أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2021
4431
التاريخ: 30-12-2015
19418
التاريخ: 22-06-2015
1996
التاريخ: 2024-11-14
196
|
أحد قراء أبيورد. هو أبو المظفر محمد بن أبي العباس أحمد بن محمد بن أبي العباس أحمد بن إسحاق بن أبي العباس محمد الإمام ابن إسحاق ابن الحسن أبي الفتيان ابن أبي مرفوعة منصور بن معاوية الأصغر ابن محمد بن أبي العباس عثمان بن عنبسة بن عتبة بن عثمان بن عنبسة بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف نقلت هذه النسب من تاريخ جمعه منوجهر بن أسفرسيان بن منوجهر ابتدأه فيما ذكر لي في أوله من بعد ما ذكره الوزير أبو شجاع فقال فيه عند ذكر الأبيوردي حكي أنه كان من أبيورد ولم يعرف له هذا النسب وأنه كان ببغداد في خدمة مؤيد الملك ابن نظام الملك فلما عادى مؤيد الملك عميد الدولة ابن منوجهر ألزمه أن يهجوه ففعل، فسعى عميد الدولة إلى الخليفة بأنه قد هجاك ومدح صاحب مصر فأبيح دمه فهرب إلى همذان واختلق هذا النسب حتى ذهب عنه ما قرف به من مدح صاحب مصر وكان يكتب على كتبه المعاوي وكان فاضلا في العربية والعلوم الأدبية نسابة ليس مثله متكبرا عظيما وسمع سنقر كفجك بخبره فأراد أن يجعله طغرائي الملك أحمد فمات أحمد فرجع إلى أصفهان بحال سيئة وبقي سنين يعلم أولاد زين الملك برسق ثم شرح سنقر الكفجك للسلطان محمد ذلك وأعطاه أشراف المملكة وكان يدخل مع الخطير وأبي إسماعيل والمعين وشرف الدين فتوفي فجأة بأصفهان يوم الخميس العشرين من شهر ربيع الأول سنة سبع وخمسمائة وكذا ذكر ابن منده ويقال بل سقاه الخطير ودفن بباب دبرة وكان كبير النفس عظيم الهمة لم يسأل أحدا شيئا قط مع الحاجة والمضايقة وكان من دعائه في الصلاة اللهم ملكني مشارق الأرض ومغاربها ورثى الحسين عليه السلام بقصيدة قال فيها ومن خطه نقلت: [الوافر]
(فجدي وهو عنبسة بن صخر ... بريء من يزيد ومن زياد)
قال السمعاني قال شيرويه سمع الأبيوردي إسماعيل
بن مسعدة الجرجاني وعبد الوهاب بن محمد بن الشهيد وأبا بكر بن خلف الشيرازي حديثا
واحدا وأبا محمد الحسن بن أحمد السمرقندي وعبد القاهر الجرجاني النحوي.
قال ابن طاهر المقدسي عنبسة الأصغر ابن عتبة
الأشراف ابن عثمان بن عنبسة الأكبر ابن أبي سفيان قال ومعاوية الأصغر هو الذي
ينتسب إليه الأبيوردي ومعاوية أول من تدير كوفن وهي قصبة بين نسا وأبيورد ونقله
إليها حبان بن حكيم العابدي وكتب مرة قصة إلى الخليفة وكتب على رأسها الخادم
المعاوي يعني معاوية بن محمد بن عثمان لا معاوية بن أبي سفيان فكره الخليفة النسبة
إلى معاوية واستبشعها فأمر بكشط الميم ورد القصة فبقيت الخادم العاوي.
