المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

المقومات الجغرافية لصناعة السياحة في الأردن - أشكال سطح الأرض ( التضاريس) - غور الأردن
26-4-2022
الطباع اللئيمة
28-3-2016
خصائص المقالة الخاصة - المرونة في الوقت
22-10-2019
الطيور المائية (الاوز Geese)
13-9-2017
علم الاصول
13-9-2016
الشغار
25-9-2016


أخبار السيدة الزهراء (عليها السلام)  
  
3479   06:09 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج1,ص453
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / مناقبها /

من أخبارها (عليها السلام) بمكة أنه لما ألقت قريش سلا الجزور على ظهره وهو ساجد جاءت فاطمة فطرحته عنه ؛ وهاجرت إلى المدينة بعد هجرة أبيها بلا فصل حين بعث (صلى الله عليه وآله) إلى علي أن يهاجر بها والفواطم وأراده (صلى الله عليه وآله) احبه على دخول المدينة فقال ما أنا بداخلها حتى يأتي أخي وابنتي . ومن أخبارها بالمدينة أنه لما جرح النبي (صلى الله عليه وآله) يوم أحد جعل علي ينقل له الماء في درقته من المهراس ويغسله فلم ينقطع الدم فاتت فاطمة وجعلت تعانقه وتبكي وأحرقت حصيرا وجعلت على الجرح من رماده فانقطع الدم .

وفي رواية أنه (صلى الله عليه وآله) لما انصرف إلى المدينة استقبلته فاطمة ومعها إناء فيه ماء فغسل وجهه وأنه (صلى الله عليه وآله) دفع إليها سيفه وقال اغسلي عن هذا دمه يا بنية وأن عليا ناولها سيفه وقال وهذا فاغسلي عنه فوالله لقد (صلى الله عليه وآله) دقني اليوم وأن الرسول (صلى الله عليه وآله) قال لها خذيه يا فاطمة فقد أدى بعلك ما عليه كما مر في وقعة أحد واختصها النبي (صلى الله عليه وآله) بذلك ولم يعط سيفه بعض أزواجه وهن كثيرات ومدح عليا (عليه السلام) بالشجاعة أمامها لتسر بشجاعة بعلها .

ومن أخبارها يوم مؤتة لما قتل ابن عمها جعفر أن النبي (صلى الله عليه وآله) دخل عليها وهي تقول : وا عماه فقال على مثل جعفر فلتبك الباكية البواكي ؛ وخرجت مع أبيها وبعلها يوم فتح مكة وضربت للنبي (صلى الله عليه وآله) قبة بأعلى الوادي وجلس فيها يغتسل وفاطمة تستره وذهب علي إلى بيت أخته أم هاني حين بلغه أنها آوت أناسا من بني مخزوم أقرباء زوجها فلم تعرفه أم هانئ لأنه مقنع بالحديد وقالت له يا عبد الله أنا أم هانئ ابنة عم رسول الله وأخت علي بن أبي طالب انصرف عن داري فقال اخرجوا من آويتم فقالت والله لأشكونك إلى رسول الله فنزع المغفر فعرفته وقالت فديتك حلفت لأشكونك إلى رسول الله فقال اذهبي فبري قسمك فجاءت فأخبرته فقال قد أجرت من أجرت فقالت فاطمة منتصرة لبعلها : إنما جئت يا أم هانئ تشكين عليا في أنه أخاف أعداء الله وأعداء رسوله فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لقد شكر الله لعلي سعيه وأجرت من أجارت أم هاني لمكانها من علي فجمع (صلى الله عليه وآله) بمكارم أخلاقه بين حفظ شأن علي وإكرام أم هانئ لأجله .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.