المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16783 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الحالة الاجتماعية والثقافية للمدينة بعد الهجرة  
  
632   02:47 صباحاً   التاريخ: 2023-12-06
المؤلف : الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
الكتاب أو المصدر : تسنيم في تفسير القرآن
الجزء والصفحة : ج2 ص 51-59.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / المكي والمدني /

الحالة الاجتماعية والثقافية للمدينة بعد الهجرة

بعد هجرة الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) إلى المدينة وقيام الدولة الإسلامية، كان سكان المدينة منقسمين الى عدة فئات .

 [1] المسلمون الانصار: في موسم الحج من السنة الحادية عشرة للبعثة التقى ستة من قبيلة الخزرج رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) في مكة ، فدخلوا الإسلام، وكانوا أول جماعة تلتحق بركب المسلمين من خارج مكة(1).

وفى السنة الثانية عشرة للبعثة، ونتيجة للنشاط الثقافى للجماعة المذكورة، بايع اثنا عشر رجلاً من المدينة النبي الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) أول بيعة على الإسلام في وادي «عقبة»(2) وقد عرفت بـ(بيعة العقبة الأولى» وبطلب من الجماعة المذكورة أرسل النبي (صلى الله عليه واله وسلم) : أول مبلغ للإسلام إلى المدينة هو «مصعب بن عمير»(3) . ثم في شهر ذي الحجة من العام الثالث عشر للبعثة(4). بايع النبي (صلى الله عليه واله وسلم) في العقبة أكثر من سبعين من أهل المدينة بيعة جديدة على الإسلام عرفت بـ« بيعة العقبة الثانية"، وقد كانوا اعتنقوا لسورة البقرة الإسلام لما دعاهم مصعب بن عمير إليه.

بعد مجيء الرسول الكريم (صلى الله عليه واله وسلم) إلى المدينة دخل الإسلام معظم أبناء الأوس والخزرج، وقد غرفوا في التاريخ الإسلامي باسم «الأنصار» بسبب نصرة دين الله، ونصرة رسوله (صلى الله عليه واله وسلم) واستقبالهم وإيوائهم لمهاجري مكة.

ويمكن القول إن من عوامل تقبلهم السريع للإسلام هي البشارة التي تلقوها من اليهود ببعثة النبي الجديد، وسأمهم من التناحر الداخلي الذي دام بينهم زهاء مائة وعشرين عاماً من هنا، فقد التحق المدنيون بركب الإسلام قبل المكيين على الرغم من بعدهم عن مكة، مركز انتشار الإسلام، وكان لبضع لقاءات قصيرة لهم مع النبي (صلى الله عليه واله وسلم) من الأثر ما فاق أثر ثلاثة عشر عاما من دعوة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) : للمكيين إلى الإسلام، والسبب هو أن حجاب المعاصرة، والقومية، والتنافس القبلي والجاهلي من شأنها أن تقود أهل القرية أو المدينة الواحدة إلى قطع السبل بدلا من التشاور وتبادل الرأي فيما بينهم.

في السنة الأولى من الهجرة دخلت طوائف الأوس والخزرج إلى الإسلام إلا القليل منهم(5) فقد اعتنقوا الإسلام بعد وقعة بدر. لقد نبذ الأوس والخزرج، بعد إسلامهم، الصراعات الداخلية التي استمرت مائة وعشرين عاماً ، فهاجروا من العداوة إلى المودة بالاعتصام بحبل الله المتين، وصاروا أخوة فى الإيمان.

[2] المسلمون المهاجرون: هؤلاء -الذين كانوا من اوائل مسلمي الصدر الأول للإسلام، ومن أكثرهم إخلاصاً - قد هاجروا من مكة جراء

الضغوط التي تعرضوا لها من صناديد قريش ورؤوس الشرك تاركين وراءهم بيوتهم وأموالهم، متوجهين إلى معقل الإسلام (المدينة)، ومشكلين جزءاً من سكانها. في الأيام الأولى من الهجرة إلى المدينة كان يعرف هؤلاء بـ«أصحاب الصفة» وذلك لنزولهم في إيوان صغير عند مدخل مسجد النبي (صلى الله عليه واله وسلم) .