وحدث السمعاني عن أحمد بن سعد العجلي قال كان
السلطان نازلا على باب همذان فرأيت الأديب الأبيوردي راجعا من عندهم فقلت له من
أين فأنشأ يقول إرتجالا: [البسيط]
(ركبت طرفي فأذرى دمعه أسفا ... عند انصرافي
منهم مضمر الياس)
(وقال حتام تؤذيني فإن سنحت ... جوانح لك
فاركبني إلى الناس)
وحدث أبو سعد السمعاني عن أبي علي أحمد بن سعيد
العجلي المعروف بالبديع قال سمعت الأبيوردي يقول في دعائه اللهم ملكني مشارق الأرض
ومغاربها فقلت له أي شيء هذا الدعاء فكتب إليّ بهذه الأبيات: [الوافر]
(يعيرني أخو عجل إبائي ... على عدمي وتيهي واختيالي)
(ويعلم أنني فرط لحي ... حموا خطط المعالي بالعوالي)
(فلست بحاصن إن لم أزرها ... على نهل شبا الأسل الطوال)
(وإن بلغ الرجال مداي فيما ... أحاوله فلست من الرجال)
قال أبو علي العجلي وكنت يوما متكسرا فأردت أن
أقوم فعضدني الأبيوردي وعاونني على القيام ثم قال أمويا يعضد عجليا كفى بذلك شرفا
وقد ولي الأبيوردي خزن خزانة دار الكتب بالنظامية التي ببغداد بعد القاضي أبي يوسف
يعقوب بن سليمان الأسفرايني وكانت وفاة الأسفرايني هذا في رمضان سنة ثمان وتسعين
وأربعمائة وكان أبو يوسف الأسفرايني أيضا شاعرا أديبا وهو القائل في بهاء الدولة
منصور بن مزيد صاحب حلة بني مزيد: [الطويل]
(أيا شجرات النيل من يضمن القرى ... إذا لم يكن
جار الفرات ابن مزيد)
(إذا غاب منصور فلا النور ساطع ... ولا الصبح
بسام ولا النجم مهتدي)
وحدث العماد محمد بن حامد الأصبهاني في كتاب
خريدة القصر الأبيوردي تولى في آخره عمره أشراف مملكة السلطان محمد بن ملكشاه
فسقوه السم وهو واقف عند سرير السلطان فخانته رجلاه فسقط وحمل إلى منزله فقال: [الطويل]
(وقفنا بحيث العدل مد رواقه ... وخيم في أرجائه
الجود والباس)
(وفوق السرير ابن الملوك محمد ... تخر له من فرط
هيبته الناس)
(فخامرني ما خانني قدمي له ... وإن رد عني نفرة
الجأش إيناس)
(وذاك مقام لا نوفيه حقه ... إذا لم ينب فيه عن
القدم الراس)
(لئن عثرت رجلي فليس لمقولي ... عثار وكم زلت
أفاضل أكياس)
قال
العماد الأصبهاني وكان -رحمه الله -عفيف الذيل غير طفيف الكيل صائم النهار قائم
الليل متبحرا في الأدب خبيرا بعلم النسب وأورد له صاحب وشاح الدمية فيه: [البسيط]
(من أرتجي وإلى من ينتهي أربي ... ولم أطأ صهوات
السبعة الشهب)
(يا
دهر هبني لا أشكو إلى أحد ... ما ظل منتهسا شكوي من النوب)
(تركتني بين أيدي النائبات لقى ... فلا على حسبي
تبقي ولا نسبي)
(يريك وجهي بشاشات الرضا كرما ... والصدر مشتمل
مني على الغضب)
(إن هزني اليسر لم أنهض على مرح ... أو مسني
الضر لم أجثم على الكعب)
(حسب الفتى من غناه سد جوعته ... وكل ما يقتنيه
نهزة العطب)
وله: [الطويل]
(خليلي إن الحب ما تعرفانه ... فلا تنكرا أن
الحنين من الوجد)
(أحن وللأنضاء بالغور حنة ... إذا ذكرت أوطانها
بربا نجد)
وله: [الكامل]
(خطرت لذكرك يا أميمة خطرة ... بالقلب تجلب عبرة
المشتاق)
(وتذود عن قلبي سواك كما أبى ... دمعي جواز
النوم بالآماق)
