المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17818 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



التمثيلُ في الآية (59-60) من سورة آل عمران  
  
2695   03:57 مساءاً   التاريخ: 11-10-2014
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : الأمثال في القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص127-129.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / الأمثال في القرآن /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-11-2014 1955
التاريخ: 11-10-2014 1745
التاريخ: 11-10-2014 2439
التاريخ: 2023-08-07 1889

 قال تعالى : {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [آل عمران : 59 ، 60] .

تفسيرُ الآية

ذكرَ سبحانه كيفية ولادة المسيح من أُمّه ( مريم العذراء ) وابتدأ بيانه بقوله : { إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ...} ، وانتهى بقوله : { قالَتْ رَبّ أَنّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قالَ كَذلِكَ اللهُ يَخْلُقُ ما يَشَاءُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [آل عمران : 45ـ47] .

وبذلك أثبتَ أنّ المسيح مخلوق لله سبحانه مولود من أُمّه العذراء دون أن يمسّها بشر ، وأنّه ( عليه السلام ) آية من آيات الله سبحانه ، ولمّا كانت النصارى تتبنّى إلوهية المسيح وأنّه يؤلِّف أحد أضلاع مثلّث الإلوهية : الربّ ، والابن ، وروح القُدس ، وكانت تؤمن أنّه ابن الرب ؛ لأنّه ولِدَ من مريم بلا أب .

ولمّا احتجّوا بهذا الدليل أمام النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، وافاه الوحي مُجيباً على

استدلالهم : بأنّ كيفية خَلق المسيح أيضاً هي كيفية خَلق آدم ؛ حيث إنّ آدم خُلق من ترابٍ بلا أب وأُمّ ، فإذا كان هذا أمراً ممكناً ، فمِثله المسيح حيث ولِد من أُمّ بلا أب ، فهو أهون بالإمكان .

وبعبارة أُخرى : إنّ المسيح مثل آدم في أحد الطرفين ، ويكفي في المماثلة المشاركة في بعض الأوصاف ، ففي الحقيقة هو من قبيل تشبيه الغريب بالأغرب ؛ ليكون أقطع للخصم وأحسم لمادة الشبهة .

إنّ من الأسئلة المثارة حول قوله سبحانه : { ثُمَّ قال لَهُ كُنْ فيكون } هو أنّ الأنسب أن يقول : ( ثُمّ قال له كُن فكان ) فلماذا قال : { فيكون } ؛ لأَنّ أمرَهُ سبحانه بالتحقّق أمر يلازم تحقّق الشيء دفعة ؟

والجواب : إنّه وضَعَ المضارع مكان الماضي وهو أمر جائز ، والنكتة فيه هي : تصوير الحالة الماضية ؛ فإنّ تكوّن آدم كان أمراً تدريجياً لا أمراً دفعياً .

وبعبارة أُخرى : إنّ قوله : ( كُنْ ) وإن كان دالاً على انتفاء التدريج ولكنّه بالنسبة إليه سبحانه ، وأمّا بالنسبة إلى المخلوق فهو على قسمين : قسم يكون فاقداً له كالنفوس والعقول الكلّية ، وقسم يكون أمراً تدريجياً حاصلاً بالنسبة إلى أسبابها التدريجية ، فإذا لوحِظ الشيء بالقياس إليه تعالى فلا تدريج هناك ولا مهلة ؛ لانتفاء الزمان والحركة في المقام الربوبي ، ولذا قال سبحانه : { وَما أَمْرنا إِلاّ واحدةٌ كَلَمْحٍ بالْبَصَر }[ القمر : 50] ، وأمّا إذا لوحظ بالقياس إلى وجود الممكن وأسبابه فالتدريج أمر متحقّق ، وبالجملة فقوله : ( فيكون ) ناظر إلى الحالة الماضية (1) .

وهناك وجه آخر ذكره المحقّق البلاغي عند تفسير قوله سبحانه : { بَدِيعُ السَّمواتِ والأَرْض وَإِذا قَضى أَمْراً فَإنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُون } .

إنّ قوله : ( فيكون ) تفريع على قوله : ( يَقُولُ ) ، وليس جزاءً لقوله تعالى : ( كُنْ ) ؛ لأَنّ الكون بعد الفاء هو نفس الكون المأمور به لا جزاءه المترتّب عليه ، وتَوهمُ أنّه جزاء لذات الطلب أو ملكوت مع الطلب ، مدفوعٌ بأنّه لو صحّ لوجبَ أن يُنصب مع أنّه مرفوع (2) .

وعلى كلّ تقدير ، فالقرآن الكريم يستدلّ على إبطال إلوهية المسيح بوجوه مختلفة ، منها : هو تشبيه ولادة المسيح بآدم ، والتمثيل المذكور يتكفّل بيان هذا الأمر أيضاً ، وفي الحقيقة الآية مُنحلّة إلى حجّتين تفي كلّ واحدة منهما بنفي الإلوهية عن المسيح .

إحداهما : إنّ عيسى مخلوق لله ـ على ما يعلمه الله لا يضلّ في علمه ـ خِلقة بشر وإن فَقدَ الأب ، ومَن كان كذلك كان عبداً لا ربّاً .

وثانيهما : إنّ خِلقته لا تزيد على خلقة آدم ، فلو اقتضى سنخ خلقه أن يقال بإلوهيته بوجهٍ لاقتضى خلقُ آدم ذلك ، مع أنّهم لا يقولون بها فيه ، فوجبَ أن لا يقولوا بها في عيسى ( عليه السلام ) أيضاً لمكان المماثلة .

ويظهر من الآية : أنّ خلقة عيسى كخلقة آدم خلقة طبيعية كونيّة ، وإن كانت خارقة للسنّة الجارية في النسل ، وهي حاجة الولد في تكوّنه إلى والد (3) .

_______________________

1 ـ الميزان : 3/212 ؛ المنار : 3/319 .

2 ـ آلاء الرحمان : 1/120 .

3 ـ الميزان : 3/212 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .