مواقف أتباع أهل البيت (عليهم السلام) وأهل الكتاب بعضهم تجاه الآخر |
![]() ![]() |
أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-12-2015
![]()
التاريخ: 2023-04-03
![]()
التاريخ: 13-10-2014
![]()
التاريخ: 2024-04-21
![]() |
المواقف العامة والخاصة، والاحداث الصعبة التي تمر على أهل الرسالات مما يستدعي وقوفهم جنباً إلى جنب، وتمثلهم المبـادئ الإنسانية والرساليــة التي يؤمنون بها، ويعتقدون بأنها أصل ما قامت عليـه الديانات، والاساس الذي يجذّر التعايش السلمي والإخاء الديني، والتقــارب الحضاري العصري المتمدن بين الناس. ولك أن تقرأ على سبيل المثال لا الحصـر موقف المرجعيــة الدينية العليا في النجف الأشرف من التعدي على حرمات أهل الكتاب ومقدساتهم في العراق في بغداد والموصل، فقد اصدر السيد السيستاني (دام عزه) بياناً شديد اللهجة في إدانة التعرض للكنائس ومالحقها من سقوط الضحايا الابرياء جراء ذلك، مؤكداً وجوب احترام حقوقهم في وطنهم العراق والعيش فيه بأمن وسلام([1]).
وفي باب التواصل والتآخي الإنساني والتقارب الديني فإن المرجعية العليا في النجف الأشرف حريصة على التواصل مع أهل الاديان والأقليات في العراق، لذا تجد توافد زيارات رجال الدين من كافة الاديان والملل تزور النجف الأشرف بين الحين والآخر للتحاور وتبادل الافكار وطلب مساعدة المرجعية في تقديم النصح والارشاد للمسؤولين، والدعوة إلى الحفاظ على وحدة الشعب العراقي في مكوناته المتنوعة هذا من جهة، ومن جهة ثانية تجد المرجعية العليا تقدم التعازي الرسمية بمناسبة وفاة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني وترسل وفداً يمثل السيد السيستاني (دام ظله) إلى السفارة البابوية لنقل رسالة التعزية بذلك([2]).
وفي المقابل تجد من مواقف أهل الكتاب ما يؤكد روح التقارب والتعاطف مع المسلمين في افراحهم واتراحهم كما هو حال المسلمين معهم ففي اعياد الميلاد تجد توافد المسلمين على تقديم التهاني لهم، وكذا الأمر في تقديم أهل الكتاب التهاني للمسلمين في عيدي الفطر والاضحى. واهم من هذا وذاك، وفي موقف مشرف دال على المشتركات الرسالية اكثر من دلالته على المشتركات الاجماعية، تري أن أهل الكتاب يقومون بإلغاء احتفالاتهم السنوية بأعياد الميلاد كلما تناسب مع حلول عاشوراء الحسين (عليه السلام) أو مناسبة الاحتفاء بأربعين الحسين المتعارف عليه عند الإمامية من الشيعة، واكثر من ذلك فإنهم ينصبون مواكب العزاء ويشاركون المسلمين الاحزان على سيد الشهداء، ولهم موكب حسيني خاص باسم (عيسى بن مريم) يشاركون فيه المسلمين العزاء يقول رئيس الأقليات الدينية في مجلس محافظه البصرة الدكتور سعد متي بطرس عن علاقة المسيحيين بالإمام الحسين (عليه السلام):
«إن للإمام الحسين (عليه السلام) علاقة خاصة معنا نحن المسيحيون حيث أن الإمام الحسين ليس خاصا بالمسلمين فقط، وإنما هو للإنسانية جمعاء »([3]).
وعلى آية حال فلا تكاد مناسبة رسالية تجتمع فيها الاديان إلا وكان للمسلمين والمسيحيين وأهل الكتاب عامة موقف يدعو إلى التقارب والتآلف والتسامح، والعيش المشترك وإشاعة روح المودة والسلام بين الناس، ولعل تآلف الاقليات الدينية في العراق هو خير دليل على تجانسهم مع بقية المسلمين ولاسيما شيعة أهل البيت (عليهم السلام).
