المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16657 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


التمثيلُ في الآية (24-25) من سورة يونس  
  
4076   03:52 مساءاً   التاريخ: 11-10-2014
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : الأمثال في القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص146-149.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / الأمثال في القرآن /

 قال تعالى : { إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }[ يونس : 24ـ 25] .

تفسيرُ الآيات

قوله : { فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ } فلو قلنا بأنّ الباء للمصاحبة ، يكون معناه : أي اختلطَ مع ذلك الماء نبات الأرض ؛ لأَنّ المطر ينفد في خلَل النبات ، وإن كانت الباء للسببية يكون المراد : أنّه اختلطَ بسبب الماء بعض النبات ببعض ، حيث إنّ الماء صار سبباً لرشده والتفاف بعضه ببعض .

قوله : { وازَّيَّنَتْ } أصله تزيّنت ، فأُدغمت التاء بالزاي وسُكِّنت الزاي فأُجلبت لها ألف الوصل .

فقوله : { أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ } تعبير رائع ، حيث جُعلت

الأرض آخذة زخرفها على التمثيل بالعروس إذا أخذت الثياب الفاخرة من كلّ لون ، فاكتستها وتزينّت بغيرها من ألوان الزيَن .

قوله : { قَادِرُونَ عَلَيْهَا } ، أي : متمكنون من استثمارها والانتفاع بثبوتها .

قوله : { أَتَاهَا أَمْرُنَا } كناية عن نزول بعض الآفات على الجنّات والمزارع ، حيث يجعلها ( حصيداً ) شبيهاً بما يُحصد من الزرع في استأصاله .

قوله : { كَأَنْ لَمْ تَغْنَ } بمنزلة قوله : كأن لم ينبت زرعها .

قوله : { دَارِ السَّلاَمِ } فهو من أوصاف الجنة ؛ لأَنّ أهلها سالمون من كلّ مكروه ، بخلاف المقام فإنّها دار البلاء .

هذا ما يرجع إلى تفسير مفردات الآية .

وأمّا تفسيرها الجُملي ، فنقول :

نفترض أرضاً خصبة رابية صالحة لغرس الأشجار وزرع النبات ، وقد قام صاحبها باستثمارها من خلال غرس كلّ ما ينبت فيها ، فلم يزل يتعاهدها بمياه الأمطار والسواقي ، فغدت روضة غنّاء مكتظّة بأشجار ونباتات متنوّعة ، وصارت الأرض كأنّها عروس تزيّنت وتبرّجت ، وأهلها مزهوّون بها يظنّون أنّها بجهدهم ازدهرت ، وبإرادتهم تزيّنت ، وأنّهم أصحاب الأمر لا ينازِعهم فيها منازع ، فيعقدون عليها آمالاً طويلة ، ولكن في خضمّ هذه المراودات يباغتهم أمره سبحانه ليلاً أو نهاراً ، فيجعل الطري يابساً ، كأنّه لم يكن هناك أي جنّة ولا روضة .

هذا هو المشبّه به والله سبحانه يمثّل الدنيا بهذا المثل ، وهو : أنّ الإنسان ربّما يغترّ بالدنيا ويُعوِّل الكثير من الآمال عليها ، مع سرعة زوالها وفنائها ، وعدم ثباتها واستقرارها .

يقول مؤيد الدين الأصفهاني المعروف بالطغرائي في لاميّته المعروفة بلاميّة العجم :

ترجو البقاء بدارٍ لا ثباتَ لها     فهل سمعتَ بظلّ غير منتقل

وقد أسماها سبحانه متاع الحياة الدنيا في مقابل الآخرة التي أسماها بدار السلام في الآية التالية ، وقال : { وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ } .

ثمّ إنّه يبدو من كلام الطبرسي أنّ هذا التمثيل من قبيل التمثيل المفرد ، فذكر أقوالاً :

أحدها : إنّه تعالى شبَّه الحياة الدنيا بالماء فيما يكون به من الانتفاع ثمّ الانقطاع .

وثانيها : إنّه شبّهها بالنبات على ما وصفه من الاغترار به ثمّ المصير إلى الزوال ، عن الجبائي وأبي مسلم .

وثالثها : إنّه تعالى شبَّه الحياة الدنيا بحياة مقدَّرة على هذه الأوصاف (1) .

والحقّ : إنّه من قبيل الاستعارة التمثيلية ، حيث يعبّر عن عدم الاعتماد والاطمئنان بالدنيا بما جاء في المثل ، وإنّما اللائق بالاعتماد هو دار السلام الذي هو سلام على الإطلاق ، وليس فيها أيّ مكروه .

وقد قيّد سبحانه في الآية دار السلام ، بقوله : { عِنْدَ رَبِّهِمْ } ؛ للدلالة على قرب الحضور وعدم غفلتهم عنه سبحانه هناك .

ويأتي قريب من هذا المثل في سورة الكهف ، أعني قوله :

 { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً} [الكهف : 45] .

وسيوافيك بيانها في محلّها .

ويقرب من هذا ما في سورة الحديد ، قال سبحانه :

{ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوالِ وَالأَوْلاَدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} [الحديد : 20] .

________________ 

1 ـ مجمع البيان : 3/102 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .