أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-11-2014
2823
التاريخ: 27-11-2014
2235
التاريخ: 11-10-2014
1608
التاريخ: 19-02-2015
2129
|
قال تعالى : { وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنْ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئاً وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ * فَلاَ تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ * ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَمْلُوكاً لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }[ النحل : 73ـ 75].
تفسيرُ الآيات
ندّد سبحانه بعمل المشركين الذين يعبدون غير الله سبحانه ، بأنّ معبوداتهم لا تملك لهم رزقاً ولا نفعاً ولا ضرّاً ، فكيف يعبدونها مع أنّها أشبه بجماد لا يُرجى منها الخير والشر ، وإنّما العبادة للإله الرازق المعطي المجيب للدعوة ؟
هذا هو المفهوم من الآية الأولى .
ثمّ إنّه سبحانه يمثّل لمعبود المشركين والمعبود الحقّ بالتمثيل التالي :
افرضْ مملوكاً لا يقدر على شيء ولا يملك شيئاً حتى نفسه ، فهو بتمام معنى الكلمة مظهر الفقر والحاجة ، ومالكاً يملك الرزق ويقدر على التصرّف فيه ، فيتصرّف في ماله كيف شاء وينعم كيف شاء ، فهل هذان متساويان ؟ كلاّ .
وعلى ضوء ذلك : تُمثّل معبوداتهم الكاذبة مثل العبد الرقّ المملوك غير المالك لشيء ، ومِثله سبحانه كمِثل المالك للنعمة الباذل لها المتصرّف فيها كيف شاء ؛ وذلك لأَنّ صفة الوجود المكاني ـ أي ما سوى الله ـ نفس الفقر والحاجة لا يملك شيئاً ، ولا يستطيع على شيء .
وأمّا الله سبحانه ، فهو المحمود بكلّ حمد والمنعم لكلّ شيء ، فهو المالك للخَلق والرزق والرحمة والمغفرة والإحسان والإنعام ، فله كلّ ثناء جميل ، فهو الربّ ودونه هو المربوب ، فأيّهما يصلح للخضوع والعبادة ؟
ويدلّ على ما ذكرنا : أنّه سبحانه حصرَ الحمد لنفسه ، وقال : { الْحَمْدُ لِلَّهِ } أي لا لغيره ، فالحمد والثناء ليس إلاّ لله سبحانه ، ومع ذلك نرى صحة حمد الآخرين بأفعالهم المحمودة الاختيارية ، فنحمد المعطي بعطائه والمعلِّم لتعليمه ، والوالد لِما يقوم به في تربية أولاده .
وكيفية الجمع : أنّ حمد هؤلاء تحميد مجازي ؛ لأَنّ ما بذله المنعم أو المعلّم أو الوالد لم يكن مالكاً له ، وإنّما يملكه سبحانه فهو أقدرهم على هذه الأعمال ، فحمد هؤلاء يرجع إلى حمده وثنائه سبحانه ، ولذلك صحّ أن نقول : إنّ الحمد منحصر بالله لا بغيره ، ولذلك يقول سبحانه في تلك الآية : { وَالحَمْدُ للهِ بَلْ أَكْثَرهُمْ لا يَعْلَمُون } أي الشكر لله على نعمه ، يقول الطبرسي : وفيه إشارة إلى أنّ النِعم كلّها منه (1) .
____________
1 ـ مجمع البيان : 3/375 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|