(لم يبق مني الحب غير حشاشة ... تشكو الصبابة
فاذهبي بالباقي)
(أيبل من جلب السقام طبيبه ... ويفيق من سحرته
عين الراقي)
(إن كان طرفك ذاق ريقك فالذي ... ألقى من المسقي
فعل الساقي)
(نفسي
فداؤك من ظلوم أعطيت ... رق القلوب وطاعة الأحداق)
(فلقلة الأشباه فيما أوتيت ... أضحت تدل بكثرة العشاق)
وله: [البسيط]
(علاقة بفؤادي أعقبت كمدا ... لنظرة بمنى
أرسلتها عرضا)
(وللحجيج ضجيج في جوانبه ... يقضون ما أوجب
الرحمن وافترضا)
(فأيقظ القلب رعبا ما جنى نظري ... كالصقر نداه
طل الليل فانتفضا)
(وقد رمتني غداة الخيف غانية ... بناظر إن رمى
لم يخطىء الغرضا)
(لما رأى صاحبي ما بي بكى جزعا ... ولم يجد بمنى
عن خلتي عوضا)
(وقال دع يا فتى فهر فقلت له ... يا سعد أودع
قلبي طرفها مرضا)
(فبت أشكو هواها وهو مرتفق ... يشوقه البرق
نجديا إذا ومضا)
(تبدو لوامعه كالسيف مختضبا ... شباه بالدم أو
كالعرق إن نبضا)
(ولم يطق ما أعانيه فغادرني ... بين النقا
والمصلى عندها ومضى)
وقرأت من خط تاج الإسلام اختلافا في نسبه وهو
محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن الحسن بن منصور بن معاوية بن محمد بن عثمان بن
عتبة بن عنبسة بن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي العبشمي أوحد عصره وفريد دهره في
معرفة اللغة والأنساب وغير ذلك وأليق ما وصف به بيت أبي العلاء المعري: [الطويل]
(وإني
وإن كنت الأخير زمانه ... لآت بما لم تستطعه الأوائل)
وله تصانيف كثيرة منها كتاب تاريخ أبيورد ونسا
كتاب المختلف والمؤتلف كتاب قبسة العجلان في نسب آل أبي سفيان كتاب نهزة الحافظ
كتاب المجتبى من المجتنى في رجال كتاب أبي عبد الرحمن النسائي في السنن المأثورة وشرح
غريبه كتاب ما اختلف وائتلف في أنساب العرب كتاب طبقات العلم في كل فن كتاب كبير
في الأنساب كتاب تعلة المشتاق إلى ساكني العراق كتاب كوكب المتأمل يصف فيه الخيل
كتاب تعلة المقرور في وصف البرد والنيران وهمذان كتاب الدرة الثمينة كتاب صهلة
القارح رد فيه على المعري سقط الزند وله في اللغة مصنفات ما سبق إليها وكان حسن
السيرة جميل الأمر منظرانيا من الرجال سمع الحديث فأكثر ولقي عبد القاهر بن عبد
الرحمن الجرجاني النحوي وأخذ عنه وروى عنه جماعة غير محصورة
وقال السمعاني سمعت أبا الفتح محمد بن علي بن
محمد بن إبراهيم النطنزي يقول سمعت الأبيوردي يقول كنت ببغداد عشرين سنة حتى أمرن
طبعي على العربية وبعد أنا أرتضخ لكنه
قال وقرأت بخط يحيى بن عبد الوهاب بن مندة سئل الأديب الأبيوردي عن أحاديث الصفات
فقال نقر ونمر وأنشد السمعاني للأبيوردي بإسناد: [الكامل]
(جدي معاوية الأغر سمعت به ... جرثومة من طينها
خلق النبي)
(وورثته شرفا رفعت مناره ... فبنوا أمية يفخرون
به وبي)
وأنشد له: [البسيط]
(كفي أميمة غرب اللوم والعذل ... فليس عرضي على
حال بمبتذل)
(إن مسني العدم فاستبقي الحياء ولا ... تكلفيني
سؤال العصبة السفل)
(فشعر مثلي وخير القول أصدقه ... ما كان يفتر عن
فخر وعن غزل)
(أما الهجاء فلا أرضى به خلقا ... والمدح إن
