المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علم الاحياء
عدد المواضيع في هذا القسم 10514 موضوعاً
النبات
الحيوان
الأحياء المجهرية
علم الأمراض
التقانة الإحيائية
التقنية الحياتية النانوية
علم الأجنة
الأحياء الجزيئي
علم وظائف الأعضاء
المضادات الحيوية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

جَوامع آداب المعامَلَة
16-2-2021
وصيّة سفير الحسين مسلم
29-3-2016
The prescriptive approach
11-3-2022
إنشاء بستان الخوخ
6-1-2016
هداية الامام الرضا الوشاء الى طرق الحق
31-7-2016
النباتات الطبيعية
18-4-2016


اللقاح (التطعيم) Vaccine  
  
1680   10:37 صباحاً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : اعداد المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : almerja.com
الجزء والصفحة :
القسم : علم الاحياء / اللقاحات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-9-2020 1744
التاريخ: 25-12-2020 960
التاريخ: 1-3-2016 1300
التاريخ: 25-12-2020 973

اللقاح (التطعيم)   Vaccine

تعتمد عملية التلقيح على وسيلة بيولوجية، تسمح بإدخال مادة غريبة إلى جسم الإنسان، عن طريق الحقن (بالعضل أو تحت الجلد عموماً) أو بواسطة تناول جرعة بالفم؛ وهذه المادة تشكل في حد ذاتها اللقاح وتسمى بيولوجياً بالجسم الغريب (مستضد  (Antigen.

أما الهدف المتوخى من العملية، هو الحصول على ردة فعل الجهاز المناعي للإنسان الذي يقوم بالدفاع ضد الجسم الغريب، ما يؤدي إلى إنتاج أجسام مضادة له تدعى (Antibody).

تتكون المادة الفاعلة للجسم الغريب، أي اللقاح، من جرثومة (بكتيريا أو فيروس) حضرت بطريقة بيولوجية خاصة دون أن تؤدي إلى المرض الذي تحدثه عادة، لكن تكسب الإنسان مناعة نوعية ضد الإصابة بهذه الجرثومة.

بموازاة هذه العملية البيولوجية، بالغة الدقة، يحصل تموضع لنوع من الذاكرة تحفظ صفات الجسم الغريب، بواسطة خلايا متخصصة لهذه الغاية الخلايا الليمفاوية ( Lymphocytes) وهي نوع من الكريات البيضاء الموجودة عادة في دم الإنسان، ودورها الأساس نقل المعلومات عند حدوث عدوى حقيقية بالمرض، والذي تربطه علاقة تكوينية من خلال الجسم الغريب الذي استعمل في تحضير اللقاح، مما يسمح لهذه المناعة التي اكتسبت، بواسطة التلقيح، التصرف بشكل سريع وفعال للقضاء على المرض المداهم ونتيجته حماية المريض من الإصابة.

أنواع اللقاحات

هنالك أربعة أنواع من اللقاحات، تختلف الواحدة عن الأخرى بحسب طريقة تحضيرها، وتكون نتيجتها متشابهة عموماً وهي رفد الجسم بوسائل دفاع نوعية؛ لتكون جاهزة عند الطلب عند مهاجمة جرثومة محددة لجسم الإنسان.

1-  لقاحات ناتجة من مادة معدية ولكنها غير فعالة لإحداث المرض؛ وتقوم على عملية تكاثر الجرثومة في المختبر؛ يصار بعدها القيام بعملية إبادتها (كيمياوياً أو بالحرارة عن طريق التكهرب)؛ بهذه الطريقة حضرت لقاحات ضد: الأنفلونزا، الطاعون واليرقان من فئة أ.

2-  لقاحات ناتجة من جسم جرثومي حي ومخفف، في هذه الحالة تحضر الجرثومة بعد تكاثرها مخبرياً وتحصل عملية تخفيف حدتها مرضياً، وهكذا تخسر القدرة على إحداث المرض بالكامل؛ والخلايا (التابعة للجرثومة) التي حصلت بعد عملية التكاثر، تحتفظ بعوامل إرثية تابعة للجرثومة والتي هي بمثابة جسم غريب، والهدف المراد هو الحصول على قدرة أجوبة مناعية. هذا النوع من اللقاح هو، عموماً، أكثر فعالية وأكثر استدامة لفترة التحصين (مدة مناعة أطول) من النوع الأول. أهم اللقاحات التي حضرت بهذه الطريقة هي ضد الأمراض التالية: الحصبة، الحصبة الألمانية، أبو كعب (النكاف)، جدري الماء (الحماق)، السل (التدرن الرئوي) ولقاح شلل الأطفال (عن طريق الفم) ولقاح حمى الأمعاء (فيروس الروتا) والذي يعطى عن طريق الفم كذلك (وهما اللقاحان الوحيدان اللذان يعطيان بالفم.(

3-  لقاحات محضرة عن طريق جزئيات من عوامل مرَضية معدية، في هذه الحال يحتوي اللقاح العنصر الرئيس من الجرثومة، وعندما يدخل الجسم، بعد التلقيح، يؤدي إلى ردة فعل مناعية؛ هذا ما يحصل بالنسبة إلى لقاحات: اليرقان فئة ب، الشاهوق (السعال الديكي) ولقاح ضد فيروس الورم الحليمي البشري HPV ذو المخاطر العالية على إحداث سرطان عنق الرحم.

4- لقاحات مكونة من مادة سامة (Toxine)، حيث فقدت هذه المادة فعاليتها السمية التي تفرزها الجرثومة (بكتيريا) وذلك بواسطة مادة كيماوية أو بتعريضها لدرجة حرارة محددة، لتصبح هذه المادة (Toxoid)؛ وخير مثال على هذه اللقاحات، لقاحا الكزاز (tetanus) والخانوق (diphtheria)؛ وهما مرضان ناتجان عن الإصابة بمادة سامة ونوعية لكل منهما، ولهما شغف خاص بالجهاز العصبي؛ من هنا نستنتج فداحة الإصابات فيما مضى والتداعيات الخطيرة أو الإعاقة التي كانت تسببها.

