ثالثاً : اختبار المنتج في المصنع Product Test In factory

تعتبر عملية اختبار المنتج من الأسس التي تعتمد في مراقبة جودة المنتج وتحديد مدى مطابقتها لمعايير القياس والجودة النوعية، لذلك تقوم المنظمات الإنتاجية بعملية اختبار المنتج في المصنع لتحديد مستوى الانحراف وإجراء التعديلات المناسبة فيما لو ظهر بأن هنالك اختلافاً في مستوى الخصائص المطلوب توفرها في المنتج أو هنالك عدد من الوحدات المعيبة والتي تؤثر بشكل سلبي على مخرجات المصنع وعلى التكاليف والأرباح.

إن أغلب المنظمات الإنتاجية إن لم يكن معظمها تقوم باختبار جدارة منتجاتها في المصنع قبل إطلاقها إلى السوق بشكلها النهائي وتستمر بعملية الاختبار وأخذ العينات حتى بعد إطلاق المنتج للسوق وطول فترة الاستمرار بإنتاج وتقديم المنتج للوقوف على :

1. تطابق المواصفات النوعية المحددة والتي يجب توفرها في المنتج.

2. تحديد عدد الوحدات المعابة.

3 تحديد صلاحية الخطوط الإنتاجية.

4. تحديد أداء العاملين.

5. كفاءة عملية التعبئة والتغليف فيما لو كان المنتج يتطلب هذا النشاط. 

إن العاملين على اختبار المنتج يدركون مبدأ أن عملية اختبار جميع الوحدات المنتجة لا يمكن تنفيذه على الواقع لأنه يتطلب تكاليف عالية وجهداً ووقتاً لا يمكن تغييره . لذلك يتم الاعتماد على سحب عينة من الوحدات المنتجة وإخضاعها للاختبار وفحصها لمعرفة مدى تطابق الخصائص والمواصفات المحددة والمطلوب توفرها في المنتج وما هي الانحرافات إن وجدت. كل منظمة إنتاجية سواء إن كانت متخصصة بإنتاج الأدوية المواد الغذائية ، الإطارات ، السيارات... إلخ توجد لديها مختبرات خاصة لاختبار منتجاتها أو أجزاء المنتجات للتأكد من المواصفات المطلوب توفرها.

حالة (1)

قامت الشركة العامة لتعليب المواد الغذائية بإجراء اختبار حول معاينة الوزن المقرر للعبوة الواحدة وما تحتويه من مواد غذائية (المربيات علبة 750غم) وثم تحديد أول  وحدة تنتج هي نقطة البداية بسحب عينة ومن ثم يتم سحب علبة عند الانتهاء من إنتاج كل مئة علبة وثم سحب 10 علب وكان وزن العبوة مع العبوة الغذائية على النحو الآتي:

على الرغم من ان الانحراف في محتويات العبوة أقل من نصف غرام إلى أن ذلك دفع العاملين على عملية الاختبار مع ملاحظة بأن العينة تسعة والتي سحبت بعد إنتاج 900 وحدة كان الانحراف في الوزن أكثر من باقي وحدات العينة، وبعد دراسة الأسباب ظهر بأن هنالك أساساً مشكلة في العبوة وبأن هنالك عدم استقرار بها ووجود ميلان في الشكل مما دفع القائمين على الاختبار إلى مطالبة العاملين بإعادة فحص العبوات المخصصة للتعبئة.

حالة (2) 

الشركة العامة لإنتاج مصابيح الإنارة لديها مختبر خاص لاختبار مدى كفاءة عمل إنتاجها ومطابقتها للمواصفات المحددة (المعيار لعمل مصباح الإنارة 312 ساعة متوالية قبل أن يعطل) وقام فريق العمل لاختبار المنتج على سحب عينة مكونة من  100 مصباح استناداً إلى نقطة البداية المتمثلة بالوحدة العاشرة المنتجة ومن ثم سحب مصباح لكل عشرة وحدات منتجة. ولقد ظهر للفريق بأن المصابيح المطابقة للمواصفات مثلت 99.9% ومصباح واحد فقط. أعطب بعد 308 ساعات، وتعتبر هذه النسبة ممتازة ويعتبر المنتج مقبولاً ومطابقاً للمواصفات واتخذ قرار تقديم المصابيح إلى السوق.

حالة (3)

اختبار الأدوية : لا تستطيع شركات إنتاج الأدوية والعاملون فيها عند اختراع دواء جديد أو تطوير دواء قديم اختبار فعاليته على الأفراد ولكن توجد لدى هذه الشركات مختبرات خاصة حيث يقوم مصنعو الأدوية باختبارها على الحيوانات مثل القرود والأرانب أو الفئران لوجود تقارب في بعض الجوانب ما بينها وبين الإنسان وقياس تأثيرها، ومن ثم تقيم النتائج التي يحصلون عليها.

