المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17751 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23



اختلاف السور المكية والمدنية في أجواء نزولها  
  
1035   02:46 صباحاً   التاريخ: 2023-12-06
المؤلف : الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
الكتاب أو المصدر : تسنيم في تفسير القرآن
الجزء والصفحة : ج2 ص 47-51.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / المكي والمدني /

اختلاف السور المكية والمدنية في أجواء نزولها

للقرآن الكريم 114 سورة نزلت 85 منها قبل الهجرة في غضون ثلاثة عشر عاماً، وهي الفترة التي قضاها الرسول الكريم (صلى الله عليه واله وسلم) : في مكة، و29 منها بعد الهجرة خلال إقامة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) : في المدينة وهي عشرة أعوام (1). نزلت السور المكية في أجواء خاصة تختلف عن تلك التي هي للسور المدنية. ولما كان بين أجواء نزول أي سورة ومحتواها تأثير متبادل، فإن من معاير التمييز بين السور المكية والمدنية هي دراسة مضمون السورة.

نستعرض الآن الاختلافات الموجودة بين أجواء نزول السور المكية والمدنية:

[1] أجواء نزول السور المكية: ظهر الإسلام، كظاهرة ثقافية، ابتداء في مكة. ولما كان زمام الأمور في قبضة رموز الشرك والمعاندين للإسلام، لم يلق الإسلام قبولاً لدى السواد الأعظم من الناس، فكان عدد المسلمين ضئيلا للغاية، لكن هذه الفئة القليلة وقفت، متحملة أليم العذاب، ومضحية بالغالي من الأموال والأرواح، والنفس والنفيس في سبيل الدفاع عن شريعة التوحيد الوليدة الغضة.

في فترة ما قبل الهجرة، لم يكن هناك أثر للدولة الإسلامية، وقد عمل صناديد قريش على حصر الإسلام ضمن حدود مكة وفي نطاق الأحوال الشخصية والعائلية. ولم يكتفوا بمنع انتشاره خارج حدود مكة، وتعرف المسافرين الواردين إلى مكة عليه، بل منعوا أهالي مكة أنفسهم من اعتناقه أيضاً.

في تلك الفترة، وبسبب الدعوة إلى التوحيد ونبذ الوثنية، كانت التوترات القبلية تهيمن على أجواء مكة فقط نتيجة لموقف المشركين المتعصب. ولما لم تكن رسالة الإسلام قد تعادت تخوم مكة أو الحجاز بعد، فإنه لم يكن الأمر قد بلغ حد الأزمة الدولية الخارجية آنذاك.

في مكة كانت ظاهرة النفاق مستورة، ولم تتوفر بعد البيئة المناسبة لظهورها وشيوعها؛ ذلك أن المسلمين كانوا أقلية وليس لهم من سلطة سياسية وعسكرية، ولا قدرة اقتصادية، وكانت جميع الأمور القانونية، والتنفيذية، والقضائية بيد أعداء الإسلام، ولهذا السبب أيضاً لم يكن هناك ذكر للجهاد ضد الكفار، إذ لم تتهيأ بعد البيئة لظهور القوة، والإيمان، والجهاد، والقتال كي يمتاز المنافق عن غيره.

في العهد المكي لم تكن الظروف مواتية لتشريع احكام الدين بشكل موسع، ولم يكن هناك محل للمناظرة مع الإقليات الدينية (كاليهود والنصارى). كما لم يتوفر مجال واسع لتهذيب النفوس، والتوفيق لتزكيتها، وتربية الأرواح؛ إذ أن جميع أعمال سلاطين الجور كانت تتمحور حول قانون {وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى} [طه: 64]. و«الحق لمن غلب)، و«انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً«.