أمثلة على اللقاحات

 •    لقاح ثلاثي DPT vaccine (كزاز، خانوق، شاهوق)
 •    لقاح رباعي) tetravaccine كزاز، خانوق، شاهوق، شلل أطفال)
•     لقاح خماسي pentavalent vaccine (كزاز، خانوق، شاهوق، شلل أطفال، مستدمية الأنفلونزا)
 •    لقاح سداسي) hexa vaccine  كزاز، خانوق، شاهوق، شلل أطفال، مستدمية الأنفلونزا، التهاب الكبد ب)
 •    اللقاح الفيروسي الثلاثي MMR (حصبة، نكاف، حصبة ألمانية)
 •    لقاح ضد التهاب الكبد الوبائي أو اليرقان أ (Hepatitis A)
 •    
لقاح الحمى الدماغية الشوكية (Cerebrospinal meningitis)
 •    
لقاح حمى التيفوئيد (Typhoid fever)
 •    
لقاح جدري الماء (Chickenpox)
 •    
لقاح ضد التدرن الرئوي أو السل (Tuberculosis)
 •    
اللقاح الرئوي 23 جرثومة (Pneumo 23)
•    
اللقاح الرئوي الجديد للأطفال الرضع
•     لقاح ضد فيروس الروتا (Rotavirus)
 •    
لقاح الأنفلونزا (Influenza)
 •    
لقاح سرطان عنق الرحم
 •    لقاح الحمى الصفراء (Yellow fever)
 •    
لقاح ضد الكوليرا أو الهواء الأصفر (Cholera)

اللقاح الثلاثي، الرباعي، الخماسي والسداسي

1- لقاح ضد مرض الكزاز

وهو مرض حاد وقاتل، يصيب كل عضلات الجسم بالتصلب مع ألم مبرح، والجهاز العصبي والدماغ ويوقف عملية التنفس نتيجة الشلل الذي يحدثه في عضلات الوجه والقفص الصدري، إلى تداعيات أخرى. وجرثومة الكزاز موجودة في أي مكان في الطبيعة (التراب، الصدأ وحتى على شوك الوردة!) وتدخل جسم الإنسان عن طريق الجرح أو الحرق الملوث وغيرها (كالأدوات الطبية غير المعقمة).

2- لقاح ضد داء الخانوق

وهو، كما تشير تسميته، مرض شديد الخطورة، يبدأ بإصابة الخناق بالتهاب حاد، وعند إصابة الحنجرة تتكون طبقة احتقان حاد صلبة تلتصق بالأغشية بشكل يصعب نزعها (كما يقوم الطبيب بنزع التقيح المتراكم على اللوزتين والخناق)، وهي عبارة عن طبقة عاجية الشكل والمضمون، تؤدي إلى انسداد مجرى التنفس والاختناق، وتتمدد الإصابة نزولاً نحو الأطراف وتؤدي إلى الشلل العام؛ وهكذا يتضح أن تطور إصابة الشلل في حالة الخانوق تسري من الرأس نزولاً نحو الأطراف، بينما الإصابة بمرض شلل الأطفال، على عكس ذلك، تبدأ بالأطراف وتتطور من ثم نحو الرأس والدماغ (لم نعد نرى هذه الحالات القاتلة أو المعيقة، والفضل في ذلك يعود إلى اللقاحات).

3- لقاح ضد مرض الشاهوق أو السعال الديكي

وهو يصيب الأطفال عموماً، ويشكل خطراً داهماً على حياة الطفل كلما كان صغيراً، بخاصة لدى حديثي الولادة والرضع؛ نظراً لنوبات السعال الحاد التي تنتاب الطفل وتؤدي إلى التوقف الحاد للتنفس حتى الاختناق.

هذه اللقاحات الثلاثة سببها ثلاث جراثيم مختلفة، من نوعية البكتيريا، حضرت في بادئ الأمر في لقاح ثلاثي وسمي لقاح (DPT). بعد التطبيق المتواصل لهذه اللقاحات، في مختلف بلاد العالم، تدنت وبشكل ملحوظ نسبة هذه الأمراض، مع الاحتياطات الوقائية في حال الجروح بالنسبة إلى لقاح الكزاز، إلى اكتشاف مضادات حيوية فعالة ضد الجراثيم، وقد تراجعت نسبة التداعيات لهذه الأمراض، وغابت الإصابات في معظم أنحاء العالم، ما عدا بعض البؤر المتواجدة في بعض البلدان بالنسبة إلى الشاهوق؛ لكن مع تحسن نوعية اللقاح ضد هذا المرض الأخير، لم تعد تسجل إلا حالات فردية منه، خصوصاً لدى الكبار المسنين الذين لم يتلقوا اللقاح خلال طفولتهم.

4- اللقاح ضد مرض شلل ا لأطفال (Poliomyelitis)

شلل الأطفال، مرض فيروسي، شديد العدوى قاتل أو معيق؛ يمكن أن يصيب النخاع الشوكي والدماغ مشكلاً الشلل. تدخل الجرثومة الجسم من خلال الفم، بواسطة المياه الملوثة (عن طريق البراز)، تتكاثر بعدها في الأمعاء مشكلة حالة التهاب حاد، ارتفاعاً في الحرارة، أوجاعاً في الرأس، تعباً عاماً مع تصلب في الرقبة وآلام في الظهر. تنتقل الجرثومة من ثم إلى الدم وتصيب الجهاز العصبي وتحدث حالة شلل غير قابل للشفاء؛ ومن مضاعفات المرض (خارج نطاق الوفاة) الشلل الجزئي للأطراف أو الاختناق نتيجة إصابة عضلات التنفس والبلع.

مع الأسف الشديد، لا يزال شلل الأطفال يفتك بالمئات، بل الآلاف من الأطفال في العديد من دول العالم الثالث والبلاد الفقيرة، ومعظمها في قارتي آسيا وأفريقيا، حيث طالعتنا الأخبار أخيراً عن آلاف الإصابات التي سجلت في جنوبي نيجيريا وأودت بحياة الكثير من الأطفال (لأسباب خارجه عن طاقة منظمة الصحة العالمية WHO). أما في البلاد العربية، لا يزال المرض كامناً في بعض منها (اليمن، الصومال).

بادئ الأمر، توافر اللقاح بواسطة جرعة بالفم (جرثومة الشلل حية لكنها مخففة الفاعلية المرضية، وتحفز على تكوين المناعة ضد شلل الأطفال)؛ من ثم وضع قيد التداول لقاح بواسطة الإبرة بالعضل (الجرثومة في هذا الشكل من اللقاح عولجت، فهي غير حية، لكن حافظت على خصائصها الوراثية للحصول على المناعة نفسها). حالياً يتوفر اللقاح بالشكلين، إذ يستعمل اللقاح الفموي في حالات الجرعات التذكيرية.

يعطى لقاح شلل الأطفال من خلال إبرة (بالعضل أو تحت الجلد) ضمن اللقاح الرباعي (خانوق، كزاز، شاهوق، شلل أطفال) وعلى ثلاث دفعات ابتداء من الشهر الثاني من عمر الطفل الرضيع؛ تفصل بين الدفعة والأخرى فترة شهر أو شهرين، ويعاد اللقاح ولمرة واحدة بعد مرور 12 شهراً على الدفعة الثالثة، ثم مرة كل عام إلى حين بلوغ الطفل سن 5 سنوات؛ بعد هذا العمر تحصل بعض التعديلات في إعطاء اللقاح، يشرحها الطبيب المتابع، مع الإشارة إلى أهمية متابعة تذكير هذه اللقاحات حسب إرشادات الطبيب.

من هنا نستنتج أهمية الجرعات التذكيرية، لكل اللقاحات وليس ما يخص لقاح الشلل وحسب، ما مكن القضاء على هذا المرض القاتل. من المهم دائما العودة إلى الطبيب المتابع أو طبيب الأطفال للاستعلام عن مواعيد اللقاحات التذكيرية الواجب إعطاؤها للأولاد، اليافعين، الشباب والصبايا وحتى لدى الكبار (لقاح الكزاز يذكر مدى الحياة مثلاً! نعم ليس في ذلك ما يستدعي التعجب، أي منا بمنأى عن التعرض للجروح).

5- لقاح التهاب الكبد من فئة ب (Hepatitis B)

مرض فيروسي، يصيب الكبد مع ضمور حجم، هذا العضو الهام في الجسم (الذي يعتبر مع القلب والدماغ من الأعضاء النبيلة) يخلص الجسم من السموم (المتأتية من الغذاء والأدوية) إلى جانب وظائفه الأساسية، للإصابة تداعيات على بقية أعضاء الجسم خصوصاً القلب والدماغ. تأتي العدوى بهذا المرض عن طريق نقل الدم الملوث، الحامل للجرثومة، ومن المرأة الحامل إلى الجنين عن طريق الحبل السري، أو باستعمال الإبر أو الأدوات الطبية غير المعقمة. وهذا ما لم يعد يحدث في عصرنا الحاضر في الحقل الطبي بعد وسائل التعقيم الحديثة، وتوافر الإبر المعقمة الجاهزة للاستعمال لمرة واحدة، والمراقبة الحديثة لنقل الدم. لكن مع الأسف، إن هذه الإبر غير المعقمة تستعمل للحقن في العرق أو العضل، من قبل أفراد في مجتمعات تتعاطى المخدرات وتدمن عليها.

تعطى الدفعة الأولى من هذا اللقاح (حقنة في العضل) في اليوم الأول لولادة الطفل، ثم الثانية بعد فترة شهر من الأولى، الثالثة بعد شهر أو شهرين، ويمكن تمديد هذه الأخيرة حتى خمسة أشهر.

أثبتت الدراسات والتحاليل أن هذا اللقاح لا يتوجب، حتى الآن، تذكيره نظراً للمناعة المستديمة التي يؤمنها.

6- لقاح ضد جرثومة مستدمية الأنفلونزا (Haemophilus influenzae)

لقاح ليس جديد العهد نسبياً، كان يودي بحياة الملايين من الأطفال في العالم سنوياً؛ سببه هذه الجرثومة التي تسمى مستدمية الأنفلونزا أو المستديمة النزلية وهي من فصيلة البكتيريا، ليس لها أية علاقة بجرثومة الأنفلونزا التي تنتمي إلى عائلة الفيروسات.

تصيب هذه البكتيريا السحايا (التي تشكل أغشية الدماغ) بنوع من الالتهاب، ما يؤدي إلى علامات مرضية عصبية وتتمثل، عموماً، بارتفاع عال وخبيث للحرارة يرافقها، استفراغ شديد الوطأة على الطفل، وتصلب في عضلات الرقبة لدى الأولاد خصوصاً، تشنجات عصبية واضطراب في الوعي يصل إلى حد فقدانه كاملاً (coma) وارتفاع الضغط في يافوخ الطفل (المنطقة في مقدمة الجمجمة غير المغطاة بالعظم والتي تسمح للدماغ بنمو أغشيته داخل الجمجمة، تختم هذه المنطقة عند بلوغ الطفل عمر السنتين تقريباً، حيث يكون الدماغ قد بلغ حجمه النهائي)؛ هذا مع وجود أشكال سريرية للمرض، بخاصة لدى الأطفال حديثي الولادة والرضع، مختلفة وبعيده كل البعد عن هذا الشكل الذي أوردنا (مثلاً فقدان قوة المص عند الرضاعة، رفض الثدي أو القنينة، عدم ارتفاع الحرارة بل العكس هبوطها، همود، تدني مستوى اليافوخ، كلها علامات مهمة، تسترعي انتباه ويقظة طبيب الأطفال) .

يبدأ بإعطاء هذا اللقاح للأطفال عند بلوغ الشهرين، على ثلاث دفعات، تفصل بين الواحدة والأخرى فترة شهر أو شهرين، ليعاد في حقنة تذكيرية بعد مرور عام على الدفعة الثالثة (ليس له تذكير فيما بعد، لأن النسبة العالية للحالات تسجّل، إجمالاً، قبل عمر 3 سنوات وحيث يكون الطفل قد حصل على المناعة التي تحميه ضد هذا النمط من التهاب السحايا، وذلك من خلال الحقن الأربع التي أعطيت له).

يعطى هذا اللقاح مع اللقاح الرباعي (شلل+شاهوق+خانوق+كزاز) ضمن حقنة واحدة ليصبح اللقاح خماسياً؛ وقد أضيف إليها مؤخراً لقاح «التهاب الكبد ب» إذ أصبح متوافراً بين أيدينا لقاح يحمي ضد ستة أمراض (hexa vaccine) في حقنة واحدة، وهذا تطور مهم طبياً، عملياً واقتصادياً.

اللقاح الفيروسي الثلاثي MMR

1-  لقاح الحصبة Measles سمي فيما مضى

وهو مرض فيروسي حاد، شديد العدوى عن طريق الإفرازات (السعال، العطس) يتميز بالارتفاع العالي للحرارة، لفترة حضانة تدوم من 5 إلى 7 أيام، يعقبها بروز طفرة احمرار داخلية (العيون، الفم، الأنف) مع إفرازات، سعال ناشف، قلة شهية للطعام، همود وتعرض الطفل لإمكانية حصول تشنجات عصبية نتيجة الحرارة المرتفعة؛ يلي ذلك طفرة خارجية جلدية تجتاح الجسم بأكمله من الرأس وحتى الأطراف، خلال بضعة أيام؛ يمكن أن يصاب الطفل خلالها بتداعيات سلبية، نظراً لدخول جراثيم أخرى على الخط (التهاب في: الأذن الوسطى، البلعوم، الحنجرة، الأمعاء، الرئتان)، أو مضاعفات في الدماغ والسحايا مع أشكال سريرية يرافقها نزف حاد يشكل خطراً على صحة الطفل. ينتشر المرض عادة في فصلي الشتاء والربيع، ويصيب الأطفال من جميع الأعمار وخصوصاً دون الثلاث سنوات وبين السبع وعشر سنوات، مع إمكانية الإصابة لدى الكبار.

هذا المرض القاتل كان يودي بحياة المئات من الأطفال في لبنان سنوياً، وعشرات الآلاف غيرهم في بلاد تعاني الفقر، في قارات آسيا، أفريقيا، أميركا الجنوبية؛ عدا الإعاقات التي كان يخلفها على مستوى الدماغ، الجهاز العصبي وأعصاب الحواس الخمس.

يعطى لقاح الحصبة لدى الأطفال والأولاد على ثلاث دفعات: الأولى في سن عشرة أشهر، الثانية بين 15 و18 شهراً والثالثة بين 5 و7 سنوات ضمن اللقاح الفيروسي الثلاثي (MMR) أي (حصبة، أبو كعب، حصبة ألمانية)، ويمكن إعطاء هذا اللقاح في أي سن، إذا لم يحصل عليه الولد من قبل، حتى في سن اليفاعة، الصبا (الفتاة قبل الزواج)، الشباب أو لدى الكبار أيضاً (أصحاب المهن التي لها علاقة بالخدمات الطبية والصحة عامةً.(

2- لقاح النكاف  (mumps)

سبب المرض فيروس نوعي، يعرف بالعامية مرض «أبو كعب» ويصيب الغدد النكفية اللعابية، ويتميز بانتفاخ حاد للغدد اللعابية تحت وخلف الأذنين مع ألم حاد في الأذن وارتفاع في الحرارة يرافقه حالات استفراغ وصداع في أغلب الأحيان؛ ومن مضاعفاته إصابة السحايا (أغشية الدماغ) والبنكرياس بالالتهابات الحادة، مع تسجيل بعض حالات الضمور في الخصية وتأثيرها على الإنجاب فيما بعد؛ حالات لم نعد نراها، إلا نادراً، عندما نعلم أن اللقاح يعطى في سن 12 إلى 15 شهراً ويعاد تذكيره في سن 5 إلى 7 أو 12 إلى 14 عاماً، مع الإشارة إلى أن هذا اللقاح يمكن أن يعطى في أي سن من الحياة، إذا لم يحصل التلقيح خلال الأعمار المذكورة وحتى لدى البالغين والكبار.

3- لقاح الحصبة الألمانية   (German Measles)

مرض فيروسي ونوعي آخر، حميد عموماً، يظهر على شكل رشح خفيف مع ارتفاع معتدل للحرارة، وظهور طفرة جلدية، تشبه بثور الحصبة ولكنها أقل حدة، تتميز بتمركزها الخاص في الأطراف، لتختفي في فترة أيام قليلة، يتبعها بروز انتفاخ معتدل في بعض الغدد اللمفاوية في الرقبة، يتماثل بعدها المصاب للشفاء دون أية مضاعفات.

تكمن خطورة هذا المرض إذا ما أصاب المرأة الحامل (غير الملقحة طبعاً) وبخاصة في الأشهر الأولى من الحمل، أي مرحلة تكوين الجنين (الأشهر الثلاثة الأولى) وهو يسمى حميل في هذه المرحلة (Embryo)، مع احتمال حصول تشوهات خلقية في: القلب، الدماغ، الكلى، العظام والعيون ، لتطبع أثرها على حياة الطفل فيما بعد وما يعتريها من تداعيات على صحته.

من هنا أهمية إعطاء اللقاح، وحتى قبل الزواج (ينصح بفترة ستة أشهر قبل الزواج، إذا لم يؤخذ اللقاح قبلاً)، ويعطى بشكل طبيعي للصبيان والبنات على السواء، أولاً للحماية الذاتية عندما تتزوج الفتاة وتصبح حاملاً، ومن ثم حمايتها من الآخرين المصابين (خلال َحملها) أكانوا ذكوراً أم إناثاً؛ فالمرض لا يفرق بين الأنثى والذكر طالما هنالك عدوى!.