قلته فالمجد يغضب لي)
(وكيف أمدح أقواما أوائلهم ... كانوا لأسلافي
الماضين كالخول)
وله أيضا في مدح الأئمة الخمسة: [مجزوء الرمل]
(زاهر العود وطيبه ... ولياليه تشيبه)
(كل يوم من مكان ... يلبس الذل غريبه)
(وهو يسعى طالبا للعلم ... والهم يذيبه)
(وطوى برد صباه ... قبل أن يبلى قشيبه)
(واقتدى بالقوم يدعوه ... هواه فيجيبه)
(خمسة لا يجد الحاسد ... فيهم ما يعيبه)
(منهم الجعفي لا يعرف ... في العلم ضريبه)
(وإذا اعتل حديث ... فالقشيري طبيبه)
(وأخونا ابن شعيب ... حازم الرأي صليبه)
(وأبو داود موفور ... من الفضل نصيبه)
(وأبو عيسى يرى الجهمي ... منه ما يريبه)
(حاديهم ذو زجل يستضحك ... الروض نغيبه)
(طار فيه البرق حتى ... خالط الماء لهيبه)
وأنشد له: [الطويل]
(تنكر لي دهري ولم يدر أنني ... أعز وأحداث
الزمان تهون)
(فبات يريني الخطب كيف اعتداؤه ... وبت أريه
الصبر كيف يكون)
وله في الغزل: [الطويل]
(أعصر الحمى عد فالمطايا مناخة ... بمنزلة جرداء
ضاح مقيلها)
(لئن كانت الأيام فيك قصيرة ... فكم حنة في
بعدها أستطيلها)
وله: [الطويل]
(رمتني غداة الخيف ليلى بنظرة ... على خفر
والعيس صعر خدودها)
(شكت
سقما ألحاظها وهي صحة ... فلست ترى إلا القلوب تعودها)
وله: [الطويل]
(صلي يا ابنة الأشراف أروع ماجدا ... بعيد مناط
الهم جم المسالك)
(ولا تتركيه بين شاك وشاكر ... ومطر ومغتاب وباك
وضاحك)
(فقد ذل حتى كاد ترحمه العدا ... وما الحب يا
ظبياء إلا كذلك)
ووجدت بعد ذلك رسالة -كتبها إلى أمير المؤمنين
المستظهر بالله يعتذر -تدل على صحة ما نسب إليه من الهرب من بغداد نسختها:
إحسان المواقف المقدسة النبوية الإمامية الطاهرة
الزكية الممجدة العلية زاد الله في إشراق أنوارها وإعزاز أشياعها وأنصارها وجعل
أعداءها حصائد نقمها ولا سلب أولياءها قلائد نعمها شمل الأنام وغمر الخاص والعام
وأحق خدمها بها من انتهج المذاهب الرشيدة في الولاء الناصع والتزم الشاكلة الحميدة
في الثناء المتتابع ولا خفاء باعتلاق الخادم أهداب الإخلاص واستيجابه مزايا
الاجتباء والاختصاص لما أسلفه من شوافع الخدم ومهده من أواصر
الذمم متوفرا على دعاء يصدره من خلوص اليقين ويعد المواصلة به من مفترضات الدين
ولئن صدت الموانع عن المثول بالسدة المنيفة والاستدراء بالجناب الأكرم في الخدمة
الشريفة فهو في حالتي دنوه منها واقترابه وتارتي انتزاحه عنها واغترابه على السنن
القاصد في المشايعة مقيم ولما يشمله من نفحات الأيام الزاهرة مستديم وقد علم الله
سبحانه - ولا يستشهده كاذبا إلا من كان لرداء الغي جاذبا - أنه مطوي الجنان على
الولاء منطلق اللسان بالشكر والدعاء يتشح بهما الصبح كاشرا عن نابه ويدرعهما الليل
ناشرا سابغ جلبابه وكان يغب خدمه اتقاء لقوم يبغونه الغوائل وينصبون له الحبائل
وتدعوهم العقائد المدخولة إلى تنفيره ويزنون عنه غير ما أجنه في ضميره ولا يرقبون
في مؤمن إلا ولا ذماما ويزيدهم الاستدراج على الجرائم جرأة وإقداما حتى استشعر
وجلا فاتخذ الليل جملا والتحف بناشئة الظلماء والفرار مما لا يطاق من سنن الأنبياء