[3] اليهود: وكانوا يستقرون في داخل المدينة وخارجها، وقد شكلوا -بالإضافة إلى يهود الأوس والخزرج -ثلاث قبائل معروفة هي قبيلة «بني قريظة»، و« بني النضير»، و« بني قينقاع». كان هؤلاء يتمتعون بثروة طائلة وإمكانات هائلة، وكان لهم دور جوهري ومحوري في اقتصاد المدينة وتجارتها.

كان لليهود بين اميي المدينة مكانة مرموقة فقد كانوا، قبل ; ظهور الإسلام، بانتظار ظهور نبي جديد قد تلقوا البشارة بمبعثه من العهدين كي تتسنى لهم، بهدايته وقيادته، الغلبة على الكفار (اميي العرب). بيد أنهم، بعد سطوع نور الإسلام في المدينة، كانوا أول من جابه الدعوة الإسلامية ولم يألوا أي جهد في إظهار العداء للإسلام وحكومته وإيجاد العراقيل في طريقهما؛ {وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ } [البقرة: 89] . بالطبع، لقد آمن ثلة من اليهود برسول الإسلام (صلى الله عليه واله وسلم) وقد ذكرهم الله سبحانه وتعالى بتكريم خاص.

كان وراء عداء الطائفة الاخرى - التي شكلت القسم الاعظم من اليهود -للإسلام عوامل شتى؛ فمن جانب كانوا يعتبرون انفسهم أصحاب كتاب سماوي. ويرون أنهم مقدمون على النبي (صلى الله عليه واله وسلم) في تبليغ الدين الحق، ومن جانب اخر كانوا قد فقدوا سيادتهم بمجيء الإسلام إلى المدينة، تلك السيادة المكتسبة من كون بقية مواطنيهم، كالأوس والخزرج، أميين ومن سعة رقعة الخلافات فيما بينهم.

تنويه:

أ. لم يرد في المصادر التاريخية والتفسيرية بحث يعتنى به عن تواجد النصارى في المدينة، والسر في ذلك يعود إلى أنه: أولأ: في صدر الإسلام كانت المنطقة الوحيدة التي يقطنها المسيحيون في الحجاز هي «نجران» (وتقع على الحدود بين الحجاز واليمن) التي كف سكانها - لأسباب خاصة(6)" -عن عبادة الأوثان (وهي العقيدة الرائجة آنذاك بين أهل الحجاز)، واتبعوا تعاليم المسيح (عليه السلام) . وبالإضافة إلى أهالي نجران فقد اعتنق بعض سكان شمال الحجاز النصرانية جراء مجاورتهم للمنطقة الواقعة تحت نفوذ الروم المسيحيين. ثاني: كان المسيحيون في منطقة الحجاز يشكلون الأقلية بالنسبة لغيرهم من أتباع الأديان السماوية، أي اليهود. ثالثاً: على خلاف اليهود الذين كانوا يعرفون بنقمتهم على الإسلام والمسلمين وعراقيلهم ضدهم، كان لنصارى عهد النبي الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) : علاقات حسنة مع المسلمين، والقرآن الكريم يضع اليهود، جنباً إلى جنب مع المشركين، في عداد الد اعداء الإسلام في حين يعتبر المسيحيين من اقرب الناس مودة للمسلمين بسبب وجود العلماء، والزهاد، والرهبان بينهم وعدم تكبرهم؛ {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82].

ب. بالرغم من أن النصارى في منطقة الحجاز كانوا أقلية، لكن تواجدهم بكثرة في نجران والحبشة وبلاد الروم، ووجود علاقات للمسلمين معهم على خلفية تبليغ الدين الإسلامي، والتعاملات التجارية، وما إلى ذلك، هو الذي وفر الأرضية لنزول آيات من سورة البقرة في شأنهم.

 [4] المشركون: وهم بعض الافراد من قبيلتي الاوس والخزرج الذين شابهوا مشركي مكة في عنادهم للإسلام، وقد شكلوا مثلث ارتباط مشؤوم، بني على أساس من العداوة والخصومة للإسلام، وهو ارتباط مع اليهود المعاندين من جهة، ومشركي مكة من جهة أخرى، والمنافقين في النفاق، او فروا من المدينة، ولم يسجل لهم اثر مشهود بعد ذلك.

