المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 5863 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
مملكة «متني» في خطابات تل العمارنة.
2024-07-04
مملكة آشور وخطابات «تل العمارنة»
2024-07-04
آلاشيا «قبرص» في خطابات تل العمارنة.
2024-07-04
لمحة عن ممالك الشرق التي جاء ذكرها في خطابات تل العمارنة (بابل)
2024-07-04
معنى الازدراء
2024-07-04
معنى الخبت
2024-07-04

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


شرح الدعاء (الثاني والعشرون) من الصحيفة السجّاديّة.  
  
964   03:15 مساءً   التاريخ: 2023-10-16
المؤلف : السيّد محمد باقر الداماد.
الكتاب أو المصدر : شرح الصحيفة السجّاديّة الكاملة.
الجزء والصفحة : ص 221 ـ 230.
القسم : الاخلاق و الادعية / أدعية وأذكار /

وكان من دعائه (عليه السلام) عند الشدّة وَالجهد وَتعسّر الأمور:

اللَّهُمَّ إنَّكَ كَلَّفْتَنِي مِنْ نَفْسِي مَا أَنْتَ أَمْلَكُ بِهِ مِنِّي، وَقُدْرَتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيَّ أَغْلَبُ مِنْ قُدْرَتِي، فَأَعْطِنِي مِنْ نَفْسِي مَا يُرْضِيْكَ عَنِّي، وَخُذْ لِنَفْسِكَ رِضَاهَا مِنْ نَفْسِي فِي عَافِيَة. أللَّهُمَّ لاَ طَاقَةَ لِي بِالجَهْدِ (1) وَلاَ صَبْرَ لِي عَلَى البَلاَءِ، وَلاَ قُوَّةَ لِي عَلَى الْفَقْرِ، فَلاَ تَحْظُرْ عَلَيَّ رِزْقِي، وَلاَ تَكِلْنِيْ إلَى خَلْقِكَ (2) بَلْ تَفَرَّدْ بِحَاجَتِي، وَتَولَّ كِفَايَتِي، وَانْظُرْ إلَيَّ وَانْظُرْ لِي فِي جَمِيْعِ اُمُورِي، فَإنَّكَ إنْ وَكَلْتَنِي إلَى نَفْسِي عَجَزْتُ عَنْهَا وَلَمْ اُقِمْ مَا فِيهِ مَصْلَحَتُهَا، وَإنْ وَكَلْتَنِي إلَى خَلْقِكَ تَجَهَّمُونِي  (3) وَإنْ أَلْجَأتَنِيْ إلَى قَرَابَتِي حَرَمُونِي وَإنْ أَعْطَوْا(4) أَعْطَوْا قَلِيْلاً نَكِداً، وَمَنُّوا عَلَيَّ طَوِيلاً، وَذَمُّوا كَثِيراً، فَبِفَضْلِكَ أللَّهُمَّ فَأَغْنِنِي، وَبِعَظَمَتِكَ فَانْعَشنِي (5) وَبِسَعَتِكَ فَابْسُطْ يَدِي، وَبِمَا عِنْدَكَ فَاكْفِنِي. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَخَلِّصْنِي مِنَ الْحَسَدِ، وَاحْصُرْنِي عَن الذُّنُوبِ، وَوَرِّعْنِي عَنِ الْمَحَارِمِ، وَلا تُجَرِّئْنِي عَلَى الْمَعَاصِي وَاجْعَلْ هَوايَ عِنْدَكَ، وَرِضَايَ فِيمَا يَرِدُ عَلَيَّ مِنْكَ، وَبَارِكْ لِي فِيْمَا رَزَقْتَنِي، وَفِيمَا خَوَّلْتَنِي (6) وَفِيمَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ، وَاجْعَلْنِي فِي كُلِّ حَالاَتِي مَحْفُوظَاً مَكْلُوءاً مَسْتُوراً مَمْنُوعاً مُعَاذاً مُجَاراً. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاقْضِ عَنِّي كُلَّمَا أَلْزَمْتَنِيهِ، وَفَرَضْتَهُ عَلَيَّ لَكَ فِي وَجْه مِنْ وُجُوهِ طَاعَتِكَ، أَوْ لِخَلْق مِنْ خَلْقِكَ، وَإنْ ضَعُفَ عَنْ ذَلِكَ بَدَنِي، وَوَهَنَتْ عَنْهُ قُـوَّتِي (7) وَلَمْ تَنَلْهُ مَقْدِرَتِي (8) وَلَمْ يَسَعْهُ مَالِي وَلاَ ذَاتُ يَدِي، ذَكَرْتُهُ أَوْ نَسِيتُهُ، هُوَ يَا رَبِّ مِمَّا قَدْ أَحْصَيْتَهُ عَلَيَّ وَأَغْفَلْتُهُ أَنَا مِنْ نَفْسِي، فَأَدِّهِ عَنِّي مِنْ جَزِيْلِ عَطِيَّتِكَ وَكَثِيرِ مَا عِنْدَكَ، فَإنَّكَ وَاسِعٌ كَرِيمٌ، حَتَّى لاَ يَبْقَى عَلَيَّ شَيْءٌ مِنْهُ تُرِيدُ أَنْ تُقَاصَّنِي بِهِ مِنْ حَسَنَاتِي، أَوْ تُضَاعِفَ بِهِ مِنْ سَيِّئاتِي يَوْمَ أَلْقَاكَ يَا رَبِّ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَارْزُقْنِي الرَّغْبَةَ فِي الْعَمَـلِ لَكَ لآخِـرَتِي، حَتَّى أَعْرِفَ صِدْقَ ذلِكَ مِنْ قَلْبِي، وَحَتَّى يَكُونَ الْغَالِبُ عَلَيَّ الزُّهْدُ فِي دُنْيَايَ، وَحَتَّى أَعْمَلَ الْحَسَنَاتِ شَوْقاً، وَآمَنَ مِنَ السَّيِّئاتِ فَرَقاً (9) وَخَوْفاً، وَهَبْ لِي نُوراً (10) أَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ، وَأَهْتَدِي بِهِ فِي الظُّلُماتِ، وَأَسْتَضِيءُ بِهِ مِنَ الشَّكِّ وَالشُّبُهَـاتِ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَارْزُقْنِي خَوْفَ غَمِّ الْوَعِيْـدِ، وَشَوْقَ ثَوَابِ الْمَوْعُودِ (11) حَتَّى أَجِدَ لَذَّةَ مَا أَدْعُوكَ لَهُ، وَكَأْبَةَ (12) مَا أَسْتَجِيرُ بِكَ مِنْهُ. أللَّهُمَّ قَـدْ تَعْلَمُ مَا يُصْلِحُنِي مِنْ أَمْرِ دُنْيَايَ وَآخِـرَتِي فَكُنْ بِحَوَائِجِيْ (13) حَفِيّاً (14) أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَارْزُقْنِي الْحَقَّ عِنْدَ تَقْصِيرِي فِي الشُّكْرِ لَكَ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فِي اليُسـرِ وَالْعُسْرِ وَالصِّحَّـةِ وَالسَّقَمِ، حَتَّى أَتَعَرَّفَ مِنْ نَفْسِي رَوْحَ الرِّضَا، وَطُمَأنِينَةَ النَّفْسِ (15) مِنِّي بِمَا يَحْدُثُ لَكَ فِيمَا يَحْدُثُ فِي حَالِ الْخَوْفِ وَالاَمْنِ وَالرِّضَا وَالسُّخْطِ وَالضَّرِّ وَالنَّفْعِ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَارْزُقْنِي سَلاَمَةَ الصَّدْرِ مِنَ الْحَسَدِ، حَتَّى لاَ أَحْسُدَ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ عَلَى شَيْء مِنْ فَضْلِكَ، وَحَتَّى لاَ أَرى نِعْمَـةً مِنْ نِعَمِـكَ عَلَى أَحَد مِنْ خَلْقِكَ فِي دِيْن أَوْ دُنْيا (16) أَوْ عَافِيَة أَوْ تَقْوَى أَوْ سَعَة أَوْ رَخاء، إلاّ رَجَوْتُ لِنَفْسِي أَفْضَلَ ذلِكَ بِكَ وَمِنْكَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّـد وَآلِـهِ، وَارْزُقْنِي التَّحَفُّظَ مِن الْخَطَايَا، وَالاحْتِرَاسَ مِنَ الزَّلَلِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فِي حَالِ الرِّضَا وَالْغَضَبِ، حَتَّى أكُونَ بِمَا يَرِدُ عَلَيَّ مِنْهُمَا (17) بِمَنْزِلَة سَوَاء، عَامِلاً بِطَاعَتِكَ، مُؤْثِراً لِرِضَاكَ عَلَى مَا سِوَاهُمَا فِي الأَوْلِياءِ وَالأعْدَاءِ (18) حَتّى يَأْمَنَ عَدُوِّي مِنْ ظُلْمِي وَجَوْرِي، وَيَيْأَسَ وَلِيِّي مِنْ مَيْلِي وَانْحِطَاطِ هَوَايَ، وَاجْعَلنِي مِمَّنْ يَدْعُوكَ مُخْلِصاً في الرَّخَاءِ (19) دُعَـاءَ الْمُخْلِصِينَ الْمُضْطَرِّينَ لَـكَ فِي الدُّعَاءِ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجيدٌ.

 

 (1) قوله عليه السلام: بالجهد

الجهد بالفتح المشقّة، وأمّا الذي بمعنى الوسع والطاقة فبالضمّ، يقال: جهد الرجل فهو مجهود إذا وجد مشقّة، وجهد الناس فهم مجهودون إذا أجدبوا.

فأمّا أجهد فهو مجهد بالكسر، فمعناه ذو جهد ومشقّة، أو هو من أجهد دابّته إذا حمل عليها في السير فوق طاقتها، ورجل مجهد إذا كان ذا دابّة ضعيفة من التعب، وأجهد فهو مجهد بالفتح، أي: أنّه وقع في الجهد والمشقّة، قاله ابن الأثير في النهاية (1).

وقال المطرّزي في مغربه: جهده حمله فوق طاقته من باب منه، ويجهد نفسه، أي: يكلّفها مشقّة في حمل السلاح. وأجهد لغة قليلة، والجهد والجهود المشقّة، ورجل مجهود ذو جهد. والجهاد مصدر جاهدت العدوّ إذا قابلته في تحمّل الجهد ـ بالفتح ـ أي: المشقّة، أو بذل كلّ منهما جهده بالضمّ، أي: طاقته في دفع صاحبه (2).

 

(2) قوله عليه السلام: إن وكلتني إلى خلقك

في الأصل بالتخفيف، وفي رواية «ش» وكّلتني بالتشديد، والنقل إلى باب التفعيل على هذه النسخة للمبالغة في أصل المعنى، وهو الكلة إلى الخلق، لا للتعدية.

 

(3) قوله عليه السلام: تجهّموني

تجهّمه أي: استقبله كلاحاً، وتلقّاه بكلوح وغلظة ووجه كريه.

وفي المغرب: رجل جهم الوجه، أي: عبوس.

وبه سمّي جهم بن صفوان المنسوب إليه الجهميّة، وهي فرقة شائعة على مذهبه، وهو القول بأنّ الجنّة والنار تفنيان، وأنّ الإيمان هو المعرفة فقط دون الإقرار ودون سائر الطاعات، وأنّه لا فعل لأحد على الحقيقة إلّا لله، وأنّ العباد فيما ينسب إليهم من الأفعال كالشجرة تحرّكها الريح، فإنّ الإنسان عنده لا يقدر على شيء، إنّما هو مجبر في أفعاله لا قدرة له ولا إرادة ولا اختيار، وإنّما يخلق الله الأفعال فيه على ما يخلق في الجمادات، وتنسب إليه مجازاً كما تنسب إليها (31).

 

(4) قوله عليه السلام: وإن أعطوا

رواية «ش» بإسقاط الواو وفتح الهمزة وعدم تكرار (4) أعطوا.

 

(5) قوله عليه السلام: فأنعشني

أي: ارفع قدري ودرجتي.

 

(6) قوله عليه السلام: فيما خوّلتني

التخويل التمليك، وقيل: من الرعاية وقيل: من التعهّد وحسن الرعاية وخوّله الله شيئاً، يحتمل الجميع.

