تعد زيارة المريض في مشفاه أو بيته من بين أهم الأعمال التي أمرنا بها الرسول الأكرم (صل الله تعالى عليه واله وسلم) وأكدت عليها روايات اهل البيت(عليهم السلام) لأنها تدلل على اظهار محبة الشخص الزائر للمريض، كما انها تعزز ثقة المريض بذلك الزائر، فهي وسيلة توطد الاواصر الاجتماعية بين أفراد المجتمع، وتبعث في نفوسهم المحبة والود والاحترام .
وينبغي ان تكون زيارة المريض نافعة ومفيدة له، بحيث تضيف عليه البهجة والسرور والعزيمة، فلا يجوز للزائر مثلا زيارة المريض في أوقات حرجة تضاعف عليه مرضه، وتزعج من حوله، لهذا ينبغي ان يأخذ الزائر موعدا من المريض أو من أهله لزيارته، وأن لا يتأخر عنده كثيرا، بحيث يراعي حالة المريض الصحية.
فالكثير من المرضى مثلا لا يطيق التحدث كثيرا، بل بعضهم لا يحتمل النطق والاشارة وحتى الالتفات، الى ما غير ذلك من الحالات الحرجة التي ينبغي ان يراعيها الزائر، ويستحسن اصطحاب هدية نافعة تظهر مدى الزائر واحترامه لذلك المريض.
وقد يحتاج الكثير من المرضى في ظروف مرضهم الى الكثير من المساعدة، لذلك فمن المستحسن أن يجلب الزائر للمريض المراد زيارته شيئا يستفاد منه في مرضه، أما اذا لم تتوافر للزائر الظروف المناسبة لشراء الهدية حينئذ يكفي منه الدعاء الصادق للمريض بالعافية والشفاء .
زيارة المرضى في القرآن والسُنّة:
هذه طائفة من الآيات الكريمة والاحاديث الروايات الخاصة باستحباب زيارة المرضى، كما في الآتي: 
قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}ووجه الدلالة من الآية الكريمة هي أن الرسول الأكرم (صل الله تعالى عليه واله وسلم) هو المُرسل رحمة لجميع البشر، ومن وجوه الامتثال بتلك الرحمة أن يرحم بعضنا بعضا، وزيارة المريض تعد أحد وجوه الرحمة واشكالها.
قال الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام): (ان من أعظم العوائد أجرا عند الله تعالى لمن إذا اعاد اخاه وخفف الجلوس، إلا أن يكون المريض يحب ذلك ويريده ويسأل ذلك) . 
قال الامام الصادق(عليه السلام): (تمام العبادة ان تضع يدك على المريض إذا دخلت عليه).
قال مولى الامام الصادق(عليه السلام): مرض بعض مواليه فخرجنا اليه نعوده، فاستقبلنا الامام(عليه السلام) في بعض الطريق، فامرنا ان نأخذ معنا من الهدية ما يستريح اليها المريض، وما يتمكنون على شرائها دون تكلف أو تبذير.
وعن الامام الكاظم(عليه السلام)ان رجلا شكى اليه، قال له: انني في عشرة نفر من العيال كلهم مرضى، فقال(عليه السلام): (داوهم بالصدقة فليس شيء أسرع إجابة من الصدقة ولا أجدى منفعة للمريض منها) .