[5] المنافقون: خلال ثلاثة عشر عاما من العهد المكي للإسلام لم تكن البيئة مناسبة لبروز وشيوع ظاهرة النفاق، وذلك أن المسلمين في تلك المرحلة كانوا إما محاصر ين في شعب أبي طالب، أو رازحين تحت وطأة التعذب المهلك لصناديق قريش، كما هاجرت طائفة منهم إلى الحبشة، وأساسا فإن اعتناق الإسلام في تلك المرحلة من الزمن كان يعادل الحرمان من كل امتيازات الحياة.

بتعبير اخر، في العهد المكي الذي امتد ثلاثة عشر عاما لم يتظاهر أحد بالإسلام نفاقاً من أجل طمع مادي، أو جراء خوف من قدرة عسكرية، أو فقدان مكانة اجتماعية، أو لأجل توجيه ضربة للإسلام، إذ لم يكن للمسلمين في مكة حكومة أو سلطة كي يخافها المخالفون، ولا كانت لهم إمكانات مادية حتى ينافق البعض في إظهار الإيمان طمعاً في الحصول عليها. في مكة لم يكن أحد قد صدق بعد بقدرة الإسلام، وكان مستقبل النهضة الإسلامية الغضة شديد الغموض بالنسبة لغير المسلمين، بل كان الإسلام أساساً يعتبر ظاهرة ثقافية فاشلة وغير موفقة.

من . هذا المنطلق، فنحن لا نعثر في أي من السور الخمس والثمانين التي نزلت في مكة على ذكر رسمي للمنافقين، إلاً في سورة العنكبوت، وهي آخر السورة المكية، وقد ذكرت كتب التفسير العامل من وراء نفاق المنافقين المشار إليهم في تلك السورة(7) . وعلى هذا الأساس فإنه لا يمكن الادعاء بعدم توفر أي من علل النفاق في مكة، وأن النفاق فيها كان يفتقر إلى البيئة المناسبة بشكل كامل(8)؛ إذ أن تنبؤ البعض بمستقبل موفق للإسلام - سواء كان عن طريق روايات المبشرين، أو بسبب إعلام الكهنة، أو في ظل فراسة الساسة الخبراء في علم الاجتماع، أو بسبب شواهد أو علل أو أدلة أخرى -كان الدافع في إسلام هؤلاء، كما تؤيد هذا المعنى بعض الأحاديث.

أما في المدينة فقد ترسخت أركان الدولة الإسلامية القوية.واخذت قوة المسلمين - خصوصا بعد وقعة بدر المظفرة - بالتعاظم وباتت ملفتة للأنظار، إلى الحد الذي دفع العديد من أكابر المدينة لمجاراة الإسلام حفاظاً على مصالحهم الموروثة؛ أمثال «عبد الله بن ابي بن سلول»، رأس النفاق في المدينة، الذي كان قومه يمهدون لتسلمه زمام الأمور قبيل مجيء الإسلام إلى ربوع المدينة.

استناداً إلى ذلك، فإن ظهور النفاق على نطاق واسع كان معلولاً للظروف الخاصة للحقبة المدنية؛ تلك الظروف التي أدت إلى إفراد عدد ضخم من آيات السور المدنية (التي نزلت بعد سورة البقرة وانتهاء وقعة بدر؛ كالأنفال، وآل عمران، والأحزاب، والنساء، والحديد، والحشر، والمنافقين، والتحريم، والفتح، والتوبة)(9) للمنافقين، وإفشاء خططهم ودسائسهم التخريبية، وعلاقاتهم السرية مع يهود المدينة الرامية إلى إحباط النهضة الإسلامية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

1. راجع تاريخ الطبري، ج2، ص246.

2. مضيق في مكة قرب منى.

3. السيرة النبوية لابن هشام، ج 2، ص 431 . 434.

4. «تاريخ بيامبر اسلام»، للدكتور آيتي (فارسي)، ص148.

5. السيرة النبوية لابن هشام، ج 2، ص 500.

6. راجع معجم البلدان، ج5، ح266 - 267.

7. الميزان، ج16،ح106.

8. الميزان، ج19، حن301: وج16، ع106.

9.     ترتيب نزول السور المذكورة هو كالتالى: 89،88، 94،9290، 101، 108،105، 112، 114 .

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .