المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

زيت الزيتون
2023-12-31
شبهة التناقض والاختلاف‏
23-04-2015
أقام الرسول نموذجاً من العدل الإلهي
30-9-2021
عقيدة الشيعة في أن الإمامة بالنصّ
15-5-2018
لماذا اعتبروا الملائكة بناتاً لله؟
24-09-2014
استعمالات الحمص
10-4-2016


المرحلة الثالثة للولد (14 - 21 سنة)  
  
1087   08:16 صباحاً   التاريخ: 2023-07-25
المؤلف : مركز نون للتأليف والترجمة
الكتاب أو المصدر : الولد الصالح
الجزء والصفحة : ص 67 ــ 73
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-6-2016 68185
التاريخ: 13-12-2021 2607
التاريخ: 5-6-2017 3459
التاريخ: 20/10/2022 1922

بعد المرحلة الأولى من (1 ـ 7)، والثانية من (7 ـ 14)، يصبح عمر الولد أربع عشرة سنة، وفي هذا العمر تبدأ مرحلة المراهقة، ويتميز هذا العمر بالعديد من الأمور على المستوى النفسي والفكري فمن مميزات هذا العمر:

- يطمح الشباب بقوة إلى الحرية والاستقلال، ويرغب في القيام بأعماله من دون تدخل الآخرين، واتخاذ القرارات بنفسه أيضاً، ولا يشعر بالحاجة إلى آراء الكبار أي الأهل، في قراراته الخطيرة كترك الدراسة، أو تغيير حقله التخصصي، وغيرها من الأمور (1).

- وفي هذا العمر تتفجر المواهب لدى الشباب، وتحتاج إلى التنمية بالشكل الصحيح، فلو كان لدى الشاب موهبة الشعر أو الرياضة مثلاً، فلا بد من ترشيد الموهبة، لكي لا تسلك الطريق الخاطئ.

- وتتميز المرحلة أيضا بأخطر الأمور وهي فوران الغرائز كغريزة القدرة وغريزة حب السيطرة وغريزة التناسل.

ومن هنا ينبغي أن نلتفت إلى خطورة هذه المرحلة على الشباب إذ أن هذه المرحلة هي المفترق الفاصل بين دروب الحياة، فإما أن يسلك الشاب بها درب الهدى، وإما أن ينحرف إلى دروب الغي والضياع.

ومن الأمور التي أرشد إليها الإسلام في هذه المرحلة العمرية:

1- نقل التجارب إلى الشاب:

وأفضل نموذج يمكن أن نسلط الضوء عليه في هذا المضمار هو أمير المؤمنين (عليه السلام) وولده الإمام الحسن (عليه السلام)، فمن وصيته له (عليه السلام): (... فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ويشتغل لبُّك لتستقبل بجد رأيك (2) من الأمر ما قد كفاك أهل التجارب بغيته وتجربته، فتكون قد كفيت مؤونة الطلب، وعوفيت من علاج التجربة) (3).

فالتجربة التي ينبغي أن تنقل للشاب لها دور مؤثر في تأمين سعادته لأنها تكشف له حقائق الأمور، وتمزق أستار الأوهام والتصورات الباطلة، فكل تجربة تفتح في قلب الإنسان باباً من العلم وتقربه من الحقيقة خطوة، فعن الإمام علي (عليه السلام): (وفي التجارب علم مستأنف) (4).

2- التفقه في الدين:

لأن الولد يبلغ في هذا العمر سن البلوغ فلا بد له من معرفة التكاليف الإلهية التي ألقيت على عاتقه، وقد ورد في الحديث عن الإمام الكاظم (عليه السلام): (لو وجدت شاباً من شبان الشيعة لا يتفقه لضربته ضربة بالسيف) (5)، وما التعبير بالضرب بالسيف إلا كناية عن أهمية التفقه في مرحلة الشباب.

كما أن التعلم لأحكام الدين والفهم لأهداف الإسلام يؤمنان للشاب هدفاً صالحاً، فلا يترك فريسة لأوهام النفس ووسوسات الأفكار والتيارات المنحرفة، دون إرشاد، مما قد يتسبب بضياعه.

3- الإرشاد إلى القدوة الصحيحة:

إن القدوة الصحيحة للشاب هي التي توضح الطريق أمامه في درب المستقبل، والقدوة السيئة هي التي تجرفه إلى وديان الجهالة والانحراف.

وكثيراً ما نجد وسائل الدعاية والإعلام تحاول أن تطرح للشاب قدوات تضيّع الأهداف الحقيقية، بعيداً عن القدوة الحقيقية المتمثلة والمثال الأعلى الذي يتجلى بالرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وأهل البيت (عليهم السلام)...

فعلى الأهل دائما أن يلتفتوا إلى شبابهم ليوجهوهم دائماً إلى القدوة الصحيحة، بالشكل الملائم الذي يجعل هذه القدوة هي خيار الشاب وتوجهه ظاهراً وباطناً.

4- إرشاد الشباب إلى الفتوة الحقيقية:

إن عنوان الفتوة والقوّة وحب الاقتدار عند الشباب يكون في أعلى مستوياته في هذه المرحلة العمرية، وتشكل الفتوة بالنسبة إليه أمراً بالغ الأهميّة.

ودور الأهل في هذا المجال يتجلى في إفهام الشاب أن الفتوة الحقيقيّة ليست في عظمة الساعدين ولا عرض المنكبين والقوة في العراك، بل في العقل الواعي والقلب المليء بالإيمان، فإن هذا المعنى هو الذي يريدنا أهل البيت وأن نعيه، ففي الرواية أنه مرّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقوم يتساءلون حجراً، فقال: (ما هذا، وما يدعوكم إليه؟ قالوا: لنعرف أشدنا وأقوانا، قال: أفلا أدلّكم على أشدكم وأقواكم؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه، قال: أشدّكم وأقواكم الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل، وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق، وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له بحق) (6).

فبهذه الخطوات وغيرها نكون قد وجهنا الشاب إلى الهدف الواقعي والصحيح وهو السلوك المستقيم، بحيث يصبح عنصر خير لمجتمعه، يعيش الصلاح في الدنيا، فيكون من أحب الخلائق إلى الله تعالى، فعن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (إن أحبّ‏ الخلائق إلى الله عز وجل شاب حدث السن في صورة حسنة جعل شبابه وجماله لله وفي طاعته، ذلك الذي يباهي به الرحمن ملائكته، يقول: هذا عبدي حقا) (7).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الأفكار والميول، الأستاذ محمد تقي فلسفي، ج 2، ص 182.

2ـ يكون جد رأيك أي محققه وثابته مستعداً لقبول الحقائق التي وقف عليها أهل التجارب وكفوك طلبها. والبغية بالكسر: الطلب.

3ـ نهج البلاغة، خطب الامام علي (عليه السلام)، ج 3، ص 40.

4ـ الكافي، ج 8، ص 22.

5ـ بحار الانوار، العلامة المجلسي، ج 75، ص 346.

6ـ من لا يحضره الفقيه، ج 4، ص 407.

7ـ ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج 2، ص 1401. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.