أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-03
733
التاريخ: 2023-09-14
969
التاريخ: 1-6-2016
4889
التاريخ: 2023-09-16
1067
|
ما الذي حدث لأفكار كوبرنيكوس المجنونة بعد أن تعفنت تمامًا داخل صندوقها؟ يقول توماس كون، وهو ينوي رواية قصة جميع الثورات العلمية: «لبرهة من الوقت، استعان بها المتخصص حتى بالرغم من أنه في إطار المناخ الأوسع نطاقًا للفكر العلمي، بدت عصية على التصديق.» الحقيقة، أنه بعد نشر كتاب «عن دورات الأجرام السماوية» بأقل من عشرة أعوام نجد «الجداول الكوبرنيكية» لإراسموس راينهولد تستخدم هندسة كوبرنيكوس في حساب الجداول الكوكبية الفائقة في ذات الوقت الذي توافق فيه بقيتنا على أن الأرض بطبيعة الحال ساكنة «في كل عمل يستلزم رصد موقف وحركة، وجانبا ما من النجوم والكواكب، في الأبراج والدرجات، وموقع كل هؤلاء بالنسبة إلى طول ودائرة عرض المناخ ؛ إذ من خلال تلك الحسابات تتباين سمات الزوايا التي تصنعها أشعة الأجرام السماوية على هيئة الشيء، ووفقًا لها تُغرس الفضائل السماوية.» كتب هذه العبارة أحد المنجمين بعد مرور 258 عامًا بالتمام والكمال على نشر كتاب «عن دورات الأجرام السماوية». وهذه العبارة توضّح بجلاء ما يحتاج إليه المنجمون ولماذا وما كانوا يريدونه مَنَحَهم إياه بمقدار لا بأس به كتاب «عن دورات الأجرام السماوية». لما كان تأثير الشمس علينا يبدو في أعظم حالاته أثناء مرورها بالدرجة التاسعة عشرة من برج الحمل، في حين يكون هذا التأثير في أضعف حالاته عند الدرجة التاسعة عشرة من برج الميزان، فإن دقة النظرية الكوبرنيكية الأكثر تفوقًا بدرجة طفيفة من الممكن أن تقلّص من احتمال اعتزامنا إقامة حفل زفاف صباح يوم الخميس بينما كان من الواجب علينا أن نختار يوم الأربعاء بعد الظهر. تقول كوبرنيكوس يُنكر حركة الشمس؟ لا يهم. إننا نستخدم الأداة، لا صانعها (هل تتحرك الشمس؟ إن منجمنا الذي اقتبسنا عبارته لتونا – والذي قد تظن أنه عام 1801 ربما يكون قد شعر بالانهزام – لا يزال يراوغ في تحد).
بحلول عام 1575، يذعن ما يسمى بـ «تفسير فيتمبيرج» لعمل كوبرنيكوس، الذي ابتدعه متخصصون بارزون من جامعة فيتمبيرج بميلانختون، للرياضيات الواردة في كتب كوبرنيكوس من الثاني حتى السادس، مع استمرارها في تحدي نظرية مركزية الشمس الواردة بالكتاب الأول. وعندما بدأ استخدام التقويم الجريجوري عام 1582، كان تغيير السنة يعود بصورة جزئية لرياضيات كوبرنيكوس الواقع أن معاوني كوبرنيكوس سوف يبالغون، حتى إنهم سوف يقولون إنه بفضل اكتشافه لطول السنة المدارية صار التقويم الجريجوري دقيقًا بهامش خطأ يُقدر بيوم واحد كل ثلاثة آلاف عام. هناك رؤية أخرى مختلفة للأجيال التي أعقبت كوبرنيكوس بشأن أعماله، حيث يقول لنا جيكوبسن إنه «لم يترتب على إقرار وجهة نظر مركزية الشمس أي تحسن مباشر يُعتد به ... والسبب الرئيسي لذلك أن الأبعاد وخطوط الطول، التي ظلت مبنية على المؤجلات الدائرية بدون موازنات، كانت خاطئة على نحو محبط.» ومع بزوغ فجر القرن السابع عشر، زاد هذا العيب من عزيمة أولئك الذين يفضلون تفسير حماقات كوبرنيكوس التي تنادي بمركزية الشمس بروح أوزياندر.
يؤمن جاك بارزون بأن كتاب «عن دورات الأجرام السماوية» «طرح تغييرا مهما بحق، غير أن هذا التغيير لم يكن هو ذلك التحول الثوري الذي يشاع خطأ أنه أحدثه؛ وإنما يتمثل في أن الكتاب طرح صعوبات جديدة، وأولئك الذين رفضوه لم يكونوا مجرد أشخاص جامدين يرفضون الأدلة.» غير أنه شيئًا فشيئًا، صار العمل السري لأتباع كوبرنيكوس يضم نشطاء وشخصيات معروفة وعلمانيين؛ إذ صارت الصعوبات الجديدة تواجه واحدة تلو الأخرى.
في الوقت الذي ألف فيه كوبرنيكوس كتاب «عن دورات الأجرام السماوية»، حملت خارطة الكون كما رسمها بطليموس عددًا من الرقع والجبائر يعادل ذلك المفترض أن تحمله جثة بطليموس لو أن عاشقًا للكمال ينتمي للقرن السادس عشر حاول أن يجعلها تسير. كان سبب وجود كتاب «عن دورات الأجرام السماوية» هو التبسيط. «إلا أنه في حالة كوكب عطارد يجب طرح عشر الانحراف ...» ومع ذلك نجح كتاب «عن دورات الأجرام السماوية» بقدر تبسيطه للأمور، وبلا هوادة. لقد أخفق بقدر تشبثه بحقائق مثل الدورانية الأبدية، التي ربما لا تدحضها «الظواهر» تماما (حيث كانت هذه حدود المشاهدة قبل تيكو براهي)، لكنهم بالتأكيد لم يبرهنوا عليها كذلك. ويقر كوبرنيكوس قائلًا: «سوف يكون لزامًا علينا أن نفترض وجود حركات غير منتظمة ومصوبة في مواضع أخرى مثل الاختلافات في السرعة، وأن نوظفها في الشروح.»
وتشكو موسوعة القرن العشرين الفلكية من أن نظريته الكوكبية لم تتمكن من إيجاد القيم المرصودة بأي قدر من الدقة يفوق النظريات القديمة. غير أنه حتى المنجمون الذين كانت عدم مركزية الأرض تمثل بالنسبة لهم لعنة، يتبنون نظامه؛ وذلك لقدرته التنبئية. وعلى حين غرة، صارت الكوبرنيكية معروفة ومشهورة ففي عام 1619، يصوّر رسام الخرائط العظيم بلو المنظومة الكوبرنيكية في خارطة لكوكبنا الذي نعيش عليه ...
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|