المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



دعاء زين العابدين (عليه السلام) في وداع شهر رمضان  
  
3987   04:20 مساءً   التاريخ: 20-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2, ص488-489
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-04-2015 5351
التاريخ: 13/10/2022 1295
التاريخ: 2-4-2016 3775
التاريخ: 31-3-2016 3113

من دعائه (عليه السلام) في وداع شهر رمضان:

اللهم يا من لا يرغب في الجزاء ويا من لا يندم على العطاء ويا من لا يكافئ عبده على السواء منتك ابتداء وعفوك تفضل وعقوبتك عدل ان أعطيت لم تشب عطاءك بمن وان منعت لم يكن منعك تعديا تشكر من شكرك وأنت ألهمته شكرك وتكافئ من حمدك وأنت علمته حمدك تستر على من لو شئت فضحته وتجود على من لو شئت منعته وكلاهما أهل منك للفضيحة والمنع غير انك بنيت أفعالك على التفضل وأجريت قدرتك على التجاوز وتلقيت من عصاك بالحلم وأمهلت من قصد لنفسه بالظلم ، أنت الذي فتحت لعبادك بابا إلى عفوك وسميته التوبة وجعلت على ذلك الباب دليلا من وحيك لئلا يضلوا عنه فقلت تبارك اسمك توبوا إلى الله توبة نصوحا

عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعي بين أيديهم وبايمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا انك على كل شئ قدير فما عذر من أغفل دخول ذلك المنزل بعد فتح الباب وإقامة الدليل عليه وأنت الذي زدت في السوم على نفسك لعبادك فقلت تبارك اسمك و تعاليت من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها و قلت مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء وقلت من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة وما أنزلت من نظائرهن في القرآن من تضاعيف الحسنات اللهم وأنت جعلت من صفايا تلك الوظائف وخصائص تلك الفروض شهر رمضان الذي اختصصته من سائر الأيام والشهور وتخيرته من جميع الأزمنة والدهور وآثرته على كل أوقات السنة بما أنزلت فيه من القرآن والنور وضاعفت فيه من الايمان وفرضت فيه من الصيام ورغبت فيه من القيام وأجللت فيه من ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ثم آثرتنا

به على سائر الأمم واصطفيتنا بفضله دون أهل الملل فصمنا بامرك نهاره وقمنا بعونك ليله متعرضين بصيامه وقيامه لما عرضتنا له من رحمتك وقد أقام فينا هذا الشهر مقام حمد وصحبنا صحبة مبرور ثم قد فارقنا عند تمام وقته وانقطاع مدته ووفاء عدده فنحن مودعوه وداع من عز فراقه علينا وغمنا وأوحشنا انصرافه عنا ولزمنا له الذمام المحفوظ والحرمة المرعية والحق المقضي فنحن قائلون السلام عليك يا شهر الله الأكبر ويا عيد أوليائه الأعظم السلام عليك يا أكرم مصحوب من الأوقات ويا خير شهر في الأيام والساعات السلام عليك من شهر قربت فيه الآمال ونشرت فيه الأعمال وزكيت فيه الأموال السلام عليك من قرين جل قدره موجودا وأفجع فقده مفقودا ومرجو آلم فراقه السلام عليك من مجاور رقت فيه القلوب وقلت فيه الذنوب السلام عليك من ناصر أعان على الشيطان وصاحب سهل سبل الإحسان السلام عليك ما أكثر عتقاء الله فيك وما أسعد من رعى حرمتك بك السلام عليك ما كان أمحاك الذنوب وأسترك لأنواع العيوب السلام عليك من شهر لا تنافسه الأيام السلام عليك من شهر هو من كل أمر سلام السلام عليك غير كريه المصاحبة ولا ذميم الملابسة السلام عليك كما وفدت علينا بالبركات وغسلت عنا دنس الخطيئات السلام عليك غير مودع برما ولا متروك صيامه ساما السلام عليك من مطلوب قبل وقته ومحزون عليه

قبل فوته السلام عليك كم من سوء صرف بك عنا وكم من خير أفيض بك

علينا السلام عليك وعلى ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر السلام

عليك ما كان أحرصنا بالأمس عليك وأشد شوقنا غدا إليك السلام عليك

وعلى فضلك الذي حرمناه وعلى ماض من بركاتك سلبناه اللهم صل على

محمد وآله واجبر مصيبتنا بشهرنا وبارك لنا في يوم عيدنا وفطرنا وأجعله من

خير يوم مر علينا أجلبه لعفو وأمحاه لذنب واغفر لنا ما خفي من ذنوبنا وما

علن اللهم انا نتوب إليك في يوم فطرنا الذي جعلته للمؤمنين عيدا وسرورا

ولأهل ملتك مجمعا ومحتشدا من كل ذنب أذنبناه أو سوء أسلفناه أو خاطر

شر أضمرناه توبة من لا ينطوي على رجوع إلى ذنب ولا يعود بعدها في

خطيئة توبة خصوصا خلصت من الشك والارتياب فتقبلها منا وارض عنا

وثبتنا عليها .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.