أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-1-2023
1492
التاريخ: 11-10-2014
1720
التاريخ: 2023-03-29
1344
التاريخ: 10-02-2015
1839
|
قال تعالى : {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [التوبة : 30] .
عُزَير ـ مُصغّراً ـ هو الذي يسمّيه أهل الكتاب ( عَزْرا ) قال الشيخ مُحمّد عَبده : والظاهر أنّ يهود العرب هم الذين صَغّروا بالصيغة العربيّة للتحبيب وصَرَفوه ، وعنهم أَخذ المسلمون ، والتصرّف في أسماء الأعلام المنقولة إلى لغةٍ أُخرى معروف عند جميع الأُمَم ، حتّى أنّ ( يسوع ) قَلَبَته العرب فقالت : ( عيسى ) .
وعَزْرا هذا هو الذي أَحيى شريعة اليهود بعد اندراسها ، وكَتَب أسفارَهم من جديد بعد ضَياعها لمدّة تقرب من قَرنَينِ ، بعد كارثة بخت نصّر الذي شتّت شملهم وأحرق كُتبهم وأَخرب معابدهم ، ووضع السيف في رقابهم ، وأَسَر الباقين إلى أرض بابل حتّى فرّج عنهم الملك داريوش عند ما فتح بابل ، وساعدهم على المُراجعة إلى أرض فلسطين فيمَن عَزم على الرجوع إليها من اليهود وعلى رأسهم عَزرا ـ وهو عجوزٌ قد طَعن في السنّ ـ فأعاد بناء الهيكل على حساب مَلِك فارس ، وقام بإحياء الشريعة وكتابة الأسفار نحو سنة 457 ق . م (1) ، جَمعها من صدور الرجال والمَحفوظ لديهم من بقايا آثار التوراة ، فكانت له منزلة رفيعة عند اليهود ممّا يقرب من مرتبة نبيّ اللّه موسى ( عليه السلام ) ؛ لأنّه أحيا الشريعة الموسويّة من جديد وأعاد حياتها بعد الضياع والاندراس .
وهذا هو السرّ في تلقيبه بابن اللّه تشريفاً بمقامه الرفيع عندهم ، كما قالوا {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} [المائدة : 18] ، أي مُقرّبون لديه تعالى مَقربة الوَلد مِن والدهِ .
ولعلّ تلقيب المسيح بابن اللّه أيضاً من هذا الباب تشريفاً بموضعه عند اللّه العزيز .
وجُملة القول : إنّ اليهود كانوا وما زالوا يُقدّسون عُزَيراً هذا ، حتّى أنّ بعضهم أو جُلّهم أَطلق عليه لقب ابن اللّه ، فهو تلقيبُ تكريمٍ كما في تلقيب يعقوب بإسرائيل أي القٌدرة الغالبة الإلهيّة ، وداود بمعنى المحبوب لدى اللّه ، وجبرائيل أي الرجل الإلهي ، وعزّئيل أي عزّته تعالى ، كلّ هذه ألقاب تشريفيّة تكريماً بمقام المُتلقّبين بها .
لكن الفيلسوف اليهودي ( فلو ) الاسكندري المعاصر للمسيح يقول : إنّ لله ابناً هو كلمتُه التي خَلق بها الأشياء ، فعلى هذا لا يبعُد أن يكون بعض اليهود المتقدّمين على البعثة المُحمّديّة ـ على المبعوث وآله صلوات ربّ العالمين ـ قد قالوا إنّ عُزَيراً ابن اللّه بهذا المعنى ، كما شاع عند النصارى أنّ تلقيب المسيح بابن اللّه هو من هذا الباب (2) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع : سِفر عَزْرا ، الإصحاح السابع .
(2) راجع : تفسير المنار ، ج10 ، ص322 ـ 328 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|