وقد كان من سعي الزعامة المسيحية في العالم ممثلة بالحبر الأعظم (البابا فرنسيس) رئيس دولة الفاتيكان ورغبتها بلقاء الزعامة الاسلامية لشيعة أهل البيت في العالم ممثلة بالمرجعية العليا في النجف الأشرف أوضح مصداق لذلك وهنا كانت للنجف الأشرف كلمتها وبيانها المعبر عن قضايا الانسانية بأفقها الرحب من خلال توكيد رسالة السماء في الأرض، ولك أن تدقق النظر في بيان المرجعية العليا([4]) عقب لقاء بابا الفاتيكان وما فيه من أبعاد رسالية إنسانية تمحورت في جانبها الروحي الايماني، والمجتمعي القيمي والفكري والثقافي فضلاً عن مسؤولية الزعامات الدينية في العالم بترسيخ المبادئ العامة للشرائع السماوية.
([1]) ونص البيان كما ورد عن مكتب سماحة السيد السيستاني في النجف الأشرف « حول التعرض للکنائس المسيحية في بغداد والموصل، 15 جماد الثاني 1425:
بسم الله الرحمن الرحيم
في مسلسل الأعمال الإجرامية التي يشهدها العراق العزيز وتستهدف وحدته واستقراره واستقلاله تعرّض عدد من الكنائس في بغداد والموصل إلى اعتداءات آثمة أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا الأبرياء بين قتيل وجريح كما تضرر من جرائها الكثير من الممتلكات العامة والخاصة وإننا إذ نشجب وندين هذه الجرائم الفظيعة ونرى ضرورة تضافر الجهود وتعاون الجميع ـ حكومة وشعباً ـ في سبيل وضع حدّ للاعتداء على العراقيين وقطع دابر المعتدين نؤكّد على وجوب احترام حقوق المواطنين المسيحيين وغيرهم من الاقليات الدينية ومنها حقهم في العيش في وطنهم العراق في أمن وسلام نسأل الله العلي القدير ان يجنّب العراقيين جميعاً كل سوء ومكروه وينعم على هذا البلد العزيز بالأمن والاستقرار انه سميع مجيب.
15/ج2/1425هـ
2/8/2004م
ختم مكتب السيد السيستاني دام ظله / النجف الأشرف
وفي الملحق صورة الكتاب.
([2]) ظ: نص الرسالة «الصادرة» رسالة تعزية بمناسبة وفاة البابا يوحنا بولس الثاني 25 صفر 1426هـ:
بسم الله الرحمن الرحيم
غبطة الكاردينال أنجلو سودانو أمين سرّ حاضرة الفاتيكان المحترم..
نعزّيكم وسائر أتباع الكنيسة الكاثوليكية بوفاة الحبر الأعظم يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان، الذي أدّى دوراً متميزاً في خدمة قضايا السلام والتسامح الديني، وحظي بذلك باحترام الناس من مختلف الملل والأديان.
إن البشرية اليوم بأمسّ الحاجة إلى العمل الجادّ والدؤوب ـ ولا سيما من الزعامات الدينية والروحية ـ لتثبيت قيم المحبة والتعايش السلمي المبني على رعاية الحقوق والاحترام المتبادل بين أتباع مختلف الأديان والمناهج الفكرية.
نسأل الله العلي القدير أن يأخذ بأيدي الجميع إلى ما فيه صلاح الإنسانية وسعادتها، ونتمنّى لكم ولسائر المسيحيين في العالم الخير والسلام.
25/صفر/1426هـ
5/نيسان/2005م
مكتب السيد السيستاني (دام ظله)
وصورة الكتاب في الملحق.
([3]) المسيحيون وعلاقتهم بالإمام الحسين (عليه السلام) البصرة انموذجاً /657، بحث منشور ضمن كتاب (شيعة ومسيحيون).
([4]) موقع مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|