المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

مستحبات غسل الجنابة.
23-1-2016
الاصرار على الذنب
24-11-2014
الطرائق المستخدمة لتعين ثوابت التأين
2024-07-03
التعريف بعدد من الكتب / رجال ابن الغضائريّ (القسم الثاني)
2023-05-16
تفسير الاية (34-46) من سورة النازعات
19-2-2018
بيعة العقبة الاولى
3-6-2021


القادة الروحيون  
  
1174   03:06 مساءً   التاريخ: 2023-08-01
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص124ــ128
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-1-2017 2114
التاريخ: 17-9-2020 2101
التاريخ: 2-1-2020 3169
التاريخ: 2023-12-06 1194

وفي طليعة هؤلاء الرجان الإنقلابيين كان هناك قادة روحيون أو بالأحرى أنبياء مرسلون من رب العالمين، عملوا كل في عصره على إرساء قواعد حركة تصحيحية شملت معتقدات الناس وأخلاقهم وسلوكهم.

فالأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين بُعثوا في اكثر الشعوب والقبائل تخلفاً وجهلاً ، فحاربوا الشرك وعبادة الاصنام والجهل والظلم حتى الرمق الأخير لإنقاذ الناس من مستنقعات الفساد التي كادت تقضي عليهم.

والأنبياء هم الذين ثاروا بروح انقلابية للدفاع عن الحق والحقيقة والقضاء على الآداب والسنن الإجتماعية الفاسدة، لم يردعهم في ذلك ظلم الطغاة، ولم يخشوا الموت في سبيل الله، فسعوا بكل ما اوتوا من قوة لزرع بذور تعاليمهم السامية في ضمائر الناس الخصبة لإنقاذهم من الجهالة والضلالة .

قيادة إبراهيم (عليه السلام):

من الشخصيات الربانية التي تمردت على المعتقدات والآداب الخاطئة لقومها ، وفجرت بشخصيتها الإنقلابية المتأتية من النضوج العقلي والعناية الإلهية بركاناً عظيماً ، ابراهيم الخليل (عليه السلام) . وقد تحدث القرآن الكريم في أكثر من سورة عن مواقف هذا القائد العظيم. لقد كانت لابراهيم (عليه السلام) منذ صغره شخصية فذة وعظيمة ، وقد اصطفاه الله سبحانه وتعالى ليكون قائداً لقومه وهادياً لهم.

قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ} [الأنبياء: 51، 52].

حديث إبراهيم (عليه السلام) وآزر:

فبدأ إبراهيم (عليه السلام) دعوته الإنقلابية التي كان الهدف منها بالدرجة الأولى مقارعة عبادة الأصنام من محيط أسرته وأقاربه . 

قال تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا * يَاأَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا} [مريم: 42، 43]. 

وقال عز من قائل: {قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَاإِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا} [مريم: 46].

فأجاب إبراهيم (عليه السلام) بكل صراحة بعد ان كان قد قرر وعزم على اقتلاع جذور الشرك وتحطيم الأصنام.

{وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا} [مريم: 48].

إبراهيم (عليه السلام) ومقارعة الأصنام:

لقد واصل إبراهيم (عليه السلام) الشاب رسالته السماوية ونهجه الثوري ، وقام بين الناس معتمداً على منطق الاستدلال القوي ، فأعلن بكل صراحة عن مخالفته لعبادة الأصنام التي ما هي إلا من آداب قومهم وتقاليدهم البالية معتبراً إياهم وآباءهم من الجهلة والضالين.

قال تعالى: {مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ * قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الأنبياء: 52 - 54].

فبعثت كلمات إبراهيم (عليه السلام) التي نزلت كالصاعقة على قومه موجة من الخوف والغضب بين الناس فقالو له: كيف تتجرأ على الآلهة ؟ ، الا تخاف غضبها؟ ، فقال إبراهيم (عليه السلام): {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ} [الأنعام: 81].

تصعيد المواجهة:

ولما رأى إبراهيم (عليه السلام) أن قومه الميتة قلوبهم لا يمكن أن يعودوا إلى رشدهم ويكفوا عن عبادة الأصنام رغم كل نصائحه وما أتى به من براهين لهم ، صعد من اسلوب مواجهته وأخذ يتهدد قومه ، فقال: {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ} [الأنبياء: 57].

الإعلان عن تحطيم الأصنام:

لقد أراد إبراهيم (عليه السلام) من خلال هذا التهديد أن يعرب عن مخالفته التامة للدين المزيف الذي كان يدين به قومه، وقد أعلن للناس بصراحة عن عزمه على تحطيم الأصنام ، وأخذ يتحين الفرصة المناسبة لتحقيق هدفه ، وفعلاً نفذ إبراهيم (عليه السلام) ذات يوم تهديده ، فحطم الأصنام جميعها باستثناء كبيرهم.

وقد نزلت هذه الخطوة الإنقلابية كالصاعقة ، فأربكت الأجواء في المدينة ، وضج المشركون الغاضبون يصرخون تعبيراً عن غضبهم وحنقهم وهم يبحثون عمن أباح لنفسه ان يظلم آلهتهم . وكان واضحاً ان الفاعل ليس الا إبراهيم (عليه السلام) ، فكلماته كانت قد طرقت أسماع الناس أجمعين.

{قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} [الأنبياء: 60].

محاكمة إبراهيم (عليه السلام):

وقد تقرر محاكمة إبراهيم (عليه السلام) في الملأ لينال جزاءه ، فجاؤوا به ، وبعد نقاش حاد بين إبراهيم (عليه السلام) وعبدة الأصنام ، خاطبهم بكل صراحة ودون خوف أو وجل:

{قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ * أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأنبياء: 66، 67].

ثمرة الإنقلاب:

لقد دفعت الشخصية الإنقلابية لإبراهيم الخليل (عليه السلام) القائمة على النضوج العقلي والمستلهمة من الوحي الإلهي، دفعت به إلى معارضة الآداب والعادات والتقاليد الباطلة التي كانت سائدة في قومه، فانتفض يحارب الأصنام وعبادة الأصنام. ورغم أنه قد واجه في حركته الإنقلابية تلك الكثير من المشاكل والصعاب، إلا أنه قد نجح في تحريك عقول الناس ودفعهم للتعقل والتدبر. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.