[2] أجواء نزول السور المدنية: في العهد المدني الذي امتد عشرة أعوام سيطرت أجواء مغايرة هي كالتالي: أول: استقبال الناس المنقطع النظير لدين الحق قد مهد الأرضية لانتشار سريع للإسلام. ثانياً: كانت أركان الدولة الإسلامية قد توطدت. ثالثاً: لم يكن نداء الدعوة إلى ووصلت رسالته إلى سائر الامم والأقليات الامر الذي أدى الى بروز أزمة دولية جعلت، ليس فقط اليهود والنصارى، بل حتى ملوك التوحيد قد اجتاز حدود مكة فحسب، بل تعدى رقعة الحجاز ايضا، ووصلت رسالته الى سائر الأمم والاقليات الدينية، الأمر الذي أدى الى بروز أزمة دولية جعلت، ليس فقط اليهود والنصارى، بل حتى ملوك امبراطوريتي فارس والروم، يشعرون بالخطر من توسع الإسلام ونفوذه. رابعاً: لقد تهيأت بيئة مناسبة لتشريع المئات من الأحكام العملية للدين. خامس: ساعد الاقتدار المتنامي للدولة الإسلامية من جهة، وانزواء الأعداء من جهة أخرى، على توفير الظروف المناسبة لظهور وشيوع ظاهرة النفاق. سادس: جعل التنامي المطرد لسلطة الإسلام الكفار، والمنافقين، وأهل الكتاب في حرج وضيق ، وإن الانتصارات إخماد النهضة الإسلامية الجديدة. كما كانت هناك علاقات سرية بين أهل النفاق، والكفار، واليهود المعا ندين. سابع: كان المعاندون اليهود في قلق وخوف شديدين من اتساع رقعة الإسلام إلى درجة أنهم لم يكفوا لحظة عن إيجاد العراقيل، وإغواء المسلمين وخداعهم. ثامن: لأول مرة طرحت مسألة الجهاد ضد المعاندين المخربين. وكانت تتهيأ كل يوم أرضية هي أكثر مناسبة للدفاع عن الإسلام، ودفع أعدائه عنه. تاسعاً كانت تقوم بين النبي الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) : وعلماء اليهود والنصارى مناظرات، بل وحتى تحديات، ودعوة إلى المباهلة. كان انتشار صيت الإسلام قد وصل إلى الحد الذي حمل أتباع الأديان الأخرى على التحقيق حول الإسلام، فكانت تأتي من البلدان الدانية والقاصية إلى المدينة وفود للقاء النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وإجراء المباحثات المفتوحة، والاحتجاج المعقول معه كما هو الحال في «وفد نجران» الذي اوفد من قبل نصارى نجران للتحقيق في الدين الجديد. وعاشر: في أواخر عهد استقرار الدولة الإسلامية في المدينة كانت فترة إرسال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : للكتب والرسل إلى القادة الدينيين، وكذلك إلى القادة غير الدينيين للبلاد الأخرى كفارس والروم.

على الرغم من أن قضية هجرة المسلمين إلى الحبشة حدثت في مكة، وقد تعقب المشركون المسلمين حتى الحبشة لإلقاء القبض عليهم، فتمكن المسلمون من إبلاغ صوت الإسلام إلى نجاشي الحبشة وبعض أهلها ونجوا من شر قريش، لكنهم لم يعتبروا رسلاً رسميين (كما هو حال الوفود التي كانت ترسل في أواخر العهد المدني إلى أطراف العالم وأكنافه)، ذلك أن صوت النداء المكي كان مصحوباً بالاستنصار، في حين أن نداء وإنذار الرسالة المدنية كان مقروناً بالتهديد بالنصر والانتقام. بالطبع، إن روح جميع التهديدات الإلهية هي التحبيب؛ كما يتضح ذلك في تبرير الجهاد.

إذن، فالمدينة كانت المهد المناسب لاقتدار الدولة الإسلامية، والنضج الفكري والمعنوي للمسلمين؛ فلقد كانوا يقيمون صلواتهم اليومية وصلاة الجمعة بإمامة شخص النبي الكريم (صلى الله عليه واله وسلم) ، وكانوا ينهلون من منابر خطابته ووعظه أيضاً.

حصيلة ذلك، هي أن تشكيل الدولة، وانطلاق نداء الدعوة الإسلامية، والمواجهات السياسية، والكفاح الثقافي والعقائدي، والحروب الابتدائية والدفاعية المختلفة، ونمو واتساع واشتهار ظاهرة النفاق، وعراقيل اليهود في طريق الدعوة الإسلامية، وتشريع المئات من الأحكام الفقهية للدين، كلها كانت مطروحة في المدينة، وفي مثل تلك الإجواء كان نزول القسم الأعظم من سور القرآن الكريم.

بناء على هذا، فإن سر التفاوت الأساسي بين مضامين السور المكية والمدنية للقرآن الكريم هو الاختلاف في أجواء نزولها. على هذا الأساس، فإن مخاطبي السور المكية هم عموماً من المشركين، وإن محتوى هذه السور يتمحور بشكل أساسي حول تبيين أصول الدين الثلاثة، والدعوة إلى قبولها، ونبذ الشرك، وإبطال عبادة الأصنام، في حين أن مخاطبي السور المدنية هم عموماً من المؤمنين، أو أهل الكتاب، أو المنافقين. من هنا فإن الحديث عن الجهاد، والمناظرة مع اليهود والنصارى، والعراقيل العلنية للمنافقين طرحت فقط في السور المدنية التي اشتملت - مضافا إلى الأصول العقائدية - على الفروع الفقهية، والقوانين القضائية والحكومية.

ـــــــــــــــــــــ

1. البرهان في علوم القران، ج1، ص 194.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .