المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9148 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

النقد بين البناء والهدم
2023-12-11
التصديق على المعاهدة
18-6-2018
مرض الذبول (انثراكنوز) وطرق مكافحته Anthracnose
18-10-2016
مقاومة الغرائز وتباين الطبائع والواجبات
2023-05-11
ما هي أسباب الهجرة النبوية ونتائجها؟
2024-05-29
نشأة التشيع عبر الفرس المجوس
18-11-2016


العمارة الأولى للقبة الحسينية الشريفة  
  
3306   10:17 صباحاً   التاريخ: 19-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص459-460
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

كانت في زمن بني أمية إذ تدل جملة من الآثار والأخبار أنه كان عليه سقيفة ومسجد في زمن بني أمية واستمر ذلك إلى زمن الرشيد من بني العباس لكن لا يعلم أول من بنى ذلك قال السيد محمد بن أبي طالب الحسني الحائري فيما حكي عن كتابه تسلية المجالس وزينة المجالس في مقتل الحسين (عليه السلام) : كان قد بني عليه مسجد ولم يزل كذلك بعد زمن بني أمية وفي زمن بني العباس إلى آخر كلامه ؛ ويدل الخبر الذي رواه السيد علي بن طاوس في الاقبال عن الحسين بن أبي حمزة أنه كان عليه سقيفة لها باب في آخر زمن بني أمية حيث قال فيه : خرجت في آخر زمن بني أمية وأنا أريد قبر الحسين (عليه السلام) إلى أن قال : حتى إذا كنت على باب الحائر خرج إلي رجل ثم قال : فلما انتهيت إلى باب الحائر : فجئت فدخلت .

وقال الصادق (عليه السلام) لجابر الجعفي في حديث رواه ابن قولويه في كامل الزيارة إذا أتيت قبر الحسين (عليه السلام) فقل ؛ وجابر توفي على ما ذكره النجاشي سنة 128 ومات مروان بن محمد آخر ملوك بني أمية سنة 132 فتكون وفاته قبل انقضاء دولتهم بأربع سنين ، وروى ابن قولويه في كامل الزيارة عن أبي حمزة الثمالي عن الصادق (عليه السلام) في كيفية زيارة الحسين (عليه السلام) أنه قال فإذا أتيت الباب الذي يلي الشرق فقف على الباب وقل ؛ ثم قال ثم تخرج من السقيفة وتقف بحذاء قبور الشهداء .

وهو صريح في أن البناء كان سقيفة له باب من الشرق وقوله الباب الذي يلي الشرق يدل على وجود باب غيره وفي حديث صفوان الجمال عن الصادق (عليه السلام) إذ أردت زيارة الحسين بن علي فإذا أتيت الباب فقف خارج القبة وارم بطرفك نحو القبر وقل ثم ادخل رجلك اليمنى القبة وأخر اليسرى وقل ثم ادخل الحائر وقم بحذائه .

وقال المفيد في مزاره عند ذكره لرواية صفوان بن مهران فإذا أتيت باب الحائر فقف ثم تأتي باب القبة فقف من حيث يلي الرأس ثم أخرج من الباب الذي عند رجلي علي بن الحسين ثم توجه إلى الشهداء ثم امش حتى تأتي مشهد العباس بن علي فقف على باب السقيفة وقل وروى ابن قولويه بسنده عن أبي حمزة الثمالي عن الصادق (عليه السلام) : فإذا أردت زيارة العباس فقف على باب السقيفة وقل ثم ادخل .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.