أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-01-2015
3587
التاريخ: 21-01-2015
3303
التاريخ: 23-2-2019
2511
التاريخ: 5-5-2016
5096
|
وهذا الجو المشحون بالرغبة في القتال من قبل القائد، يؤسس لتقوية رابط آخر بين كيان المحارِب ويبن المحيط الديني الذي يعيش فيه. فلا بأس ان نضع الموضوع على شكل التساؤل التالي: هل هناك امكانية تأثر الجنود بالمحيط القتالي الذي يُنشئه لهم قائدهم (عليه السلام)؟ وهل ان تلك الامكانية تنهض الى مستوى القطعية او الى مجرد الاحتمالية؟ من اجل الاجابة على ذلك لابد من ادراج ثلاثة وجوه:
الوجه الاول: امكانية تأثر الجندي بالمحيط البطولي للقيادة: فمن الممكن للمقاتل العادي التأثر بمحيط المقاتلين الابطال، وقد تصل تلك الامكانية الى مستوى القطع. فامكانية التأثر ببطولة القائد قضية طبيعية اذا تصورنا ان قدرات المجموع قدرات غير استثنائية، بينما يكون مصدر التأثير لمن كانت له القدرة الاستثنائية وهو القائد. فبطولة الامام (عليه السلام) كانت استثنائية بلحاظ كل المعطيات التأريخية التي نلمسها. فلا شك ان شخصيته الفذة (عليه السلام) كانت تشيع على المقاتلين جواً من التواضع والايمان العميق والبطولة الفذّة والتأثر بتلك القدوة المتكاملة في الدين. فالامكانية هنا، وبلحاظ المعطيات التأريخية، تصل الى مستوى القطعية.
الوجه الثاني: احتمالية التأثر بالمحيط: والاحتمالية مرتبطة بمقدار التكهن بضخامة علم القائد وطهارة دوافعه نحو العمل العسكري. والاحتمالية هنا تعني لو ان نموذجاً بطولياً وجد على ساحة المعركة وهو يحمل علماً جماً ودافعاً ايمانياً نقياً لكان التأثر بذلك النموذج اقوى. ولكن الاحتمالية تعني نسبة مئوية من الحقيقة ونسبة اخرى من الوهم. وهذا لا يستقيم مع المصاديق القوية التي تحرك النفس الانسانية، التي نلمسها ونختبرها. فيكون الوجه الاول اقوى من الوجه الثاني.
الوجه الثالث: الاستقلال العقلي: وهو افتراض ان الجندي العادي _ غير الاستثنائي _ لا يتأثر بالمحيط القتالي أبداً، فيكون سلوكه سلوكاً عقلياً محضاً. أي ان بطولته او جبنه وجدا دون التأثر بآخرين يعتبرهم نماذج له. وهذا مما لم نجده في صفحات التأريخ. فلم يُبرز لنا التأريخ صورة جنود من هذا النمط. وهذا اضعف الوجوه.
فيتعين الوجه الاول، ونستفيد من ذلك ان امكانية تأثر جنود علي (عليه السلام) الاربعة آلاف في ذات السلاسل ببطولته كان امراً واقعياً. فلولا بطولة الامام (عليه السلام) لم يستطع ذلك الجيش تحقيق شيء على مستوى المعركة بمنظورها الجزئي والاسلام بمنظوره الكلي.
وفي ضوء ذلك نستطيع ان نقرر بأن الرغبة في القتال عند المؤمنين الموقنين كانت تحددها عوامل وصفات ايمانية مثل: الاقتحام، ونكران الذات، واليقين، والبطولة. بينما تحدد الرغبة عند عموم الناس عوامل اخرى مثل: التريث في القتال، والتردد، والفرار من الزحف، وحبّ الدنيا، والخوف من الموت، ونحوها. ومن هنا ترى ان المؤمنين الموقنين بالله حقّاً اقتحاميون في ساحة المعركة، لان دوافعهم لا تقبل تغييراً بعد ان تيقنوا بان الله معهم، وانهم يحاربون من اجل الآخرة، وان الله سيرزقهم احدى الحسنيين اما النصر واما الشهادة.
وعلى أي تقدير فان الذي نراه جندياً او قائداً في المعركة لابد ان نلمس دوافعه في الرغبة في القتال: ايماناً ويقيناً، او تردداً ورجوعاً عن القتال. لقد كان حبّ الموت ولقاء الله تعالى والكرّ ونكران الذات اهم صفات جيش ذات السلاسل بقيادة الامام (عليه السلام). بينما لمسنا من الآخرين حبّاً في الفرار وطلباً للعافية، كما سوف نلحظ في الفصول القادمة فرار ابي سفيان وأولاده يوم حُنين، وتراجع البعض في خيبر وذات السلاسل، وفرارهم في حُنين ايضاً.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|