ويشير (592 - 573 ,2002 ,Robinson) إلى أن الكثير من شركات إنتاج الأدوية تقوم بإجراء الاختبارات لأدوية الملاريا والسرطان والسعال... إلخ على عينة من الأفراد وتحت ظروف وعوامل محددة وبإشراف مباشر مـن الكوادر المتخصصة وفي أماكن الشركة ومختبراتها في المستشفى، وذلك من خلال المراجعة في موقع الاختبار وتهيئة الأجهزة والمعدات والتقنيات المناسبة لتهيئة الأجواء المناسبة والطبيعية للاختبار والتأكد من فعاليته . وفي حالة حدوث العكس فإن المختصين سوف يقومون بعدم إطلاق المنتج للسوق قبل إجراء التعديلات المطلوبة وإعادة الاختبار والتأكد من فعالية وصلاحية المنتج.

حالة (4)

تقوم شركات إنتاج معطر الجسم باختياره على عينة من الأفراد ويكون اختبار معطر الجسم تحت إشراف مسؤولين من الشركة وفي مواقع أو مختبرات الشركة على أن لا يضع أفراد العينة أي نوع آخر من العطور أو مضاد للروائح ويتم مراقبة أفراد العينة خلال 24 ساعة حيث يقوم الفريق بفحص قوة المعطر كل أربع ساعات وبعد الانتهاء من الاختبار يقوم العاملون عليه بتحديد الفترة التي يستمر بها المعطر وقوة المعطر خلال الأربع والعشرين ساعة وهذا يعتبر عنصراً فعالاً ومهماً في ترويج هذا المنتج وتضمين الرسالة الإعلانية معلومات متكاملة ودقيقة. أما في حالة فشل المنتج فإن العاملين يقومون بإجراء التحسينات اللازمة ليصبح ملبياً للحاجات والرغبات.

حالة (5)

اختبار اطارات مشلن Michelin MX4

تسعى شركات إنتاج وتسويق إطارات السيارات إلى تقديم إطارات تحقق الراحة للمستهلكين وذات أداء ممتاز من حيث التحامها بالشارع، متانتها حسب فصول السنة وتغير الأحوال الجوية والمناخية والرطوبة والحرارة والثلج وغيرها ويشير (4- 1 ,2008 ,Bergeror ) إلا أن شركة إنتاج إطارات Michelin تعمل على اختبار منتجاتها في مضمار خاص للاختبار حيث يتم الاختبار في ظروف معينة مختلفة .

ـ تنطلق السيارة على المسرب الجاف وفي درجات حرارة عالية لاختبار قوة الإطار على المقاومة في هذه الظروف.

ـ اختبار الإطار على المسرب خلال هطول الأمطار بشكل خفيف وكثيف. 

ـ اختبار قوة المحرك في الانحرافات للتعرف على قدرة الإطار في المحافظة على توازن السيارة.

ـ اختبار الإطار في الجو المثلج وتساقط الثلج على المسرب بكثافة وتحديد جدارة الإطار في المحافظة على استقرار السيارة وعدم الانحراف عن المسار.

يكون المضمار على شكل أقواس واسعة وضيقة والمحناءات واستدارة سريعة وتوقف سريع.  

من خلال اختبار Michelin MX4 ظهر بأن هذه الإطارات تمكنت من جميع الأحوال الجوية وما يتصف به مضمار الاختبار من المحناءات وأقواس وتعريضها إلى الأمطار والثلوج من إثبات جدارة عالية حيث إنها في السرعة والانحناءات زوايا الاطارات تثبت بشكل جيد السيارة على المضمار. استقرار أكثر للعربة ، قوة كبح جيدة، ولقد أثبت الاختبار بأن الإطار الجيد له الدور الأساسي في سلامة العربة عند القيادة وفي جميع الظروف وليس نوع السيارة. 

إن مقاومة إطارات Michelin MX4 وصمودها في الأجواء المثلجة دفع قائدي السيارات إلى استخدامها عند هطول الثلوج والابتعاد عن استخدام إطارات خاصة للثلج والابتعاد عن عملية الفك والتركيب وكذلك تم الاستغناء عن استخدام السلاسل وأصواتها وعدم استقرار العربة عند قيادتها بإطار يؤدي وظائف عدة وهكذا كانت نتيجة الاختبار الجيد .