المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9142 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



بدء الوقعة العظمى يوم صفين  
  
3681   06:33 مساءً   التاريخ: 17-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص251-252
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

قال نصر : عقد أمير المؤمنين ومعاوية الألوية وأمرا الأمراء وكتبا الكتائب فاستعمل علي (عليه السلام) على الخيل عمار بن ياسر وفي رواية انه استعمله على رجالة أهل الكوفة وعلى خيل أهل الكوفة الأشتر وعلى خيل أهل البصرة سهل بن حنيف وعلى الرجالة عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي وعلى رجالة أهل البصرة قيس بن سعد وكان قد أقبل من مصر إلى صفين فإنه كان واليا بمصر كما مر ، ودفع اللواء إلى هاشم بن عتبة بن أبي وقاص الزهري وجعل الميمنة اليمن وعليها الأشعث بن قيس وعلى رجالتها سليمان بن صرد الخزاعي وجعل الميسرة ربيعة وعليها عبد الله بن عباس وعلى رجالتها الحارث بن مرة العبدي وجعل القلب مضر الكوفة والبصرة وعقد ألوية القبائل فأعطاها قوما بأعيانهم جعلهم رؤساءهم وأمراءهم فعلى قريش وأسد وكنانة عبد الله بن عباس وعلى كندة حجر بن عدي وعلى بكر البصرة حضين بن المنذر وعلى تميم البصرة الأحنف بن قيس وعلى خزاعة عمرو بن الحمق وعلى سعد ورباب البصرة جارية بن قدامة السعدي وعلى بجيلة رفاعة بن شداد وعلى قضاعة وطئ عدي بن حاتم وعلى همدان سعيد بن قيس وعلى مذحج الأشتر بن الحارث النخعي وعلى عبد القيس الكوفة صعصعة بن صوحان وعلى قيس الكوفة عبد الله بن الطفيل الكناني وعلى ذهل الكوفة يزيد بن رويم الشيباني إلى غير ذلك .

واستعمل معاوية على الخيل عبيد الله بن عمر بن الخطاب وعلى الرجالة مسلم بن عقبة المري صاحب وقعة الحرة وعلى الميمنة وهم أهل حمص وقنسرين عبد الله بن عمرو بن العاص وعلى الميسرة وهم أهل الأردن وفلسطين حبيب بن مسلمة الفهري واعطى اللواء عبد الرحمن بن خالد بن الوليد وعلى أهل دمشق وهم القلب الضحاك بن قيس الفهري وعلى أهل حمص ذو الكلاع الحميري وعلى أهل قنسرين زفر بن الحارث وعلى أهل الأردن أبا الأعور السلمي سفيان بن عمرو وعلى رجالة دمشق بسر بن أبي أرطأة العامري وعلى رجالة حمص حوشبا ذا ظليم وعلى الخيل عمرو بن العاص واستعمل على باقي القبائل وأهل البلاد أشخاصا آخرين لا نطيل بذكرهم ؛ وبايع رجال من أهل الشام على الموت فعقلوا أنفسهم بالعمائم فكانوا خمسة صفوف معقلين وكانوا يخرجون فيصطفون أحد عشر صفا ويخرج أهل العراق فيصطفون أحد عشر صفا .

قال نصر : كانت علامة أهل العراق بصفين الصوف الأبيض قد جعلوه في رؤوسهم وعلى أكتافهم ، وشعارهم يا الله يا أحد يا صمد يا رب محمد يا رحمن يا رحيم وكانت علامة أهل الشام خرقا بيضا قد جعلوها على رؤوسهم وأكتافهم وكان شعارهم : نحن عباد الله حقا حقا يا لثارات عثمان وكانت رايات أهل العراق سودا وحمرا ودكنا وبيضا ومعصفرة وصفرا وموردة والألوية مضروبة دكن وسود ولم يذكر ألوان رايات أهل الشام .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.