لقاح ضد التهاب الكبد الوبائي أو اليرقان أ (Hepatitis A)

مع تتابع الأبحاث، تم اكتشاف لقاح ضد التهاب الكبد الوبائي الحاد، وهو مرض فيروسي، انتقالي، معدي، يصيب الإنسان عن طريق المياه الملوثة وغير الصالحة للشرب، تحصل العدوى بواسطة البراز (الذي يلوث المياه إما عن طريق المريض وإما من خلال براز شخص آخر حامل للجرثومة، ولديه مناعة قوية، يجابه جسمه الجرثومة بتكوين أجسام مضادة لها، فلا يصاب بالمرض ولكن ينقل الجرثومة إلى غيره بواسطة البراز). الأطفال والأولاد هم الأكثر تعرضاً للعدوى.

تبدأ علامات المرض بالظهور جلياً عند وضوح الاصفرار (Jaundice)، في العيون والجلد، ويعاني الطفل، قبل هذه العلامة المتقدمة للمرض، التعب العام، قلة شهية للطعام، آلاماً في البطن مع ارتفاع معتدل للحرارة، أغلب الأحيان، وتقيؤ يصاحبه استفراغ في هذه المرحلة. وقبل الوصول إلى اليرقان يمكن التأكد من حصول المرض بالعين المجردة من خلال معاينة بول المريض الذي يصبح غامقاً، يميل نحو الاحمرار (كالشاي!) والبراز ذو اللون الفاتح (بيج (beige.

يؤدي المرض في حالاته الحادة إلى الاستشفاء، لرفد الجسم بكمية السوائل والأملاح التي خسرها، جراء الاستفراغ ونقص الغذاء، والراحة مع الحماية بنظام غذائي خاص، يريح الكبد الذي أصيب بالفيروس.

حاليا خفت الإصابة باليرقان، بشكل ملحوظ، وذلك عائد بالدرجة الأولى إلى مراقبة المياه وتعقيمها، استعمال المياه المعبئة في عبوات معقمة، التقيد غالباً، بالقواعد العامة للنظافة الشخصية (هنا من المهم لفت الانتباه في حال إصابة أحد أفراد العائلة، إلى وسائل الوقاية وعدم انتقالها للآخرين، ويكون ذلك باستعمال أدوات خاصة للمصاب، نذكر أهمها: استعمال أطباق خاصة بالمريض مع جليها لوحدها، مناشف وفوط خاصة، عدم استعمال أغراضه الشخصية، استعمال المعقم في المرحاض، غسل اليدين بسائل معقم بعد مساعدة المريض في قضاء حاجاته وخصوصاً إذا كان طفلاً، الامتناع عن التقبيل) التثقيف الصحي من قبل الجسم الطبي إلى اللقاح الذي وضع قيد التداول منذ سنوات.

لقاح اليرقان من فئة أ يمكن الحصول عليه من خلال إبرتين (بالعضل) تفصل بين الأولى والثانية فترة 6 أشهر أو سنة، يعطى اللقاح ابتداءً من عمر 12 شهراً، ويجري التذكير بعد فترة 7 حتى 10 سنوات. كما ينصح بإعطاء اللقاح إلى المقيمين في بعض بلاد الاغتراب (أفريقيا بخاصة وبعض دول الخليج، نظراً لتواجد الجرثومة بنسبة أعلى من بقية البلدان).

لقاح الحمى الدماغية الشوكية   (Cerebrospinal meningitis)

ومن اللقاحات التي اكتشفت وساعدت على الوقاية من انتشار الأوبئة، لا سيما في مواسم الحج والعمرة، لقاح ضد نمط من البكتيريا يعشش في بلعوم الإنسان وهي بكتيريا  (Méningocoque)  تسبب نوعاً من الحمى الدماغية

تنتمي هذه الجرثومة إلى عدة فئات ومنها تنحدر عدة سلالات A، B، C  وتصيب أغشية الدماغ والنخاع ألشوكي بالالتهابات الحادة؛ وقد أمكن في البدء تحضير لقاح ضد فصيلتي A ، C، وبوشر بإعطاء هذا اللقاح إلى حجاج بيت الله الحرام منذ عشرات السنين، ما ساعد على تدني عدد الضحايا بين الحجيج بشكل ملموس؛ بينما كانت الإصابات تعد بالآلاف قبل وضع اللقاح حيز التنفيذ.

ومنذ سنوات قليلة طرأ تحسن في نوعية اللقاح، إذ أصبح يحوي أربع فئات: A ، C ، W ، Y، ما سمح بحماية ووقاية أكثر فعالية.

من المهم الإشارة هنا إلى أن الجرثومة، ورغم عملية التلقيح، تبقى كامنة في بلعوم الإنسان الملقح، فهو لا يصاب بها لأن لديه مناعة، من خلال التلقيح، لكن يمكن أن ينقلها إلى غيره من خلال التقبيل، وخصوصاً للأطفال والأولاد، بعد العودة من مناسك الحج والعمرة؛ من هنا تبرز أهمية تلقيح هؤلاء الأطفال ابتداء من عمر السنتين. تدوم فعالية اللقاح ثلاث سنوات، ما يستوجب إعادة التذكير كل ثلاث سنوات، للكبار والصغار على السواء؛ يضاف إلى ذلك الأشخاص الذين يسافرون إلى بعض بلدان الخليج العربي أو أفريقيا وهم عرضة للإصابة بهذا الداء، نظراً لارتفاع نسبة تواجد الجرثومة في تلك البلدان.

لقاح حمى التيفوئيد   (Typhoid fever)

يصيب هذا المرض الجهاز الهضمي، ويتميز بارتفاع الحرارة في فترات محدده من النهار (فترات بعد الظهر، وتدوم الحرارة لعدة أيام أو أسابيع قبل التوصل إلى التشخيص من خلال تحليل مخبري للدم؛ يرافق الحرارة استفراغ حاد ومتكرر مع صداع وحالات إسهال أو العكس إمساك إلى اضطرابات في الوعي وحالات هذيان.

ومن مخالطات المرض: التهاب السحايا، نزف معوي، التهاب الكبد، ومن التداعيات اضطرابات في السمع (تصل إلى حد الصمم) أو النطق (تأتأة، تلعثم(

تنتقل جرثومة التيفوئيد، وهي من نوع البكتيريا، عن طريق المياه الملوثة، خصوصاً بالبراز (ويحصل ذلك، غالباً، عند تسرب مياه المجارير إلى قسطل مياه الشرب؛ وقد شهدنا وعالجنا موجات الإصابة بهذا المرض خلال الأحداث في لبنان، وكانت أحد الأسباب انقطاع المياه، والتيار الكهربائي طبعاً لفترات طويلة، ناهيك عن فساد الأطعمة وانعدام القواعد العامة للنظافة، إلى التجمعات في المدارس وسهولة انتقال العدوى بين المهجرين إلى العدوى بأمراض أخرى).

أدت التدابير الوقائية؛ من مراقبة المياه وتعقيمها وتأمين الحد الأدنى من التغذية بالتيار الكهربائي! (وهذا ليس في مختلف المناطق!) إلى الوعي والثقافة الصحية الذاتية، مع عدم سهو دور الأطباء والإعلام في هذا المجال؛ أدى كل ذلك إلى جانب اللقاح إلى شبه انحسار كامل للمرض.

يعطى اللقاح ضد التيفوئيد ابتداءً من عمر السنتين، كما ينصح بتلقيح الأشخاص الذين يسافرون تكراراً إلى بعض البلدان، أو يقيمون فيها بشكل دائم، حيث يتواجد المرض (البلاد الأفريقية وبعض البلدان العربية وحيث توجد مآسٍ إنسانية، حروب، كوارث طبيعية). يدوم مفعول اللقاح لفترة ثلاث سنوات.

لقاح جدري الماء   (Chickenpox)

مرض فيروسي، انتقالي وشديد العدوى وبخاصة لدى أطفال الحضانة، حدائق الأطفال وتلاميذ وطلاب المدارس.

يشكل هذا اللقاح، حديث العهد نسبياً، نقلة نوعية في تطور عالم اللقاحات، نظراً للاشتراكات الخطيرة التي أحدثها هذا المرض (وما زال) على مستوى الرئتين وخصوصاً الدماغ، حيث ما زالت تسجل إصابات خطيرة ومميتة على هذا المستوى.

سمح هذا اللقاح بعدم انتقال العدوى ( أو بالأحرى تخفيفها) بين أفراد العائلة الواحدة أولاً ثم بين طلاب المدارس، وأفسح من ناحية أخرى للأم العاملة متابعة وظيفتها طبيعياً، بينما كانت فيما مضى مضطرة لملازمة أولادها المصابين (انتقال المرض من ولد إلى آخر تلزمه فترة حضانة من أسبوع إلى أسبوعين، الأطفال لا يصابون دفعة واحدة، ولكل طفل ردة فعل مناعية خاصة به؛ من هنا يتوجب على الأم التي ما أن تنتهي من رعاية الطفل الذي أصيب حتى تبدأ برعاية الطفل الآخر المصاب بالعدوى من أخيه)؛ ومن ناحية أخرى فإن اللقاح يحمي التلميذ ويمكنه من متابعة دراسته بشكل طبيعي ودون التأثير على عطائه المدرسي، نظراً لفترة العزل عن صفه التي تطول من 7 حتى 10 أيام، في حال الإصابة).

يعطى اللقاح ضد جدري الماء عند بلوغ الطفل عامه الأول، ليعاد تلقيحه كدفعة تذكيرية بين سن 3 إلى 5 سنوات. وينصح بإعطاء اللقاح في أي فترة من الطفولة، أو فيما بعد لدى اليافعين والشباب والصبايا أو حتى الفتاة التي تقدم على الزواج (6 أشهر من قبل)، وفي مختلف الأعمار التي لم يحصل فيها على هذا اللقاح في الطفولة الأولى.

إن أطباء الصحة المدرسية هم الأكثر استنتاجاً لتدني نسبة العدوى بهذا المرض، بين أطفال الحضانات وتلاميذ المدارس، خلال السنوات العشر الأخيرة (من 35 إلى 40 إلى 8 إلى 10بالمئة)؛ وذلك نتيجة التلقيح.

والمطلوب دائماً هو هبوط هذه النسبة أيضاً وأيضاً (وهي نسبة الأطفال الذين لم يحصلوا على اللقاح طبعاً)، لنصل إلى حدود الصفر، طالما أن الطفل غير الملقح يبقى معرضاً للإصابة بالدماغ (ولو كانت النسبة ضئيلة) وطالما أن اللقاح متوافر ويعطى دفعة واحدة فقط!.

اللقاح ضد التدرن الرئوي أو السل (Tuberculosis)

التدرن الرئوي مرض يصيب الرئتين خصوصاً، بواسطة جرثومة نوعية تدعى «عصية كوخ»، وكوخ (Koch) هو اسم الطبيب الألماني الذي اكتشف الجرثومة.

يستوطن هذا المرض حيث لا يتوافر الحد الأدنى من التغذية الصحية، عند ذوي الأجسام الهزيلة وفي الطبقات الاجتماعية التي تعاني مستوى معيشياً متدنياً أو المصابين بأمراض مزمنة مع ضعف الدفاع المناعي لديهم (مرض الايدز، لوكيميا) وحيث توجد أحزمة البؤس في ضواحي المدن الكبرى (في أفريقيا، آسيا، الهند وحتى في البلاد الغنية مثل الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا)؛ يضاف إلى ذلك عوامل مناخية، نمط حياة، الإدمان على التدخين أو الكحول أو المخدرات، إلى جانب إصابات مزمنة في الرئتين مع خلل في وظائفهما.

ويمكن للمرض أن يصيب أعضاء أخرى في الجسم: الكلى والمثانة والعظام (العمود الفقري)، الكبد، الغدد اللمفاوية، الجهاز العصبي والدماغ (التهاب السحايا).

بعد الأبحاث المتواصلة لمكافحة هذا المرض، الذي عانته أوروبا بخاصة فيما مضى، تم اكتشاف لقاح ضد هذا الداء، وقد تم تحضيره من خلال هذه الجرثومة، وكان الاكتشاف على يد طبيبين فرنسيين وسمي اللقاح B.C.G) نسبة إلى هذين المكتشفين)؛ وضعت بعدها تدابير وقائية تخص إلزامية التلقيح على جميع المستويات (الأطفال عند الولادة، في المدارس، الجامعات، الجسم الطبي، عمال المطاعم، السجون)؛ مما أدى إلى التدني الملحوظ في الإصابات.