 

(7) قوله عليه السلام: ووهنت عنه قوّتي

من الوهن الضعيف، يتعدي ولا يتعدّى، يقال، وهن إذا ضعف، ووهنه غيره وأوهنه أيضاً، أي: أضعفه من الوهن، ومنه في التنزيل الكريم: {وَلَا تَهِنُوا} (5) أي: لا تضعفوا: {وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ} (6).

والفرق بينه وبين الوهي: أنّ الوهي ضعف تهيّأ به الشيء للسقوط، أو للتخرّق والانشقاق، يقال: وهي الحائط إذا ضعف وهمّ بالسقوط، ووهي السقاء يهي وهيّأ إذا تخرّق وانشقّ، ومنه: {وَانشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ} (7).

 

(8) قوله عليه السلام: ولم تنله مقدرتي

المقدرة ـ بفتح الميم وبتثليث الدال ـ مصدر قدر عليه يقدر قدرة ومقدرة، ومنه قولهم: المقدرة تذهب الحفيظة. وبالفتح والكسر بمعنى اليسار، يقال: رجل ذو مقدرة، أي: ذو يسار وأمّا من القضاء والقدر فالمقدرة بالفتح لا غير.

وقيل (8): الميم مضمومة في عدّة نسخ، والمستفاد من اللغة أنّها مفتوحة وهذا شيء لم تبلغني روايته عن أحد من المشايخ (9) ولا أيضاً صادفته فيما وقعت إليّ من النسخ المضبوطة المعوّل عليها.

 

(9) قوله عليه السلام: فرقاً

الفرق بالتحريك: الخوف والفزع، والفعل منه باب طلب، وربّما يقال: وقد يكون من باب علم أيضاً.

 

(10) قوله عليه السلام: وهب لي نوراً

أي: نوراً عقليّاً هو العلم «أمشي به في الناس» أي: في ممشاهم القدسي، في سفرهم الإستكماليّ الملكوتيّ إلى جناب بارئهم ذي الملك والملكوت، أو أمشي به في عرضهم وفي جملتهم دليلاً لهم وهادياً إيّاهم إلى دار إقامتهم وموطن بقائهم وأرض حياتهم، وإلى منتهى منازلهم في سيرهم إلى الله وعودهم إليه، واقترارهم في مقرّهم عنده.

جعلنا الله سبحانه ممّن يسلك في زمرته عليه السلام ذلك المسلك، ويهتدي بهداه لذلك السبيل، ويرتع من بركاته في ذلك المرتع، إنّه سميع الدعاء لطيف لما يشاء.

 

(11) قوله عليه السلام: وشوق ثواب الموعود

الإضافة: إمّا بتقدير «من»، أو بيانيّة.

 

(12) قوله عليه السلام: وكأبة

الكأبة بالفتحات على ما في الأصل: سوء الحال وتغيّر النفس والانكسار من الحزن، وكذلك الكآبة بالمدّ على ما في رواية "ش".

وفي الصحاح وفي مجمل اللغة: إنّ الكأبة بإسكان الهمزة والكآبة بالمدّ مثل الرأفة والرآفة (10).

 

(13) قوله عليه السلام: بحوائجي

 

الأصل في هذه اللفظة، وكذلك المعروف من استعمال أئمّة الفنون الأدبيّة الموثوق بهم إيّاها الهمز، فإنّها كالحاجات والحوج جمع الحاجة، والألف في الحاجة منقلبة عن الواو اتّفاقاً. وفي القاموس: الحاجة معروفة، والجمع حاجّ وحاجّات وحوج وحوائج غير قياسيّ، أو مولدة، أو كأنّهم جمعوا حائجة. انتهى (11).

قلت: وعلى هذا تكون على الأخير غير مهموزة.