ولم يزل يستبطئ فيهم المقادير والأيام ترمز بما يعقب التبديل والتغيير فحاق بهم
مكرهم وانقضت شرتهم وشرهم:
(عذرت
الذرى لو خاطرتني قرومها ... فما بال أكاريه فدع القوائم)
وعاود الخادم المثابرة على الممادح الإمامية
مطنبا ومطيلا إذ وجد إلى مطالعة مقار العز والعظمة ومواقف الإمامة المكرمة بها
سبيلا وهذه فاتحة ما نظم وانتهز فرصة الإمكان فيه واغتنم: [الكامل]
(لك من غليل صبابتي ما أضمر ... وأسر من ألم
الغرام وأظهر)
(وتذكري زمن العذيب يشفني ... والوجد ممنو به المتذكر)
(إذ لمتي سحماء مد على النقا ... أظلالها ورق
الشباب الأخضر)
(ولداتك النشأ الصغار وليس ما ... ألقاه فيك من
الملاوم يصغر)
(هو ملعب شرقت بنا أرجاؤه ... إذ نحن في حلل
الشبيبة نخطر)
(فبحر أنفاسي وصوب مدامعي ... أضحت معالمه تراح وتمطر)
(وأجيل في تلك المعاهد ناظري ... فالقلب يعرفها
وطرفي ينكر)
(وأرد عبرتي الجموح لأنها ... بمقيل سرك في
الجوانح تخبر)
(فأبيت
محتضر الجوى قلق الحشا ... وأظل أعذر في هواك وأعذر)
(غضبت قريش إذ ملكت مقادتي ... غضبا يكاد السم
منه يقطر)
(وتعاودت عذلي فما أرعيتها ... سمعا يقل به
الكلام ويكثر)
(ولقد
يهون علي العشيرة أنني ... أشكو الغرام فيرقدون وأسهر)
(وبمهجتي هيفاء يرفع جيدها ... رشأ ويخفض
ناظريها جؤذر)
(طرقت وأجفان الوشاة على الكرى ... تطوى وأردية
الغياهب تنشر)
(والشهب في غسق الدجى كأسنة ... زرق يصافحها
العجاج الأكدر)
(فنجاد سيفي مس ثني وشاحها ... بمضاجع كرمت وعف المئزر)
(ثم افترقنا والرقيب يروع بي ... أسدا يودعه
غزال أحور)
(والدر ينظم حين تضحك عقده ... وإذا بكيت فمن
جفوني ينثر)
(فوطئت خد الليل فوق مطهم ... تسمو لغايته
الرياح فتحسر)
(طرب العنان كأنه في حضره ... نار بمعترك الجياد
تسعر)
(والعز يلحفني وشائع برده ... حلق الدلاص وصارمي
والأشقر)
(وعلام أدرع الهوان وموئلي ... خير الخلائق أحمد
المستظهر)
(هو غرة الزمن الكثير شياته ... زهي السرير به
وتاه المنبر)
(وله
كما أطردت أنابيب القنا ... شرف وعرق بالنبوة يزخر)
(وعلا ترف على التقى وسماحه ... علق الرجاء بها
وبأس يحذر)
(لا تنفع الصلوات من هو ساحب ... ذيل الضلال وعن
هواه أزور)
(ولو استميلت عنه هامة مارق ... لدعا صوارمه
إليها المغفر)
(والله يحرس يابن عم رسوله ... دين الهدى وبه
يعان وينصر)
(فعفاته حيث الغنى يسعى المنى ... وعداته حيث
القنا يتكسر)
(وبسيبه وبسيفه أعمارهم ... في كل معضلة تطول وتقصر)
(وكأنه المنصور في عزماته ... ومحمد في المكرمات
وجعفر)
(وإذا معد حصلت أنسابها ... فهم الذرى والجوهر المتخير)
(ولهم وقائع في العدا مذكورة ... تروي الذئاب
حديثها والأنسر)
(والسمر في اللبات راعفة دما ... والبيض يخضبها
النجيع الأحمر)
(والقرن يركب ردعه سهل الخطا ... والأعوجية
بالجماجم تعثر)
(ودجا النهار من العجاج وأشرقت ... فيه الصوارم
فهو ليل مقمر)
(يا ابن الشفيع إلى الحيا ما لامرئ ... طامنت
نخوته المحل الأكبر)
(أنا عبد نعمتك التي لا تجتدى ... معها السحائب
فهي منها أغزر)
(والنجح
يضمنها لمن يرتادها ... منا الطلاقة والجبين الأزهر)
(ولقد عداني عن جنابك حادث ... أنحى علي به
الزمان الأغبر)
(وإن اقتربت أو اغتربت فإنني ... لهج بشكر عوارف
لا تكفر)
(وعلاك لي في ظلها ما أبتغي ... منها ومن كلمي
لها ما يذخر)
(يسدي مديحك هاجسي وينيره ... فكري وحظي في
امتداحك أوفر)
(بغداد أيتها المطي فواصلي ... عنقا تئن له
القلاص الضمر)
(إني وحق المستجن بطيبة ... كلف بها وإلى ذراها أصور)
(وكأنني مما تسوله المنى ... والدار نازحة إليها
أنظر)
(أرض تجر بها الخلافة ذيلها ... وبها الجباه من
الملوك تعفر)
(فكأنها جلبت علينا جنة ... وكأن دجلة فاض فيها الكوثر)
(وهواؤها أرج النسيم وتربها ... مسك تهاداه
الغدائر أذفر)
(يقوى الضعيف بها ويأمن خائف ... قلقت وسادته
ويثري المقتر)
(فتركتها إذ صد عني معشري ... وبغى علي من
الأراذل معشر)
(من كل ملتحف بما يصم الفتى ... يؤذي ويظلم
أويجور ويغدر)
(فنفضت منه يدي مخافة كيده ... إن الكريم على
الأذى لا يصبر)
(والأبيض
المأثور يخطم بالردى ... من لا ينهنهه القطيع الأسمر)
(فارفض شملهم وكم من مورد ... للظالمين وليس عنه
مصدر)
(وآبى لشعري أن أدنسه بهم ... حسبي وحسب ذوي
الخنا أن يحقروا)
(قابلت سيئ ما أتوا بجميل ما ... آتي فإني
بالمكارم أجدر)
(وإلى أمير المؤمنين تطلعت ... مدح كما ابتسم
الرياض تحبر)
(ويقيم مائدهن ليل مظلم ... ويضم شاردهن صبح مسفر)
(فبمثل طاعته الهداية تبتغى ... وبفضل نائله
الخصاصة تجبر)
وله: [الطويل]
(ألا ليت شعري هل تخب مطيتي ... بحيث الكثيب
الفرد والأجرع السهل)
(ألذ به مس الثرى ويروقني ... حواشي ربا يغذو
أزاهيرها الوبل)
(ولولا دواعي حب رملة لم أقل ... إذا زرت مغناها
به سقي الرمل)
(فيا حبذا أثل العقيق ومن به ... وإن رحلت عنه
فلا حبذا الأثل)
(ضعيفة رجع القول من ترف الصبا ... لها نظرة
تنسيك ما يفعل النصل)
(وقد بعثت سرا إلي رسولها ... لأهجرها والهجر
شيمة من يسلو)
(تخاف علي الحي إذ نذروا دمي ... سأرخصه فيها
على أنه يغلو)
(أيمنعني خوف الردى أن أزورها ... وأروح من صبري
على هجرها القتل)
(إذا رضيت عني فلا بات ليلة ... على غضب إلا
العشيرة والأهل)
وله: [الوافر]
(خطوب للقلوب بها وجيب ... تكاد لها مفارقنا تشيب)
(نرى الأقدار جارية بأمر ... يريب ذوي العقول
بما يريب)
(فتنجح في مطالبها كلاب ... وأسد الغاب ضارية تخيب)
(وتقسم هذه الأرزاق فينا ... فما ندري أتخطي أم تصيب)
(ونخضع راغمين لها اضطرارا ... وكيف يلاطم
الإشفى لبيب)
وله: [البسيط]
(وغادة لو رأتها الشمس ما طلعت ... والرئم أغضى
وغصن البان لم يمس)
(عانقتها برداء الليل مشتملا ... حتى انتبهت
ببرد الحلي في الغلس)
(فظلت أحميه خوفا أن ينبهها ... وأتقي أن أذيب
العقد بالنفس)
وله: [الطويل]
(ومتشح باللؤم جاذبني العلا ... فقدمه يسر
وأخرني عسر)
(وطوقت أعناق المعاذير ما أتى ... به الدهر حتى
ذل للعجز الصدر)
(ولو نيلت الأرزاق بالفضل والحجى ... لما كان
يرجو أن يثوب له وفر)
(فيا نفس صبرا إن للهم فرجة ... فما لك إلا العز
عندي أو القبر)
(ولي حسب يستوعب الأرض ذكره ... على العدم
والأحساب يدفنها الفقر)
وله أيضا وهو من جيد شعره: [الكامل]
(وعليلة الألحاظ ترقد عن ... صب يصافح جفنة الأرق)
(وفؤاده
كسوارها حرج ... ووساده كوشاحها قلق)
(عانقتها والشهب ناعسة ... والأفق بالظلماء منتطق)
(ولثمتها والليل من قصر ... قد كاد يلثم فجره الشفق)
(بمعانق ألف العفاف به ... كرم بأذيال التقى علق)
(ثم افترقنا حين فاجأنا ... صبح تقاسم ضوءه الحدق)
(وبنحرها من أدمعي بلل ... وبراحتي من نشرها عبق)
وله: [البسيط]
(بيضاء إن نطقت في الحي أو نظرت ... تقاسم السحر
أسماع وأبصار)
(والركب يسرون والظلماء عاكفة ... كأنهم في ضمير
القلب أسرار)
وله: [الكامل]
(وقصائد مثل الرياض أضعتها ... في باخل ضاعت به الأحساب)
(فإذا تناشدها الرواة وأبصروا الممدوح ... قالوا
ساحر كذاب)
وله: [البسيط]
(ما للجبان ألان الله ساحته ... ظن الشجاعة
مرقاة إلى الأجل)
(وكم حياة جبتها النفس من تلف ... ورب أمن حواه
القلب من وجل)
(فقت الثناء فلم أبلغ مداك به ... حتى توهمت أن
العجز من قبلي)
(والعي
أن يصف الورقاء مادحها ... بالطوق أو يمدح الأدماء بالكمل)
وله: [البسيط]
(وقد سئمت مقامي بين شرذمة ... إذا نظرت إليهم
قطبت هممي)
(أراذل ملكوا الدنيا وأوجههم ... لم يكشف الفقر
عنها بهجة النعم)
وله: [الطويل]
(ألام على نجد وأبكي صبابة ... رويدك يا دمعي
ويا عاذلي رفقا)
(فلي بالحمى من لا أطيق فراقه ... به يسعد
الواشي ولكنني أشقى)
(وأكرم من جيرانه كل طارئ ... يود ودادا أنه من
دمي يسقى)
(إذا لم يدع مني نواه وحبه ... سوى رمق يا أهل
نجد فكم يبقى)
(ولولا الهوى ما لان للدهر جانبي ... ولا رضيت
مني قريش بما ألقى)
قرأت بخط محمد بن عبيد الله الشاعر المعروف بابن
التعاويذي قال حدثني الشيخ أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب قال:
حدثني الشيخ أبو منصور بن الجواليقي قال كنت
أقرأ على أبي زكريا شعر أبي دهبل الجمحي حتى وصلت إلى هذا البيت: [الطويل]
(يجول وشاحاها ويغرب حجلها ... ويشبع منها وقف
عاج ودملج)
قال: فقلت له: وصفها بقوله يجول وشاحها بأنها
هضيمة الحشا وبقوله ويشبع منها وقف عاج ودملج أنها عبلة الزند والعضد فما معنى
قوله ويغرب حجلها فقال لا أدري وكان الأبيوردي حاضرا فلما قمت من عنده قال لي
الأبيوردي أتحب أن تعرف معنى هذا البيت قلت نعم فقال اتبعني فمضيت معه إلى بيته
فأجلسني وأخرج سلة فيها جزاز فجعل يطوفها إلى أن أخرج ورقة فنظر فيها وقال لي إنه مدح امرأة من آل أبي سفيان وهم
يوصفون بأنهم ستة حمش والحمش رقة الساقين ومن افتخاراته قوله: [الكامل]
(يا من يساجلني وليس بمدرك ... شأوي وأين له
جلالة منصبي)
(لا تتعبن فدون ما أملته ... خرط القتادة
وامتطاء الكوكب)
(المجد يعلم أينا خير أبا ... فاسأله تعلم أي ذي
حسب أبي)
(جدي معاوية الأغر سمت به ... جرثومة من طينها
خلق النبي)
(وورثته شرفا رفعت مناره ... فبنو أمية يفخرون
به وبي)
