإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) حول الاعتدال نأتي بنصّها :

دخلَ الإمام على العلاء بن زياد الحارثي وهو من أصحابه يعوده ، فلمّا رأى سعة داره ، قال :

( ما كنتَ تصنع بسعة هذه الدار في الدنيا ، وأنتَ إليها في الآخرة كنتَ أحوج ؟

بلى ، إن شئتَ بلغتَ بها الآخرة ، تُقري فيها الضيف ، وتصِل فيها الرَّحم ، وتُطلع منها الحقوق مطالعها ، فإذا أنت قد بلغتَ بها الآخرة .

فقال له العلاء : يا أمير المؤمنين ، أشكو إليك أخي عاصم بن زياد ، قال : وما لهُ ؟ قال : لبسَ العباءة وتخلّى عن الدنيا ، قال : عَليّ به ، فلمّا جاء قال :

يا عديّ نفسك ، لقد استهام بك الخبيث ! أمَا رحمتَ أهلك وولدك ! أترى الله أحلّ لك الطيّبات ، وهو يكره أن تأخذها ؟! أنت أهون على الله من ذلك .

قال : يا أمير المؤمنين ، هذا أنت في خشونة ملبسك وجشوبة مأكلك !

قال : ويحك ، إنّي لستُ كأنت ، إنّ الله تعالى فرضَ على أئمّة العدل ( الحقّ ) أن يُقدّروا أنفسهم بضَعَفة الناس ، كيلا يتبيّغ بالفقير فقره ! ) (5) .

_________________ 

1 ـ مجمع البيان : 3/412 .

2 ـ البرهان في تفسير القرآن : 3/173 .

3 ـ حلية الأولياء : 1/86 .

4 ـ بحار الأنوار : 34/307 .

5 ـ نهج البلاغة : الخطبة 209 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .