المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8829 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الإمام علي (عليه السلام) يشبه النبي آدم (عليه السلام)  
  
1221   05:15 مساءً   التاريخ: 2023-11-08
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج1، ص254-260
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

قال العاصمي : " وقد وقعت المشابهة بين المرتضى وبين آدم عليه السّلام بعشرة أشياء أوّلها ، بالخلق والطينة ، والثّاني ، بالمكث والمدّة ، والثّالث ، بالصّاحبة والزّوجة ، والرّابع ، بالتزويج والخلعة ، والخامس ، بالعلم والحكمة ، والسّادس بالذّهن والفطنة ، والسّابع ، بالأمر والخلافة ، والثّامن بالأعداء والمخالفة ، والتاسع بالوفاة والوصّية ، والعاشر ، بالأولاد والعترة .

أمّا الخلق والطّينة : فانّ آدم عليه السّلام خلق من الطّين وخلط طينة بنور اليقين ، فكان طينيّاً دينيّاً ، وكذلك المرتضى خلق من الطينة الطّاهرة والتربة الزّكية الزّاهرة . . . قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : كنت أنا وعلّي نوراً بين يدي الله عزّوجلّ من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلمّا خلق الله آدم نقل ذلك النّور من صلبه فلم يزل ينقله من صلب إلى صلب حتّى أقرّه صلب عبد المطلب فقسّمه قسمين ، فصيّر قسمي في صلب عبد الله وقسم علّي في صلب أبي طالب ، فعلّى منّي وأنا منه لحمه من لحمي ودمه من دمي ، فمن أحبّه فبحبي أحبّه ومن أبغضه فببغضي أبغضه . . .

وعن ابن عمر ، قال : بينما رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم جالس ذات يوم ببطحاء مكّة ، إذ هبط عليه جبرئيل الرّوح الأمين ، قال : يا محمّد ، إنّ ربّ العرش يقرأ عليك السّلام ويقول لك : لما أخذ ميثاق النبّيين أخذ ميثاقك في صلب آدم عليه السّلام ، فجعلك سيّد الأنبياء وجعل وصيك سيّد الأوصياء علي بن أبي طالب ، ويقول يا محمّد ، وعزّتي لو سألتني أن أزيل السماوات والأرض لا زلتهما لكرامتك علّي . . .

وعن أنس بن مالك عن النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : كلّ مولود يولدُ على الفطرة فهو في سرية من التربة التّي خلق منها وأنا وعلي بن أبي طالب خلقنا من تربة واحدة . . . وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : خلقت وعليّ بن أبي طالب من نور واحد ، نسبّح الله عزّوجلّ في يمين العرش قبل خلق الدّنيا ، ولقد سكن آدم الجنّة ونحن في صلبه ، ولقد ركب نوح السفّينة ونحن في صلبه ، ولقد قُذف إبراهيم في النّار ونحن في صلبه ، فلم يزل يقلّبنا الله عزّوجلّ من أصلاب طاهرة إلى أرحام طاهرة حتّى انتهى بنا إلى عبد المطلب فجعل ذلك النّور نصفين ، فجعلني في صلب عبد الله وجعل عليّاً في صلب أبي طالب وجعل في النّبوة والرّسالة وجعل في علي الفروسيّة والفصاحة واشتّق لنا اسمين من أسمائه ، فرب العرش محمود وأنا محمّد ، وهو الأعلى ، وهذا علّي . . .

أمّا المكث والمدّة : روي عن ابن عبّاس من طريق الكلبي ، انّه قال : لما خلق الله آدم خلقه في الأرض ، فمكث مخلوقاً أربعين سنة لا يدري ما اسمه ولا ما يراد به إلاّ الله عزّوجلّ ، قالوا : والحكمة فيه . . . ليكون أيضاً فيه دلالة على حسن التأني وترك العجلة في أكثر الأمور ، وكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، كذلك كانت حاله بين الصحابة من لدن بلوغه إلى أن قام بالأمر . . .

أمّا الصاحبة والزوجة : فانّ الله سبحانه خلق حواء من ضلع من أضلاع آدم القيصري ليكون زوجه من نفسه فيسكن إليها ويتفقا ويأتلفا ولا يتباغضا ولا يختلفا ، فكذلك كانت الزّهراء رضوان الله عليها من نفس المرتضى كما كان المرتضى من طينة المصطفى ، ولذلك قال عليه السّلام : إنّ فاطمة بضعة منّي . . . وعن موسى بن عبد ربّه ، قال : سمعت مولاي علّي بن أبي طالب يقول : قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : لولا إنّ الله عزّوجلّ خلقك ما كان لفاطمة عليها السّلام كفو . . .