قال عبد الله بن علي التميمي ولقد حصل للأبيوردي
بعدما تراه من شكوى الزمان في أشعاره مما انتجعه بالشعر من ملوك خراسان ووزرائها
وخلفاء العراق وأمرائها ما لم يحصل للمتنبئ في عصره ولابن هانىء في مصره فمن ذلك
ما حدثنيه القاضي أبو سعد محمد بن عبد الملك بن الحسن النديم أن أفضل الدولة
الأبيوردي لما قدم الحلة على سيف الدولة صدقة ممتدحا له - ولم يكن قبلها اجتمع به
قط - خرج سيف الدولة لتلقيه قال وكنت فيمن خرج فشاهدت الأبيوردي راكبا في جماعة
كبيرة من أتباعه منهم من المماليك الترك ثلاثون غلاما ووراءه سيف مرفوع وبين يديه
ثمان جنائب بالمراكب والسرفسارات الذهب وعددنا ثقله فكان على أحد وعشرين بغلا وكان
مهيبا محترما جليلا معظما لا يخاطب إلا بمولانا فرحب به سيف الدولة وأظهر له من
البر والإكرام ما لم يعهد مثله في تلقي أحد ممن كان يتلقاه وأمر بإنزاله وإكرامه
والتوفر على القيام بمهامه وحمل إليه
خمسمائة دينار وثلاثة حصن وثلاثة أعبد وكان الأبيوردي قد عزم على إنشاد سيف الدولة
قصيدته التي يقول فيها: [الطويل]
(وفي أي عطفيك التفت تعطفت ... عليك به الشمس
المنيرة والبدر)
في يوم عينه ولم يكن سيف الدولة أعد له بحسب ما
كان في نفسه أن يلقاه به ويجيزه على شعره واعتذر إليه ووعده يوما غير ذلك اليوم
ليعد ما يليق بمثله إجازته مما يحسن به بين الناس ذكره ويبقى على ممر الأيام أثره
فاعتقد أفضل الدولة أن سيف الدولة قد دافعه عن سماعه منه استكبارا لما يريد أن
يصله به ثانيا فأمر الأبيوردي أصحابه أن يعبروا ثقله الفرات متفرقا في دفعات وخرج
من غير أن يعلم به أحد سوى ولد أبي طالب بن حبش فإنه سمعه ينشد على شاطئ الفرات
حين عبوره: [الطويل]
(أبابل لا واديك بالخير مفعم ... لراج ولا ناديك
بالرفد آهل)
(لئن ضقت عني فالبلاد فسيحة ... وحسبك عارا أنني
عنك راحل)
(فإن كنت بالسحر الحرام مدلة ... فعندي من السحر
الحلال دلائل)
(قواف تعير الأعين النجل سحرها ... وكل مكان
خيمت فيه بابل)
فبادر ولد أبي طالب إلى سيف الدولة فقال له رأيت
على شاطئ الفرات فارسا يريد العبور إلى الشرق وهو ينشد هذه الأبيات فقال سيف
الدولة وأبيك ما هو إلا الأبيوردي فركب لوقته في قل من عسكره فلحقه فاعتذر وسأله
الرجوع وعرفه عذره في امتناعه من سماع شعره وأمر بإنزاله في داره معه وحمل إليه
ألف دينار ومن الخيل والثياب ما يزيد على ذلك قيمة.
قال
عبيد الله التيمي: أنشدني أبو إسحاق يحيى بن إسماعيل المنشئ الطغرائي قال سمعت
والدي ينشد لنفسه مرثية للأبيوردي: [البسيط]
(إن ساغ بعدك لي ماء على ظمأ ... فلا تجرعت غير
الصاب والصبر)
(أو إن نظرت من الدنيا إلى حسن ... مذ غبت عني
فلا متعت بالنظر)
(صحبتني والشباب الغض ثم مضى ... كما مضيت فما
في العيش من وطر)
(هبني بلغت من الأعمار أطولها ... أو انتهيت إلى
آمالي الكبر)
(فكيف لي بشباب لا ارتجاع له ... أم أين أنت فما
لي منك من خبر)
(سبقتماني ولو خيرت بعدكما ... لكنت أول لحاق
على الأثر)
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|