أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2014
1899
التاريخ: 27-11-2014
1566
التاريخ: 11-10-2014
1826
التاريخ: 27-11-2014
2535
|
المَثَلُ : قسم من الحكم ، يرد في واقعة لمناسبة اقتضت وروده فيها ، ثمّ يتداولها الناس في غير واحد من الوقائع التي تشابهها دون أدنى تغيير لما فيه من وجازة وغرابة ودقة في التصوير.
فالكلمة الحكيمة على قسمين : سائر منتشر بين الناس ودارج على الألسن فهو المثل ، وإلا فهي كلمة حكيمة لها قيمتها الخاصة وإن لم تكن سائرة. فما ربما يقال : « المثل السائر » فالوصف قيد توضيحي لا احترازي ، لأنّ الانتشار والتداول داخل في مفهوم المثل ، ويظهر ذلك من أبي هلال العسكري ( المتوفّى حوالي 400 ه ) ، حيث قال : جعل كل حكمة سائرة ، مَثَلاً ، وقد يأتى القائل بما يحسن من الكلام أن يتمثل به إلاّ انّه لا يتفق أن يسير فلا يكون مَثَلاً (1).
وكلامه هذا ينم « انّ الشيوع والانتشار وكثرة الدوران على الألسن هو الفارق بين الحكمة والمثل ، فالقول الصائب الصادر عن تجربة يسمّى حكمة إذا لم يتداول ، ومثلاً إذا كثر استعماله وشاع أداوَه في المناسبات المختلفة ».
ولأجل ذلك يقول الشاعر :
ما أنت إلا مثل سائر |
|
يعرفه الجاهل والخاب |
وأمّا تسمية ذلك الشيء بالمثال ، فهو لأجل المناسبة والمشابهة بين الموردين على وجه يُصبح مثالاً لكل ما هو على غراره.
قال ابن السكيت ( المتوفّىٰ عام 244 ه ) : المثل لفظ يخالف لفظ المضروب له ، ويوافق معناه معنى ذلك اللفظ ، شبّهوه بالمثال الذي يعمل عليه غيره (2).
وبما انّ وجه الشبه والمناسبة التي صارت سبباً لإلقاء هذه الحكمة غير مختصة بمورد دون مورد ، وإن وردت في مورد خاص يكون المثل آية وعلامة أو علماً للمناسبة الجامعة بين مصاديق مختلفة.
يقول المبرّد : فحقيقة المثل ما جعل كالعلم للتشبيه بحال الأوّل ، كقول كعب بن زهير :
كانت مواعيد عرقوب لها مَثَلا |
|
وما مواعيدها إلاّ الأباطي |
فمواعيد عرقوب علم لكل ما لا يصح من المواعيد (3).
وعلى ذلك فالمثل السائر كقوله : « في الصيف ضيعتِ اللبن » علم لكل من ضيَّع الفرصة وأهدرها ، كما أن قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : « لا ينتطح فيها عنزان » علم لكلّ أمر ليس له شأن يعتد به (4).
كما أنّ قول أبى الشهداء الحسين بن على (عليه السلام) : « لو ترك القطا ليلاً لنام » الذي تمثل به الإمام (عليه السلام) في جواب أُخته زينب (عليها السلام) ، علم لكل من لا يُترك بحال أو من حُمل على مكروه من غير إرادة ، إلى غير ذلك من الأمثال الدارجة.
_____________________
(1) جمهرة أمثال العرب : 1 / 5.
(2) مجمع الأمثال : 1 / 6.
(3) مجمع الأمثال : 1 / 6.
(4) مجمع الأمثال : 2 / 225.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|