وأمّا التزويج والخلعة : فانّ تزويج حوّاء رضوان الله عليها نزل من السماء على لسان جبرئيل عليه السّلام ، وكذلك تزويج فاطمة الزّهراء رضوان الله عليها نزل من السّماء على لسان جبرئيل عليه السّلام ، والّذي يدل عليه أحاديث[1].

وأمّا العلم والحكمة : فانّ الله تعالى قال لآدم عليه السّلام : ( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ) ففضلّ بالعلم العباد الذّين كانوا لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون واستحقّ بذلك منهم السُّجود له فكما لا يصير العلم جهلا والعالم جاهلا فكذلك لم يصر آدم المفضلّ بالعلم مفضولا . . . وكذلك المرتضى رضوان الله عليه ففضّل بالعلم والحكمة . . قال النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : أنا مدينة العلم وعلّي بابها ، وفي بعض الرّوايات : أنا دار الحكمة وعلّي بابها .

وذكر العاصمي بعض علوم أمير المؤمنين علّي على النحو الآتي :

( 1 ) علمه بالقضاء : وروى بعض أقضيته[2].

( 2 ) علمه بالمخاطبة : وروى بعض خطبه وكتبه[3].

( 3 ) علمه بالكوائن والملاحم والفتن واخبار الآجال . وروى بعضها ثمّ قال : أحاديث الفتن والكوائن كثيرة ، وليست من شرط هذا الكتاب ولكنّا ذكرنا بعضها تحقيقاً لما ذكرنا من وقوف المرتضى على العلم بالكوائن[4].

( 4 ) علمه بمصلحة البدن ، وروي عنه سلام الله عليه في ذلك روايات[5].

( 5 ) علمه بمعرفة الأوقات[6].

( 6 ) رجوع الصّحابة إليه في شتّى العلوم[7].

( 7 ) علمه بالنّحو والصّرف والحساب والهندسة[8].

وأمّا الذّهن والفطنة : فانّ الملائكة وإن كانوا اقدم من آدم عليه السّلام مدة واسبق منه عبادةً وخدمةً وأكثر منه تجربةً للأقوام ومعاينة للأيام ، فصاروا في محل الأشياخ المعمّرين والقدماء دون المؤخّرين ، وكذلك الجنّ في طول أيّامهم وكثرة أجيالهم وأقوامهم وامتداد أعمارهم واشتداد أعوانهم وأنصارهم . . فإنّه قد يكون من الجنّ المجوس والنّصارى واليهود ، ويكون منهم الانكار والشرك والجحود ، والملائكة هم أهل الصّفوة والمطهّرون عن الرّيبة والجفوة ، ولذلك راجعوا الله سبحانه بقولهم : ( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ )[9] فانّ آدم عليه السّلام كان أكثر منهم ذهناً وإن كان أصغر منهم سنّاً فصار عند المقايسة بهم في محل الشباب والاحداث ، ولم يضعه سنّه وحداثة عمره من رتبته التّي جعلها الله تعالى له ، فقد قال سبحانه : ( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا )[10] وقال لهم : ( أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) قالوا : ( سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا )[11] إلى إنّ قال : ( أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) الآية ، وكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، وإن كان أصغرهم سنّاً فلم يضعه سنّه عن رتبته التّي جعلها الله تعالى له ، لأنّه كان أوفرهم ذهناً ، ولذلك أجاب عن المسائل الواقعة دونهم لدعوة النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فقد كان الرّسول عليه السّلام علّمه دعاء يكرمه الله تعالى إذا دعاه به بالذّهن والحفظ والفطنة . . . وبدو اسلام المرتضى سلام الله عليه . . . كان أوّل من أسلم بعد خديجة عليّ بن أبي طالب وهو يومئذ ابن عشر سنين . . .

قال الحسن ويقال كان دون تسع ولم يعبد الأصنام . . .

وقال أبو زبيد : إنّ عليّاً ساد بالتكرّم والحلم غاية التحلّم ، هداه ربّه للطّريق الأقوم بأخذه الحل وترك المحرّم . . .

الأمر والخلافة : فانّ آدم عليه السّلام قد كان خليفته تعالى في أرضه . . . فكذلك المرتضى رضوان الله عليه كان خليفة الرّسول عليه السّلام في أمته . . .