وبعد عدة عقود من تطبيق هذا اللقاح، تبين أن المرض «استعاد عافيته»! وبدأت تسجل إصابات جديدة رغم التلقيح، إذ تبين أن نسبة الحماية متفاوتة بين مريض وآخر، ما استدعى إلغاء إلزامية اللقاح عند الولادة (في فرنسا ألغي منذ العام 2007، بعدما تأكدت السلطات الصحية من محدودية فعاليته). حالياً يستعاض عن اللقاح بإجراء فحص سنوي للأشخاص (خصوصاً لدى الأطفال) أو فوري عند الشك بالإصابة؛ ويقوم ذلك على اختبار خاص في الجلد مع إجراء التصوير الشعاعي والطبقي، إلى تحاليل مخبرية (البلغم، الدم، البول) لإثبات التشخيص أو رفضه.

في انتظار لقاح جديد وفعال، لا يزال المرض يودي بحياة الملايين من البشر سنوياً، عبر العالم لا سيما في الأماكن التي ذكرنا.

اللقاح الرئوي 23 جرثومة  (Pneumo 23)

يتألف هذا اللقاح من مجموعة 23 نمط من بكتيريا تدعى المكورة الرئوية (Streptococcus pneumoniae) التي تؤدي إلى التهابات حادة في الرئتين، خصوصاً، ويمكن أن تسبب أمراضاً حادة أخرى (الأذنان، السحايا، القلب).

يعطى هذا اللقاح إلى فئات خاصة من المرضى، الذين يعانون من أمراض في الدم، إصابات في صمامات القلب، أو الذين خضعوا لعملية استئصال الطحال (لسبب أو لآخر: مرض، حادث)؛ كما يمكن إعطاء هذا اللقاح للأطفال الذين أكملوا عمر الثلاث سنوات بهدف الوقاية من الإصابة بهذه الجرثومة، وفي مقدمها التهاب الرئة أو ذات الرئة (pneumonia).

اللقاح الرئوي الجديد للأطفال الرضع

يمثل هذا اللقاح إنجازاً جديداً في مجال وقاية الأطفال، بخاصة الرضع، من إصابات خطيرة وفي بعض الحالات قاتلة، تسببها جرثومة من فصيلة المكورة الرئوية تدعى (Streptococcus pneumoniae) ومن أهمها الالتهاب الحاد في الأذن الوسطى، وهي إصابة شائعة لدى الأطفال (ليست هذه الجرثومة هي السبب الوحيد لإصابة الأذن)، التهاب الجيوب الأنفية، التهاب الرئة الحاد (pneumonia)؛ ويبقى التهاب السحايا (Meningitis) من التداعيات الداهمة، التي تهدد بخطورتها، من خلال إصابة الدماغ وما يتبعها من مضاعفات على صحة الطفل.

يباشر بالحصول على هذا اللقاح عندما يبلغ الطفل عمر الشهرين، على ثلاث دفعات تفصل بين الدفعة والأخرى فترة شهر أو شهرين، ليعاد إعطاء اللقاح بدفعة تذكيرية وحيدة بعد مرور ستة أشهر أو سنة على الدفعة الثالثة، بحيث يكون الطفل قد حصن ولمدة طويلة ضد هذه الإصابات، فلا يعود بحاجة إلى التذكير بعد ذلك.

إذا لم يحصل الطفل على اللقاح وهو في سن 10 أو 12 شهراً يكتفي بلقاحين تفصل بينهما فترة ثلاثة إلى ستة أشهر؛ ولقاح واحد بعد عمر السنتين وحتى 5 سنوات.

من هنا تبرز أهمية هذا اللقاح لحماية الأطفال الرضع خصوصاً وقبل عمر السنتين نظراً لارتفاع نسبة الإصابة بهذه الجرثومة في هذه الفترة من الحياة، عندما نعلم درجة الضعف لجهازهم المناعي الذي هو في طور التطور والاكتساب.

لقاح ضد فيروس الروتا (Rotavirus)

منذ سنوات، تم اكتشاف لقاح فعال ضد مرض؛ كان يودي بحياة الملايين من الأطفال في العالم، وبخاصة تحت عمر السنتين، من خلال إصابتهم بجرثومة من عائلة الفيروس وتدعى روتافيروس، مسببة التهابات حادة في الأمعاء ومؤدية إلى تدهور سريع في صحة الطفل، نظراً لخسارة كمية كبيرة من السوائل والأملاح من الجسم ووصوله إلى حالة التجفاف الحاد (acute dehydration)، مع ما يستتبع ذلك من مخالطات على وظائف الجسم الأساسية (الدماغ، القلب، الكلى) والخطر المحدق بحياة الطفل المصاب.

يعطى اللقاح ابتداء من عمر ستة أسابيع من خلال جرعات (اثنتان أو ثلاث) عن طريق الفم، قبل بلوغ الطفل عمر الثمانية أشهر. يحمي هذا اللقاح الأطفال بنسبة سبعين بالمائة من الإسهالات الحادة التي تشير إلى الإصابة الجرثومية الحادة في الأمعاء.

لقاح الأنفلونزا  (Influenza)

لا نقصد هنا حالات الرشح الموسمي الذي يترافق مع سعال خفيف، بدون ارتفاع للحرارة الداخلية عموماً.

قصة الأنفلونزا، أن الفيروس المسبب لها يتعرض سنوياً إلى تحولات جينية (Mutation) تحدث تغييراً في التكوين الوراثي؛ ما يعيق إنتاج لقاح فعال ومضمون لفئة محددة وأكيده من الفيروس.

وفي جميع الأحوال نختصر لنقول إنه من الأفضل إعطاء اللقاح سنوياً إلى فئات محددة من الناس، أي أولئك المعرضين للإصابة بالأنفلونزا خلال فصل الشتاء، وتشمل هذه الفئات، الأطفال تحت سن 5 سنوات، النساء الحوامل، المرضى المصابين بأمراض مزمنة (القلب، الرئتان، الكلى، الكبد)، مرضى السكري والربو والأشخاص الذين يخضعون لعلاج كيميائي (سرطان)، أو الذين يعانون من قصور في جهازهم المناعي (مرض السيدا، لوكيميا)، الأطفال والأولاد الذين يعانون التهابات متكررة (دائرة الأنف والأذن والحنجرة، القصبة الهوائية) وكل الأشخاص الذين بلغوا أو تجاوزوا 65 عاماً.

لقاح سرطان عنق الرحم

أخيراً، ومنذ سنوات، مولود جديد في عائلة اللقاحات، شكل تطوراً رائداً وذا أهمية في الوقاية من الإصابة بسرطان عنق الرحم، وهو قيد التطبيق في كثير من دول العالم (أميركا، أوروبا) وذلك منذ العام 2006؛ لقاح فعال يحمي المرأة في سبعين بالمائة من الإصابة بهذا المرض الخطير والقاتل، وهو يودي بحياة 250 ألف امرأة في العالم سنوياً، ما يعني وفاة امرأة كل دقيقتين؛ وهذا عدد ليس بالقليل، وحسب توقعات منظمة الصحة العالمية فإن عدد الوفيات سيرتفع إلى 500 ألف في العام 2050.

تبين علمياً وبيولوجياً أن السبب لهذه الإصابة السرطانية عند المرأة يعود في 90 بالمائة من الحالات إلى جرثومة من فئة الفيروس، ومن فصيلة الورم الحليمي البشري. HPVيعطى اللقاح إبتداءً من عمر 12 عاماً لدى الفتاة ولغاية 55 سنة.

لقاح الحمى الصفراء (Yellow fever)

يتواجد المرض بخاصة في أفريقيا وأميركا اللاتينية وجزر الكاريبي. يسمى كذلك بالطاعون الأميركي. هو مرض فيروسي، شديد العدوى ويؤدي إلى نزف حاد، واصفرار، تسببه فيروس انتقالي عن طريق البعوض المصاب. يبدأ المرض بارتفاع حاد وخبيث للحرارة، ترافقها أوجاع في العضلات وآلام في الظهر مع: صداع، رجفة برد، فقدان الشهية للطعام، تقيؤ أو استفراغ؛ تدوم الحرارة المرتفعة عدة أيام لتظهر من ثم علامة مهمة، الاصفرار أو اليرقان، يشكو خلالها المريض من آلام مبرحة في البطن يرافقها استفراغ مع حالات نزف يمكن أن تظهر من خلال الفم، الأنف، العيون أو المعدة، ونرى خروج الدم في محتوى الاستفراغ أو البراز؛ كل ذلك يؤدي إلى إصابة الكلية. نصف المصابين بالمرض يصلون إلى هذه المرحلة القاتلة، والنصف الآخر يبقون على قيد الحياة دون مضاعفات تذكر.

يعطى اللقاح ولمرة واحدة، ابتداء من عمر ستة أشهر، على جميع الذين يقيمون في بلاد العدوى (المغتربون أو الذين يسافرون إلى تلك البلاد ويعودون منها بشكل متكرر). وتدوم مدة الوقاية عشر سنوات.

لقاح ضد الكوليرا أو الهواء الأصفر (Cholera)

ضرب المرض أخيراً، جزيرة هايتي بعد كارثة الزلزال الذي أصابها، حيث قضى على مئات المواطنين المشردين.

تصيب الكوليرا الأمعاء بالتهاب تسممي حاد، سببه جرثومة (Vibrio cholerae) وتتم العدوى عن طريق الفم (المياه أو الأطعمة الملوثة).

تم اكتشاف المرض في القرن التاسع عشر، وهو لا يصيب إلا الإنسان ويظهر مع حصول إسهال حاد، شديد الوطأة (على شكل أرز) وبكمية هائلة، تؤدي في غياب العلاج إلى التجفاف الحاد؛ والموت في هذا الشكل الدراماتيكي للمريض. لقاح الكوليرا فعال في 90 % من الحالات، ولكن فترة الوقاية من المرض قصيرة ولا تدوم أكثر من 6 إلى 12 شهراً.

 




علم الأحياء المجهرية هو العلم الذي يختص بدراسة الأحياء الدقيقة من حيث الحجم والتي لا يمكن مشاهدتها بالعين المجرَّدة. اذ يتعامل مع الأشكال المجهرية من حيث طرق تكاثرها، ووظائف أجزائها ومكوناتها المختلفة، دورها في الطبيعة، والعلاقة المفيدة أو الضارة مع الكائنات الحية - ومنها الإنسان بشكل خاص - كما يدرس استعمالات هذه الكائنات في الصناعة والعلم. وتنقسم هذه الكائنات الدقيقة إلى: بكتيريا وفيروسات وفطريات وطفيليات.



يقوم علم الأحياء الجزيئي بدراسة الأحياء على المستوى الجزيئي، لذلك فهو يتداخل مع كلا من علم الأحياء والكيمياء وبشكل خاص مع علم الكيمياء الحيوية وعلم الوراثة في عدة مناطق وتخصصات. يهتم علم الاحياء الجزيئي بدراسة مختلف العلاقات المتبادلة بين كافة الأنظمة الخلوية وبخاصة العلاقات بين الدنا (DNA) والرنا (RNA) وعملية تصنيع البروتينات إضافة إلى آليات تنظيم هذه العملية وكافة العمليات الحيوية.



علم الوراثة هو أحد فروع علوم الحياة الحديثة الذي يبحث في أسباب التشابه والاختلاف في صفات الأجيال المتعاقبة من الأفراد التي ترتبط فيما بينها بصلة عضوية معينة كما يبحث فيما يؤدي اليه تلك الأسباب من نتائج مع إعطاء تفسير للمسببات ونتائجها. وعلى هذا الأساس فإن دراسة هذا العلم تتطلب الماماً واسعاً وقاعدة راسخة عميقة في شتى مجالات علوم الحياة كعلم الخلية وعلم الهيأة وعلم الأجنة وعلم البيئة والتصنيف والزراعة والطب وعلم البكتريا.