 

(14) قوله عليه السلام: حفيّاً

أي: مستقصياً مبالغاً في قضائها، من أحفى شاربه إذا بالغ في جزّه وقصّه، وأحفاه في مسألة إذا استقصى عليه في السؤال عنها، أو بارّاً لطيفاً معتنياً، من أحفى فلان بصاحبه وحفي به حفاوة وتحفّى به فهو حفّي، إذا أشفق عليه وبالغ في إكرامه والعناية في أمره وإلطافه بالمعروف، وعلى الأخير فإمّا أنّ تعليق الحفاوة بحوائجي من باب التجوّز العقلي من حيث تحقّق العلاقة المصحّحة للمجاز في الاسناد وإمّا أنّ مدخول الباء التعليقيّة حقيقة هو المضاف إليه، وتوسيط المضاف لتعيين ما فيه الحفاوة أي: كن بي حفيّاً من جهة الحوائج، وإمّا أنّ الباء للظرفيّة لا للتعليق والتعدية، والمعنى: كن في حوائجي حفيّاً بي.

 

(15) قوله عليه السلام: وطمأنينة النفس

من باب الإضافة إلى الموصوف والمحلّ. وفي رواية «كف»: وطمأنينة اليقين، من باب الإضافة إلى السبب، كما في روح الرضا.

 

(16) قوله عليه السلام: أو دنيا

هي فعلى من الدنوّ، وإنّما جعلت الدنيا اسماً لهذه الحياة لدنوّها ولبعد الأخرة عنها.

وروى الصدوق عن أمير المؤمنين عليه السلام: سمّيت الدنيا دنيا؛ لأنّها أدنى من كلّ شيء وسمّيت الآخرة أخرة لتأخّرها (12).

والجمع دني، وأصله دنوّ. ودنيا لا تنوّن؛ لأنّها لا تنصرف.

قال ابن الجوزي في تقويمه: والعامّة تقول: دنياً منوّنة.

وفي القاموس: الدنيا نقيض الآخرة، وقد تنوّن، والجمع دُني (13) ولعلّه عني بذلك استعمال العامّة لها بالتنوين.

 

(17) قوله عليه السلام: حتّى أكون بما يرد عليّ منهما

الباء بمعني «في» أو «من». وضمير التثنية للدنيا وللآخرة في حالين، أي: أكون فيما أو ممّا يرد عليّ من الدنيا والآخرة في حال الرضا والغضب بمنزلة سواء، ويحتمل إرجاع الضمير إلى الرضا والغضب.

 

(18) قوله عليه السلام: على ما سواهما في الأولياء والأعداء

ضمير التثنية المجرور في «سواهما» للدنيا والآخرة من جهة رضاه عزّ وجلّ، فالمؤثّر رضاه جلّ سلطانه في الدنيا والآخرة، والمؤثّر عليه الدنيا والآخرة من غير جهة رضاه سبحانه، والمعنى مؤثّراً لرضاك في الدنيا والآخرة على ما سوى الدنيا والآخرة من جهة رضاك، أي: على الدنيا والآخرة من غير سبيل رضاك في الأولياء وموالاتهم وفي الأعداء ومعاداتهم، مقصوراً ذلك كلّه على ابتغاء وجهك وسلوك سبيلك وتحرّي رضاك.

 

(19) قوله عليه السلام: مخلصاً في الرخاء

بإعجام الخاء في الأصل. وفي رواية «كف» في الرجاء بالجيم، من الأمل ممدوداً، أو الرجا مقصوراً ناحية البئر وحافّتاها، وكلّ ناحية رجا بالتحريك على فعل الماضي.

وفي «خ» شكرها بضمّ الشين وإسكان الكاف على المصدر.

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. نهاية ابن الأثير: 1 / 320.

2. المغرب: 1 / 101.

3. المغرب: 1 / 101 ـ 102.

4. في «ن»: تكرير.

5. سورة آل عمران: 139، وسورة النساء: 104.

6. سورة العنكبوت: 41.

7. سورة الحاقّة: 16.

8. وهو السيّد نجم الدين "منه".

9. في «س» و «ط»: من الأشياخ.

10. الصحاح: 1 / 207، ومجمل اللغة: 3 / 775.

11. القاموس: 1 / 184.

12. رواه في علل الشرائع: ص 2، وفيه: وسمّيت الآخرة آخرة؛ لأنّ فيها الجزاء والثواب.

13. القاموس: 4 / 329.

 

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.