أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-13
527
التاريخ: 18-11-2014
2834
التاريخ: 2024-07-13
471
التاريخ: 11-10-2014
3821
|
قال تعالى : {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ } [يوسف : 21 ، 22] .
الملاحظة الأُخرى التي تثير السؤال في الآيات المتقدمة ، هي : ما علاقة الإِطلاع على تفسير الأحلام وتأويل الأحاديث بمجيىء يوسف الى قصر عزيز مصر الذي أشير إِليه بلام الغاية في جملة (ولنعلّمه) ؟ !
لكن مع الإِلتفات الى أنّ هذه النقطة يمكن أن تكون جواباً للسؤال الآنف الذكر ، وهي أن كثيراً من المواهب العلمية يهبها الله قبال التقوى من الذنوب ومقاومة الاهواء والميول النفسيّة ، أو بتعبير آخر : إِنّ هذه المواهب التي هي ثمرة البصيرة القلبية الثاقبة ، هي جائزة إِلهية يهبها الله لمثل هؤلاء الأشخاص.
نقرأ في حالات ابن سيرين مفسر الأحلام المشهور أنّه كان رجلا بزازاً وكان جميلا للغاية فعشقته امرأة وتعلق قلبها به ، واستدرجته الى بيتها بأساليب وحيل خاصّة ، ثمّ غلّقت الأبواب عليه (لينال منها الحرام) لكنه لم يستسلم لهوى تلك المرأة وأخذ ينصحها ويذكر مفاسد هذا الذنب العظيم ، ولكن نار الهوى كانت متأججة في قلبها بحيث لم يطفئها ماء الموعظة ، ففكر ابن سيرين في الخلاص من قبضتها ، فلوّث جَسده بما كان في بيتها من أقذار تنفّر الرائي ، فلما رأته المرأة نفرت منه وأخرجته من البيت.
يقال أنّ ابن سيربن أصبح ذكيّاً بعد هذه الحادثة ورزق موهبة عظيمة في تفسير الأحلام (1) ، وذكروا قصصاً عجيبة عنه في الكتب التي تتناول تفسير الأحلام تدل على عمق اطلاعه في هذا المجال!
فعلى هذا يمكن أن يكون يوسف (عليه السلام) قد نال هذه الموهبة الخاصّة (العلم بتأويل الأحاديث) لتسلّطه على نفسه قبال إِثارة امرأة العزيز لهوى النفس !
ثمّ بعد هذا كله فإنّ قصور الملوك في ذلك الزمان كانت مراكز لمفسري الأحلام ، وإِنّ شاباً ـ ذكياً كيوسف ـ كان يستطيع أن يستفيد من تجارب الآخرين ، وأن يكون له استعداد روحي لإِفاضة العلم الإِلهي في هذا المجال !
وعلى كل حال فإنّه ليس مستبعداً أن يهب الله سبحانه لعباده المخلصين المنتصرين في ميادين «جهاد النفس للهوى والشّهوات» مواهب من المعارف والعلوم التي لا تقاس بأيّ معيار مادي ، ويمكن أن يكون الحديث المعروف «العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء» (2) إِشارة الى هذه الحقيقة.
هذا العلم ليس ممّا يقرأ عند الأستاذ ، ولا يعطى لأيّ كان وبدون حساب ... بل هو جائزة من الجوائز التي تمنح للمتسابقين في ميادين جهاد النفس !
_____________________
1.الكنى والالقاب ، ج1 ، ص319 ، سفينة البحار ، ج1 ، ص678 ، مادة (سير).
2.مصباح الشريعة ، ص16 ، بحار الانوار ، ج67 ، ص140.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|