المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



غارة بسر بن أبي أرطأة على الحجاز واليمن  
  
4156   05:14 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص318
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-02-2015 4035
التاريخ: 17-10-2015 3791
التاريخ: 29-01-2015 3411
التاريخ: 23-2-2019 2710

كان بسر صحابيا وكان من شيعة معاوية وشهد معه صفين واقتدى بعمرو في كشف سوأته وغارته على الحجاز واليمن وما فعله من قبائح الأفعال نذكر اجمالها هنا.

روى إبراهيم بن هلال الثقفي في كتاب الغارات وابن الأثير في حوادث سنة 40 أن معاوية بعث بسر بن أبي أرطأة في ثلاثة آلاف وقال سر حتى تمر بالمدينة ومكة وصنعاء وانهب أموال كل من أصبت له مالا ممن لم يكن دخل في طاعتنا فقدم بسر المدينة وبها أبو أيوب الأنصاري عامل علي عليها فهرب أبو أيوب ودخلها بسر فصعد منبرها وشتم الناس وتهددهم وشتم الأنصار فقال يا معشر اليهود وأبناء العبيد وقال والله لولا ما عهد إلي معاوية ما تركت بها محتلما وهدم بها دورا وأكره جماعة على البيعة منهم جابر بن عبد الله واستخلف عليهم أبا هريرة ثم اتى مكة فهرب عامل علي عليها قثم بن العباس فشتمهم بسر وانبهم وقتل في طريقه رجالا واخذ أموالا وأكره الناس على البيعة ثم سار إلى اليمن وكان عليها عبيد الله بن عباس عاملا لعلي فهرب منه واخذ بسر ابنين لعبيد الله صغيرين فقتلهما قال المبرد اخذهما من تحت ذيل أمهما وذبحهما على درج صنعاء فذهب عقلها وكانت لا تزال تنشدهما في المواسم فتقول :

ها من أحس بابني اللذين هما * كالدرتين تشظى عنهما الصدف

وقتل جماعة من شيعة علي باليمن وقال إبراهيم الثقفي قتل بسر في وجهه ذلك ثلاثين ألفا وحرق قوما بالنار وهو مع ذلك ومن أرسله مجتهدان مثابان ثبتت لهما العدالة لأنهما صحابيان ! !

وبلغ عليا الخبر فأرسل جارية بن قدامة السعدي في ألفين ووهب بن مسعود في ألفين فسار جارية إلى البصرة ثم اخذ طريق الحجاز حتى اتى اليمن وبلغ بسرا مسيره فانحدر إلى اليمامة واتى جارية نجران فقتل بها ناسا من شيعة عثمان وصمد نحو بسر وبسر بين يديه يفر من جهة إلى جهة حتى أخرجه من اعمال علي كلها ووثب الناس ببسر لما انصرف من بين يدي جارية لسوء سيرته وفظاظته وظلمه وغشمه وتبعه جارية حتى اتى مكة وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) قد استشهد فقال بايعوا أمير المؤمنين فقالوا قد هلك فلمن نبايع قال لمن بايع له أصحاب علي فبايعوا الحسن (عليه السلام) خوفا منه ثم اتى المدينة وأبو هريرة يصلي بالناس فهرب منه فقال جارية لو وجدت أبا سنور لقتلته ثم قال لأهل المدينة بايعوا الحسن بن علي فبايعوه ثم عاد إلى الكوفة .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.