الأعداء والمخالفة : فانّ آدم عليه السّلام لما أهبط إلى الأرض وأحسّ إبليس بما يستقبله منه ومن أولاده أخذ يبذل وسع مجهوده في معاداته ومناصبته والمنع عن موالاته ومقاربته . . . فكذلك المرتضى رضوان الله عليه لما قام بأعباء الولاية وتمسك بوجوه الكفاية أشفق إبليس اللّعين منه ومن قيامه ، لما علم من أخلاقه واقدامه وتفوّقه بوجوه الصلابة والهداية والأمانة والدّراية فأغرى عليه الأعداء من كلّ جانب من بين أقارب وأجانب .

أمّا الوفاة والوصيّة : فقد ذكر الواقدي بسنده قال : لما انقضى أجل آدم عليه السّلام أوحى الله تعالى إليه ، إنّ يا آدم ، إنّي قابض روحك في يوم كذا في وقت كذا وهو يوم الجمعة الذّي خلقتك فيه ، فأوص إلى خير ولدك هبة الله الذي وهبته لك واجعل وصيَّتك في التابوت الّذي أنزلته عليك من جنّتي ، وخذ عليه عهد الله وميثاقه إنّ يؤمن بالله وبنبيه أحمد الّذي يكون في آخر الزّمان الأمي خاتم النبّيين وسيّد المرسلين ، فانّ الجنّة محرمة على من لقيني وهو لا يؤمن بي وبرسولي أحمد . . . فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، أشبه آدم عليه السّلام في الوفاء والوصيّة إلى ابنه الحسن رضوان الله عليهما . . عن أبي معشر قال : قتل علي بن أبي طالب في رمضان يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان سنة أربعين قال ابن بكّار : قتله ابن ملجم . وعن وهب بن جرير قال : قتل لتسع عشرة ليلة خلت من رمضان ، فانظر كيف توافقا في الوفاة يوم الجمعة لتعلم بذلك صحّة ما ذكرناه . . .

بالأولاد والعترة : فانّ آدم عليه السّلام لما صار إلى رحمة الله خرج أولاده من ذل الغربة والوحدة إلى عزّ الغلبة والجدة ، فاخذوا الأرض بمناكبها في مشارقها ومغاربها ومسالكها ومذاهبها قرنا بعد قرن . . . فكذلك المرتضى . ثم قال : انّما ذكرنا هذه الأحاديث تأكيداً لما ذكرنا من إيراث الله سبحانه أولاد الرّسول عليه السّلام وجه الأرض كما أورثهم الأموال بعد الفقر والقلّة ويضيف إليها الغلبة والعزّة بعد الذلّة واليه أشار بقوله تعالى : ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ )[12] والله لا يخلف الميعاد ، ولا يحبّ الفساد .

فهذه وجوه المشابهة بين المرتضى رضوان الله عليه وبين أبينا آدم ولهذه الوجوه ولغيرها أوجبت الحكمة افتتاح السورة ( هَلْ أَتَى )[13] بذكر آدم عليه السّلام ومدّته قبل ذكر المرتضى زمرته ، ونعوذ بالله من التحكم عليه وعلى كتابه ولكن على وجه التخمين والامكان والله المستعان على بلاء الزّمان " .

قال البياضي : " قال الله تعالى ( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ) و ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ) وقال النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم " أنا مدينة العلم وعلّي بابها " و " من ناصب عليّاً على الخلافة بعدي فهو كافر " كما رواه ابن المغازلي الشافعي وغيره "[14].

 


[1] راجع الفصل الثّاني عشر من الباب الثّالث ، والفصل التّاسع والثلاثين من الباب الثالث من زين الفتى في تفسير سورة هل أتى ص 143 من المخطوطة .

[2] زين الفتى ص 185 .

[3] المصدر ص 199 .

[4] زين الفتى ص 274 .

[5] المصدر ص 275 .

[6] المصدر ص 278 و 279 و 319 .

[7] المصدر ص 278 و 279 و 319 .

[8] المصدر ص 278 و 279 و 319 .

[9] سورة البقرة : 30 .

[10] سورة البقرة : 31 .

[11] سورة البقرة 32 ، 34 .

[12] سورة الأنبياء : 105 .

[13] سورة الانسان : 1 .

[14] الصّراط المستقيم ج 1 ص 100 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






اللجنة التحضيرية للمؤتمر الحسيني الثاني عشر في جامعة بغداد تعلن مجموعة من التوصيات
السيد الصافي يزور قسم التربية والتعليم ويؤكد على دعم العملية التربوية للارتقاء بها
لمنتسبي العتبة العباسية قسم التطوير ينظم ورشة عن مهارات الاتصال والتواصل الفعال
في جامعة بغداد.. المؤتمر الحسيني الثاني عشر يشهد جلسات بحثية وحوارية